الجيش يحرر «هجليج» والسودانيون يتنفسون الصعداء


سناء شاهين وكالات (الخرطوم جوبا) – –
أعلن الجيش السوداني أمس عن تحرير منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان من قبضة جيش جنوب السودان عقب معارك ضارية دارت بالمنطقة لمدة عشرة أيام وتنفس السودانيون الصعداء

بسماعهم نبأ التحرير الذي أطاح بالقلق الذي ساورهم بانتظار لحظات الحسم وخرجت تظاهرات فرح عفوية في أنحاء عدة من العاصمة السودانية. واكد الجيش السوداني في بيان تلاه وزير

الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين عبر وسائل الإعلام السودانية أن القوات السودانية تعاملت مع الاعتداء بروية وحكمة حتى لا تدمر ما تبقى من منشآت ودخلت إلى المنطقة ظهر امس

وأدت صلاة الجمعة والشكر لله بالقرب من منشآت النفط. وتوعد الجيش الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا واكد عزمه على مواصلة المعركة للإطاحة بها وإزاحتها عن مقاعد الحكم في الجنوب

وقال إن اعتداء جوبا على هجليج “جاء تسديدا لفاتورة طويلة وأجندة خارجية معقدة ليدفع ثمن ذلك المواطن الجنوبي الذي أرهقته الحروب ومؤامرة الحركة الشعبية المسيطرة على الحكم في

الجنوب”. وجاء في البيان “إن القوات المسلحة الظافرة تسندها القوات الأخرى والمجاهدون من السودانيين تمكنت من تحرير هجليج عنوة واقتدارا من فلول جيش جنوب السودان وتقدمت إلى

المنطقة وهي تضع نصب اعينها مسؤولية ما عاناه الشعب السوداني من تعد سافر من دولة جنوب السودان”. واستعرض البيان فصول الجهاد التي خاضها الجيش السوداني في المنطقة وقال

إنه “خاض ملاحم بطولية طوال الأسبوع الماضي منيت فيها قوات العدو بخسائر بالغة في الأرواح والعتاد ولقن المعتدين درسا بالغا” مشيدا بجهود تلك القوات في تحرير المنطقة وحماية

الأرض. وبث الوزير التهاني للشعب السوداني على ما تحقق من نصر في هجليج مجددا عزم الجيش السوداني على مطاردة العملاء والمتمردين والقضاء عليهم وقال إن الجيش جاهز ليكمل

المهمة إلى مداها.
وفي وقت لاحق حذر الرئيس السوداني عمر البشير من أسماهم بعملاء جوبا في بلاده ودعاهم إلى الانسحاب من جنوب كردفان والنيل الأزرق قبل أن تنالهم الانتصارات الزاحفة للجيش

السوداني مؤكدا أن القوات السودانية ستلاحق عملاء الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان ببلاده وتدحرهم على غرار ما تحقق في هجليج. وأشار لدى مخاطبته حشدا جماهيريا في مبنى

القيادة العامة للقوات المسلحة إلى أن المتمردين يمارسون العمالة ضد بلادهم ويقبضون مرتبات من جوبا نظير ذلك. وقال إن هذه الاعتداءات على بلاده بدأت بدعم التمرد في دارفور واستمرت

بدعم عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان والتمرد في النيل الأزرق. وأضاف: إننا نرسل الرسالة قوية بأن القوات المسلحة جاهزة لصد أي تمرد أو تفلت أو خروج عن الشرعية وهي قادرة

على حماية السودان ولن نفرط في أي شبر من أراضيه”. وحيا البشير مجاهدات القوات السودانية والانتصارات التي تحققت في هجليج وبدت أسارير الفرح على وجهه وهو يقول إن جنود

الجيش دخلوا إلى هجليج عنوة وأدوا فيها صلاة الجمعة وصلاة الشكر لله في المنطقة مكذبا ما تردد عن انسحاب الجيش الشعبي من المنطقة.

وجاء بيان الجيش السوداني بعد اقل من ساعتين من إعلان رئيس جنوب السودان سيلفا كير أنه أعطى الأمر لقواته بالانسحاب من هجليج. وأوضح الرئيس كير في بيان قرأه المتحدث باسم

الحكومة برنابا ماريال بنجامين في مؤتمر صحفي في جوبا إن “جمهورية جنوب السودان تعلن أن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تلقت الأوامر بالانسحاب” من هجليج. وتابع أن “انسحابا

منظما سيبدأ على الفور ويكتمل خلال ثلاثة أيام”.

وأضاف كير في بيانه أن قرار الانسحاب “لا يغير شيئا في موقفنا الذي يؤكد أن بانتو (اسم هجليج في جنوب السودان) تبقى جزءاٍ لا يتجزأ من جمهورية جنوب السودان”. واكد رئيس جنوب

السودان في البيان ان الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الامن الدولي وعدد من مسؤولي المجتمع الدولي وكذلك لإشاعة “اجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان”.
وتصاعد التوتر بين البلدين منذ ان احتلت جنوب السودان التي استقلت العام الماضي بدعم قوي من الولايات المتحدة منطقة هجليج النفطية. واندلعت المواجهات بين الدولتين في التاسع من ابريل

عقب قصف مدفعي وجوي لمناطق في جنوب السودان واحتلال قوات جنوب السودان منطقة هجليج التي يقع فيها حقل رئيسي لانتاج النفط السوداني. كما دارت مواجهات في عدد من المناطق

الحدودية بين الدولتين. والمعارك في هجليج هي الاسوأ منذ انفصال جنوب السودان عن الشمال العام الماضي بموجب اتفاق سلام 2005 الذي أنهى الحرب الاهلية بين الطرفين. وكان مجلس

الامن الدولي قد بحث الثلاثاء احتمال فرض عقوبات ضد السودان وجنوب السودان لاقناع البلدين بالخروج من “منطق الحرب”.

قد يعجبك ايضا