241 كتلة سياسية تشارك بأول انتخابات ليبية بعد القذافي


تقرير/قاسم الشاوش –
¡ تجرى اليوم في ليبيا أول انتخابات مجلس تأسيسي منذ إسقاط نظام القذافي في أكتوبر 1102م ويتوجه مليونان وسبعمائة ألف ناخب ليبي لاختيار ممثليهم في هذا المجلس الذي يبلغ قوامه 002 عضو والذين سيشكلون أول مؤتمر وطني عام في البلاد وكذا تشكيل حكومة جديدة وتعيين لجنة لصياغة مشروع دستور يطرح لاحقا◌ٍ في استفتاء.
وتأتي هذه الانتخابات التي تعتبر أكبر حدث تاريخي تشهده ليبيا منذ قرابة نصف قرن وسط إجراءات أمنية مشددة ومشاركة وفد من الجامعة العربية لمتابعة ومراقبة سير العملية الانتخابية في عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة طرابلس والمدن الأخرى التي تتوزع فيها صناديق الاقتراع.
ويكتنف المشهد السياسي في ليبيا مجموعة من المفارقات¡ فالشارع يبحث عن مخرج من حالة عدم الاستقرار التي انتجتها المرحلة الانتقالية¡ وهذا ما فسر اقبال الشارع على الانتخابات المحلية والوطنية.
بالمقابل صاحب هذا التوجه تحركات أخرى رافضة لقوانين المجلس والعملية الديمقراطية برمتها¡ اتسم بعضها بالتلويح بالقوة في حال عدم استجابة المجلس لمطالبهم التي نادت بعدالة تساوي مقاعد المؤتمر الوطني العام بين الجهات.
ويتنافس في هذه الانتخابات 0004 مرشح منهم 1052 مرشح مستقل¡ و6021 مرشحين يمثلون مجموعات سياسية¡ وفي الإجمال سيخوض الانتخابات مرشحون من 241 مجموعة سياسية.
وقسمت البلاد إلى 72 دائرة¡ في بعض المناطق على الناخبين اختيار حزب سياسي ومرشح فردي معا وفي مناطق أخرى يحق لهم انتخاب مرشح فردي أو حزب¡ وقدمت 926 امرأة طلبات ترشح وهن يمثلن بشكل جيد على لوائح الأحزاب التي تشكلت من نساء ورجال¡ لكنهن لم يمثلن أكثر من 3.4% من المرشحين المنفردين.
وخصص 021 مقعدا◌ٍ للمرشحين المستقلين والمقاعد الـ 08 المتبقية للأحزاب السياسية لتجنب سيطرة حزب واحد على المجلس بحسب السلطات¡ لكن هذا لم يحل دون دعم بعض الأحزاب لمرشحين مستقلين¡ ما قد يوصل الإسلاميين إلى السلطة¡ كما حصل في تونس ومصر اللتين اكتسحتهما موجة الربيع العربي.
ومع انتهاء الحملة الانتخابية الخميس الماضي برزت ثلاثة تشكيلات سياسية من بين 241 شاركت في الانتخابات وهي حزب العدالة والبناء الإسلامي المنبثق من الإخوان المسلمين وحزب الوطن التابع للقائد العسكري السابق في طرابلس عبدالحكيم بلحاج المثير للجدل وائتلاف الليبراليين الذي تشكل من أجل الانتخابات برئاسة رئيس الوزراء السابق للمجلس الوطني الانتقالي في أثناء الثورة محمود جبريل.
ودار جدل كبير حول التوزيع الجغرافي لمقاعد المجلس ولا سيما في شرق البلاد¡ حيث نادى أنصار الفدرالية بالحصول على مزيد من النواب¡ وقرر المجلس الوطني الانتقالي توزيع المقاعد بحسب اعتبارات سكانية¡ بالتالي سيعود 11 مقعدا◌ٍ للغرب الذي يضم عددا◌ٍ أكبر من السكان و06 إلى الشرق و04 إلى الجنوب الصحراوي.
وقرر المجلس الوطني الانتقالي تحت الضغط أن انتخاب المجلس سيجري بأكثرية الثلثين لئلا تتمكن المنطقة الغربية من تمرير قرار من دون موافقة المنطقتين الأخريين¡ لكن أنصار الفدرالية يطالبون «بتوزيع عادل» لمقاعد المجلس وهددوا بالمقاطعة وبتخريب العملية في حال تجنب مطالبهم.
وعمدوا مؤخرا◌ٍ إلى تخريب مراكز اقتراع في الشرق ولا سيما في بنغازي.
وأمام هذه التهديدات برزت المخاوف مؤخرا◌ٍ حيال قدرة السلطات على ضمان أمن الانتخابات في بلاد تنتشر فيها الأسلحة والميليشيات المسلحة.
وعلى خلاف مصر وتونس حيث كانت تجرى انتخابات صورية تهمش فيها المعارضة الجادة ويعاد فيها انتخاب الزعماء بأكثر من 09% من الأصوات وكانت آخر مرة توجه فيها الليبيون إلى صناديق الاقتراع عام 4691م تحت حكم الملك ادريس السنوسي الذي أطاح به القذافي بعد خمس سنوات.

قد يعجبك ايضا