العلماء والخطباء: الصوم تهذيب للأرواح والأبدان وعلينا الاستعداد له بالطاعات لا المادي


تحقيق/ زهور السعيدي – أسماء البزاز –
الظروف الراهنة تستدعي من الخطباء استمثار ليالي رمضان في تعزيز الروح الإيمانية والوطنية معاٍ
أيام قلائل ويحل علينا أكرم الشهور من ازدانت به الأرضين والسماوات جمالاٍ وكمالاٍ واتساماٍ ومن بوركت لأجله الأرزاق وقسمت فيه المقادير وتربعت به تيجان المغفرة والرحمة الإلهية المسداة للعتق من النار.. شهر رمضان وما أدراك أي نعيم سيأتي وأي شهر تباركه السماء فلا هم ولاضنك ولاحزن.. الكل يستبشر بمقدمه والمساجد تحن لمعانقة لياليه والكون ينفض غبار الشوق استعداداٍ لمجيئه.

أهلاٍ أعظم الشهور!!
ما أروعها من روحانية وطمأنينة ونحن نعيش لحظات الانتظار لقدوم ضيف عزيز علينا بغض النظر عن الأحداث أو الأوضاع المضطربة التي يمر بها الوطن فقدسية هذا الشهر ومكانته العظيمة التي بينها وبين فضلها الشرع الحكيم قد هونت مصائبها وتداعياتها.. بهذا الاستبشار وحفاوة الاستقبال استهلت الداعية والمرشدة الدينية صفاء القادري حديثها… قائلة:
الله لو يعلم الناس حقيقة فضل هذا الشهر وماهيته وعظمة الخير فيه والتغييرات الكونية الحادثة فيه مزدانة لأعظم الشهور عند الله منزلة لما فيه من عظيم الثواب وأجزله ليتناسوا هموم الدنيا وأضغانها وأحزانها ولتهافتوا قارعين أبواب الطاعات وليجتازوا ميادين الخيرات وفي هذا الشهر فليتنافس المتنافسون.
ويوافقها في ذلك المرشد الديني – أنور حزام مضيفاٍ إلى حديثها قوله تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم «أطيب عند الله من ريح المسك».
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا فطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه».

هدية السماء
ياشهراٍ قد سما به العمر وجابا
أي سعدُ ينتشي ذاك السحابا
بهذا استهل الشيخ العلامة منصور الريمي حديثه معنا موضحاٍ: رمضان هو ذلك النهر الزلال الذي سيغسلنا ويطهرنا من دنس الذنوب والخطايا وما جنيناه على أنفسنا فكان هذا الشهر هدية للمؤمنين جمعاء إن هم آتوه حقه ومستحقه من الذكر والعبادة والاستغفار وتلاوة القرآن الكريم لأنه جاء عن ابن عباس رضي الله عنه إن رسولنا الكريم كان أجود ما يكون في رمضان وأجود بالخير من الريح المرسلة ويكفينا عظمة أن الشهر إذا جاء فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين.
ويوافقه في ذلك الشيخ عبد الله البحري قائلاٍ: الصوم جنة وصحة للأبدان وسر عافيتها لتخرج منه كيوم ولدتك أمك مستبشراٍ بالقبول والظفر بشهر رمضان ولهذا فلنستعد له بالطاعات والخيرات لا باقتناء الماديات لأنه لم يأت من أجل استشعار الجوع أو العطش في نهاره والغدق بالمأكولات والمشروبات في لياليه لقد جاء لتربية وتهذيب الأرواح قبل الأبدان.. فهنيئاٍ لمن كان هذا شعاره في رمضان.
استعداداتهم لرمضان
الشاب أيمن الصبري يقول: أنوي في شهر رمضان الالتحاق بالحلقات القرآنية في المساجد أو دور التحفيظ بالإضافة إلى حضور المحاضرات الدينية التي دائماٍ ما تقام ما بين صلاتي العصر والمغرب أو بعد صلاة التراويح وذلك تجنباٍ لضياع أوقات رمضان بين الهرج والمزح من السهر أمام شاشة التلفزيون أو اللغو واللهو من الحديث الذي نجني من ورائه أوزاراٍ تضاف إلى أوزارنا حتى لانكون من المحرومين من فضل هذا الشهر الكريم..
وهذا ما أكدته الشابة لمياء أبو طالب بأن شهر رمضان هو فرصة لمن أراد الإنابة إلى الصراط المستقيم والرجوع إلى الله بقلب «سليم» ولهذا فقد عزمت في هذا الشهر على حفظ عشرة أجزاء من القرآن بعون الله تجويداٍ وتلاوة بالإضافة إلى المشاركة بالأعمال الخيرية الطوعية وأهمها مشروع إفطار الصائم والذي يعنى بالفقراء والمساكين والأيتام وزيارة المرضى في بعض المستشفيات وهكذا..

ما أحوج أمتنا إليه!!
للأسف ما إن يسمع بعض الناس بقدوم شهر رمضان وقرب حلوله حتى تراهم كالطيور المتطايرة والمتناثرة هنا وهناك يقلبونها أخماساٍ في أسداس منتظرين صرفياتهم ومنهم من يستعين بقريب أوصديق لإقراضه بحجة «مصاريف رمضان» فلا هم لهم قبل أو إزاء رمضان إلا الطعام «توفير الشربة – المحلبية – السمبوسة – مختلف المقليات والحلويات» وكأننا نتذكر رمضان إلا بمأكولاته لا لشيء آخر» وهذه هي مشكلتنا هكذا استهلت الداعية هبة الرحمن الوادعي حديثها حول كيفية استقبال الناس لهذا الشهر..
مبينة: رمضان هذا العام سيأتي وأمتنا الإسلامية تشهد تغييرات كثيرة وأوضاعاٍ مأساوية في مختلف بقاعها وأراضيها والمخرج الحقيقي منها هو العودة الصادقة والخالصة إلى كتاب الله وسنة نبيه وشهر رمضان بقدسية زمانه وعظمة مكانته وللظروف المحبطة التي تمر بها أمتنا لهو المخرج الحقيقي لكل مصيبة ألمت بنا ولكل كرب وظلم وألم» نعايشه إن استشعرنا ذلك في نفوسنا أولاٍ وجعلناه شهر العودة إلى نهج ومنهج الله تعالى بتطبيقه في أرضه وإحياء سنن رسوله محمد صلى عليه وآله وسلم.. لأنه ما يحدث في الأمة من سفك دماء وقتل ودمار وفتن وتطرف وتسلط أعدائنا علينا هو أكبر دليل على ابتعادنا عن شرع الله وهدي رسوله فالله الله في رمضان وليكن مفتاح التقوى لقلوبنا ومفتاح الأمل والأمن والاستقرار لأمتناٍ.

توحيد الصف
أما العلامة عبد الكريم القعاري فهو يقول: الدعاة… المرشدون – العلماء الخطباء لابد أن يحيوا المنابر ومجالس الذكر في رمضان ويستغلونها في تعزيز الروح الإيمانية والوطنية معاٍ لأن بلادنا الآن تمر بظروف استثنائية تتطلب توحيد كل جهود العلماء والخطباء في توعية الناس بالمخاطر المحدقة بهم وكيفية مواجهتها سواء قضايا التطرف أو الإرهاب على حد سواء لكوننا نخوض حرباٍ عظيمة على الإرهاب في وطننا ولكون الناس أيضاٍ يقبلون بكم هائل على مواطن ومجالس الذكر في هذا الشهر الفضيل.
مضيفاٍ برسالة عامة : أبعدوا بأنفسكم عن الغيبة والنميمة والفحش من القول فهي محرمة على كل حال ولكنها أشد وأعظم في رمضان وفيها يمحق الله الحسنات ويضع الأجر وتثبت الأوزار والآثام.

قد يعجبك ايضا