محافظة أبين تبتهج بتخليصها من إرهاب «القاعدة»


جمال العاقل
عام من القتل والخراب والدمار في أبين الخضراء يطوى وإلى الأبد
توجيهات رئيس الجمهورية باستئصال عناصر الشر آتت ثمارها في أيام معدودة وعززت التلاحم الوطني بين المواطنين وأبناء قواتهم المسلحة

استطلاع وتصوير/فضل علي الشبيبي
كانت أبين وستظل هي العطاء والخير والنماء الذي لا ينضب أبين مساحة الاخضرار وزرقة مياه البحر العربي الممتدة على مسافة 280 كيلو متراٍ من الشواطئ الجميلة الجاذبة للسياحة من العلم حتى احور أبين الدلتا والإنتاج الزراعي الوفير من مختلف المنتوجات الزراعية أبين الأسماك المميزة أبين التي كانت وستظل هي نبع الثورة والثوار والرقم الصعب في فهم الواقع حتى وإن سيطرت القاعدة عليها ودمرت الحياة فيها تحت مسميات دينية واشتراك قوى أخرى في هذه اللعبة النجسة التي كان ضحيتها تشريد مائة وخمسين ألف نازح في محافظتي عدن ولحج أبين الفن والطرب والألحان هذه أبين تجمع كل الحسان لكنهم لم يتركوها لحالها !
مأساة إنسانية بامتياز
كان يوم الجمعة السابع والعشرون من مايو 2011م حزينا مأساويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى في هذا التاريخ اجتاحت عناصر القاعدة أو من يسمون أنفسهم (أنصار الشريعة ) اجتاحت زنجبار عاصمة أبين وكانت في مارس سيطرت على مدينة جعار العاصمة الثانية لأبين .صباح يوم الجمعة سمعت الانفجارات في السادسة صباحا بإعلان من ميكرفون سيارة الهيلكس غمارتين عن فتح ولاية زنجبار مع ترديد أناشيد إسلامية حماسية وسط ( هروب أو تقاعس أو جبن مؤسسات أمنية ) عدا بعض المواجهات لجنود بواسل رفضوا التسليم بعضهم قتل والبعض الآخر أسر.
وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم الجمعة الحزين صعد أحد قادة تلك الجماعات خطيبا في مسجد الحاج أحمد بزنجبار مفندا أن هذه الحرب التي تخوضها الجماعات إنما هي ضد (الطاغوت ) وليس المواطنين . وفي تلك الخطبة كان أبناء زنجبار يهربون خوفا وهلعا إلى محافظتي عدن ولحج في وضع إنساني مهين أثبتت الوقائع أن الحرب كانت بالفعل ضد البسطاء والفقراء الذين أمسوا بين ليلة وضحاها مطرودين من منازلهم وممتلكاتهم التي بنوها بدمهم وعرقهم وكدهم وتضحياتهم خلال عقود مضت وتحولت حياتهم إلى جحيم وإلى معاناة يومية حياتية أليمة وقاسية في وطن مزقته الانقسامات والحروب والفقر عاما كاملاٍ مر كعشرة أعوام اغتيلت فيه ذكريات الوطن الصغير والأماني والأحلام فمات من مات وانتحر من انتحر وجن من جْن صور إنسانية بالغة عاشها النازحون من أبناء أبين وعلى وجه التحديد أبناء العاصمة زنجبار الذين هجروا بالكامل من منازلهم وأخليت الساحة إلا من القاعدة وفي الجهة الشرقية من زنجبار الجيش الذي ظل تعثر كثيرا وارتكبت في جنوده مجازر رهيبة قدرت الضحايا بالمئات.
والمحافظ جمال العاقل كان القائد المغوار من لودر الصمود كانت رايات النصر بدأت تلوح في مطلع ابريل حينما استطاع شباب لودر من اللجان الشعبية الثبات والاستبسال والوقوف بقوة وشجاعة نادرة وتلقين القاعدة دروساٍ في فن القتال وتكبيدهم خسائر كبيرة تعزز ذلك بوصول محافظ أبين الجديد الذي اقسم اليمين الدستورية في اليوم الأول وفي اليوم الثاني كان في جبهة القتال في لودر يقود دفة العمليات العسكرية والنشاط التنفيذي للمحافظة وأصر على عقد اجتماعات القيادات التنفيذية في لودر ورفض مغادرة قيادة معسكر اللواء 111 المرابط بلودر برغم المعركة الشرسة ووصول قذائف الهاون من الجبال المطلة على لودر وخصوصا من جبال زاره ويسوف وكنا شاهدين على صمود المحافظ واللجان الشعبية والجيش ودحرت القاعدة من لودر في أول هزيمة لها منذ سيطرت على مدن زنجبار وجعار وبعض المدن الأخرى وهذا الانتصار كان له التأثير الايجابي في سير المعارك وفي التحام المواطنين مع الجيش في أكثر من منطقة خصوصا بعد عمليات الذبح والتعزير والتمثيل بجثث الجيش والمناصرين .
توجيهات فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي كانت واضحة وجلية إخراج القاعدة من أبين وبقية المناطق ولا تفاوض لذلك جهزت الحملة العسكرية الكبيرة في 12 مايو 2012م وطوقت زنجبار وجعار من كل الاتجاهات ودارت المعارك الشرسة على كافة الجبهات في ظل توجيهات صارمة من فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي بدحر القاعدة في أبين وهزيمتها .وفي متابعة ميدانية من وزير الدفاع شخصيا اللواء محمد ناصر احمد وكل القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية وظلت المعارك تدور رحاها على مدى أكثر من شهر خصوصا في محور جعار الذي شهد أكبر المعارك وبقيادة من بطلين عسكريين هما فيصل رجب ومحمود الصبيحي واستبسال من كل الضباط والصف والجنود واللجان الشعبية وقد حققت توجيهات رئيس الجمهورية المرجو وآتت ثمارها في أيام معدودة وعززت التلاحم الوطني بين المواطنين وأبناء القوات المسلحة.
12 يونيو يوم الانتصار
في فجر ذلك اليوم كانت المعارك طاحنة وتضعضعت أركان القاعدة وبدأت تتهاوى وتنهار ليدخل الجيش منتصرا إلى جعار وهروب العديد من القيادات وفي ظهر نفس اليوم أعلن عن تحرير العاصمة زنجبار .
محافظ أبين وحديث الانتصار
قال محافظ محافظة أبين جمال ناصر العاقل إن الجيش واللجان الشعبية ضربا أروع صور الصمود والتخندق ضد القاعدة والتنسيق المشترك الذي عجل بهزيمة القاعدة مؤكدا أن بشائر النصر الأولى كانت من لودر ورجالها الشجعان وأبطال القوات المسلحة الذين كانوا للقاعدة بالمرصاد منذ اللحظات الأولى للمواجهات .. وقال العاقل: أن فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي كان حازما ومانعا وعلى اتصالات مباشرة بالقيادات وحثهم على تحقيق النصر وأشار العاقل إلى أن محافظة أبين تهدي هذا الانتصار للوطن مطالبا بضرورة الإسراع في عملية إعادة الإعمار لمنازل المواطنين التي دمرت ودمرت كذلك كل أشكال البنية التحتية وخصوصا في العاصمة زنجبار ومدينة الكود وجعار ولودر وكل المناطق التي أشعل فيها تنظيم القاعدة الإرهابي الحرب مطالبا فخامة رئيس الجمهورية توجيه الوزارات والمؤسسات الإسراع في إعادة الخدمات الأساسية الكهرباء والمياه والطرقات والاتصالات لكي يعود النازحون إلى ديارهم ويحصلون على التعويض الكامل مؤكدا أن قيادة محافظة أبين ستظل وفية وأمينة وصادقة لإعادة وجه أبين المشرق أبين التي قدمت للثورة والوطن أرواح أبنائها الطاهرة رخيصة لصنع هذه الأمجاد التي نعيشها اليوم ونحن نحتفل بهذا الانتصار العظيم.
أحاديث عن الانتصارات والعودة إلى الديار
التقينا العديد من أبناء زنجبار في أول يوم لإعلان تحرير زنجبار الذين عمت الفرحة قلوبهم بعد مرور عام كامل من النزوح القسري وقالوا في أحاديثهم أنها انتصارات عظيمة وبهيجة ونحن نودع عاما من النزوح والتشرد .
أمين عوض النوبي يقول:
نشعر بالفخر والاعتزاز بأن أبين حررت وبدأ أهالي العاصمة زنجبار يتوافدون وهم فرحون ومكبرون هذا يوم مميز في حياتنا وأطلب وأنا أقف اليوم في الشارع الرئيسي لعاصمة أبين زنجبار أطالب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة وكل المسؤولين سرعة إعادة الإعمار كما تشاهدون وأنتم تصورون أن الخراب والدمار شمل كل أحياء زنجبار بدون استثناء وكذلك الكود وبقية المدن الأخرى.
وأضاف أمين النوبي أن النصر لن يكتمل إلا بإعادة الإعمار وعودة كل النازحين وتعويضهم التعويض العادل والمناسب .
أما الأخ قاسم محمد حسين مدير عام زنجبار فيقول : مرت أبين بمأساة إنسانية مروعة بكل المقاييس وزنجبار العاصمة هي الأكثر ضررا وكذلك الكود وبرغم المعاناة الشديدة والأليمة لأبناء زنجبار بعد مرور أكثر من عام على تشريدهم قسرا إلا أن فرحة تحرير لودر وجعار وزنجبار أنست الآلاف المؤلفة والمشردة في أكثر من محافظة من محافظات الوطن وتبقى قضية الإعمار وتأهيل كل المؤسسات الخدمية وتعويض الذين دمرت منازلهم تظل من الأولويات للحكومة ونطالبها بسرعة اتخاذ الإجراءات العملية لإعادة الأوضاع إلى شكلها الطبيعي وخصوصا اتخاذ القرارات العاجلة والصائبة التي تخفف من معاناة النازحين من أبناء أبين وخصوصا العاصمة زنجبار التي نزح كل أهلها.

قد يعجبك ايضا