حل أقدم حزب جزائري معارض

الجزائر/ أ ف ب –
أعلن 60 قياديا◌ٍ بارزا◌ٍ في جبهة القوى الاشتراكية¡ أقدم تشكيل حزبي معارض لنظام الحكم في الجزائر¡ بقيادة المناضل التاريخي حسين آيت أحمد¡ استقالتهم من الحزب بسبب ما وصفوه بـ”بيع” القيادة الجديدة الحزب لنظام الحكم بعد 50 عاما◌ٍ من النضال.
وأعلن القياديون ويتقدمهم الأمين الوطني العام السابق للحزب كريم طابو¡ في بيان أمس¡ عن نيتهم في إنشاء حزب جديد معارض لنظام الحكم¡ معتبرين أن جبهة القوى الاشتراكية أصبحت بالنسبة لهم “جزءا من الماضي”.
وقال طابو ”لقد تجاوزنا الآن الحاجز العاطفي والنفسي للخروج¡ نحن نتمنى حظا◌ٍ سعيدا◌ٍ للأفافاس “التسمية الفرنسية للجبهة””.
وأضاف إن ”القطار انطلق وسيلتحق كوادر آخرون بالركب¡ نحن نرفض الانخراط في حرب مواقع أو ننخرط في تكتلات¡ لا أمل في التغيير من الداخل”.
واعتبر طابو الذي يعد من أشد المعارضين والمنتقدين لنظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة¡ أن “الحزب لم يشهد في تاريخه أزمة مماثلة¡ لم نشهد سقوطا◌ٍ شبيها◌ٍ بهذا في تاريخنا¡ لم نبلغ هذا الانحطاط¡ والمساس بكرامة المناضلين من قبل أعضاء الأمانة الوطنية”.
وقال إن “القيادة الحالية للحزب تقود عملية انقلاب داخلي”¡ أو ما قال إنه ”إنشاء حزب جديد يحمل ماركة الأفافاس¡ بيع للمخابرات”¡ في إشارة على أن القيادة الجديدة باعت الحزب للمخابرات الجزائرية.
واعتبر القياديون أن “الأفافاس سقط في حضن النظام”.
يذكر أن جبهة القوى الاشتراكية حصلت على المركز الرابع في الانتخابات التشريعية التي نظمت في 10 مايو الماضي بحصولها على 27 مقعدا◌ٍ وذلك بعد 10 سنوات من المقاطعة.
وينتمي إلى الجبهة أغلبية أمازيغية بحكم الجذور التاريخية للحزب الذي نشأ في منطقة القبائل ذات الأغلبية البربرية والتي تعد وعاءه الانتخابي الطبيعي بالخصوص في ولايتي تيزي وزو “100 كيلومترا◌ٍ شمال شرق العاصمة” وبجاية “250 كيلومترا◌ٍ شمال شرق العاصمة”.
ويرأس الحزب حسين آيت أحمد¡ أحد الزعماء التاريخيين لثورة التحرير الجزائرية “1954-1962م” ويوجد الآن في منفاه الاختياري في سويسرا.
وكان آيت أحمد أسس الحزب العام 1963م غداة إعلان استقلال الجزائر وخاض مواجهات مسلحة مع نظام الرئيس الراحل أحمد بن بيلا إلى أن اعتقل وتمكن من الفرار بعدها ليعود إلى الجزائر العام 1989م ويعلن انخراطه في العمل السياسي التعددي¡ لكنه سرعان ما غادر الجزائر مرة أخرى بسبب ما اعتبره غياب للظروف الديمقراطية الحقيقية التي تجعله يناضل من داخل البلاد.

قد يعجبك ايضا