الغائب عن الكلام

 - إن العمل الإرهابي‮ ‬منكر وخطر‮ ‬فالمسألة لا تتعلق بحجم الحادثة ونوعها إنها مسألة مبدأ هذا تحدُ‮ ‬صريح للدولة والمجتمع‮.. ‬ولن‮ ‬يكون الأمر مريحاٍ‮ ‬إذا ما
د‮. ‬عبدالإله الطلوع –
إن العمل الإرهابي‮ ‬منكر وخطر‮ ‬فالمسألة لا تتعلق بحجم الحادثة ونوعها إنها مسألة مبدأ هذا تحدُ‮ ‬صريح للدولة والمجتمع‮.. ‬ولن‮ ‬يكون الأمر مريحاٍ‮ ‬إذا ما أدانته مجموعة صغيرة بينما تسعى مجموعة أكبر‮….‬‮ ‬إنها مسألة لا تحتمل المناورات أو الحديث بنصف لسان‮ ‬فتجاهل الإرهاب الصغير‮ ‬يعني‮ ‬ترحيباٍ‮ ‬بالإرهاب الكبير‮ ‬فهل نسمع مزيداٍ‮ ‬من الأصوات التي‮ ‬تدين بوضوح هذا العمل وخصوصاٍ‮ ‬تلك التي‮ ‬عرفت بطرحها الوسطي¿‮!‬
أما الأصوات التي‮ ‬تحاول تغطية الجريمة من خلال البحث عن مبررات لهذا الفعل فهي‮ ‬بلا شك شريكة في‮ ‬الجريمة‮ ‬بل إنها محرض علني‮ ‬لاتخاذ التدمير وسيلة لفرض أفكارها بالقوة‮ ‬فيما مضى‮.. ‬كان بالإمكان تفسير سلوك البعض بالتعصب والجهل حيث كانت المسألة لا تتخطى رفضهم أي‮ ‬شكل من أشكال الحوار‮ ‬أما حيث‮ ‬يروجون لمثل هذه الأفعال ويحجمون عن إدانتهم فهم بالتأكيد محرضون متعصبون‮ ‬ينتظرون اللحظة التي‮ ‬تستيقظ فيها كل الضمائر‮ ‬فلم تعد المسألة تتعلق بخلاف في‮ ‬وجهات النظر‮ ‬ثمة طرف ما‮ ‬يبحث عن صورة أخرى للنقاش‮ ‬قد لا‮ ‬يكون له علاقة مباشرة بالمختلفين هنا أو هناك لم تشاهدوا صورته في‮ ‬الجرائد‮ ‬ليس عضواٍ‮ ‬يعتقد أن المسألة لا تستحق كل هذا العناء‮ ‬التهديد بالتصفية الجسدية هو السبيل الأمثل لإقناع جميع الأطراف بالرأي‮ ‬الذي‮ ‬يحمله‮ ‬يظن أن الآخرين‮ ‬يجب أن‮ ‬يشاركوه في‮ ‬هذا الحمل الثقيل‮ «‬رأيه‮!» ‬يكون الشخص الوحيد الذي‮ ‬يشقي‮ ‬بتعصبه‮!‬
بنفخة واحدة ويمكن أن تتحول إلى نار عظيمة إذا اشتدت الريح‮ ‬من الخطأ تحميل اتجاه معين مسؤولية هذا العمل الإرهابي‮ ‬فالإرهاب لا اتجاه له ولا دين‮ ‬ومن واجب الجميع إدانة هذا الفعل الشنيع وايضاح موقفهم من فكرة تحدي‮ ‬القانون العام‮.‬
ليس أي‮ ‬مواطن سليم العقل‮ ‬يسعده أن‮ ‬يكون العنف والإرهاب هو اللغة التي‮ ‬سوف تسود الحوار في‮ ‬وطنه‮ ‬مهما كان موقف هذا المواطن حتى لو كان‮ ‬يكره جميع الناس ويشك في‮ ‬نواياهم‮ ‬إلا أنه‮ ‬يدرك أن الحلول العنيفة في‮ ‬عمل‮ ‬غير وطني‮ ‬والعقول التي‮ ‬دمرها التعصب تحاول أن تختطف الحوار وتلقي‮ ‬بجميع المتحاورين والمستمعين في‮ ‬قلب النار وقلب النار لا‮ ‬ينبض إلا حين تسود القلوب وتتوحش على المجتمع بالكامل‮.‬
الأمن‮ ‬غاية لا بديل عنها في‮ ‬صنع الاستمرارية للحياة البشرية‮ ‬ولا‮ ‬يمكن وجود أي‮ ‬شكل من أشكال النمو في‮ ‬أي‮ ‬مجتمع بشري‮ ‬يفتقد إلى حالة الأمن والاستقرار‮.‬
فعند‮ ‬غياب القوانين والأنظمة التي‮ ‬تسير الحياة اليومية لأفراد المجتمع في‮ ‬حال وجود تلك القوانين والأنظمة‮ ‬دون أن‮ ‬يكون هناك من‮ ‬يعمل على حمايتها وضمان تنفيذها ممما‮ ‬يعرضها للتحول إلى قوالب جامدة لا روح فيها في‮ ‬هذه الحالة تكون الطريق ممهدة لخلق حالة من الفوضى في‮ ‬المجتمع وبالتالي‮ ‬انتشار وتوسع الأشكال الإجرامية التي‮ ‬تقضي‮ ‬على كل معاني‮ ‬الحياة الإنسانية‮ ‬إذ أنها تجعل الإنسان أسيراٍ‮ ‬لحالة من الخوف والقلق التي‮ ‬تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية‮ ‬وبالنتيجة‮ ‬يكون الفرد في‮ ‬المجتمع المحروم من الأمن والأمان عاجزاٍ‮ ‬عن العمل والإنتاج والإبداع‮.‬
لذلك كله فإن حكومات كافة الدول في‮ ‬عالمنا الصغير تولي‮ ‬أهمية خاصة للجوانب الأمنية فيها‮ ‬وتعمل باستمرار على إيجاد أفضل الظروف‮ ‬ورصيد الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية التي‮ ‬تضمن أداء أفضل لأجهزتها الأمنية‮.‬
ومن المعروف أن جهاز الشرطة في‮ ‬أي‮ ‬بلد هو المتحمل لمسئولية حفظ الأمن والنظام في‮ ‬هذا البلد أو ذاك‮.‬
ولكن هل تكفي‮ ‬جهود رجل الشرطة وحدها في‮ ‬توفير الحماية الكافية لجميع الأنظمة والقوانين السائدة في‮ ‬المجتمع‮ ‬وضمان حالة الأمن والاستقرار لحياة أفراد المجتمع في‮ ‬أعلى مستوياتها‮ ‬ألا‮ ‬يحتاج رجال الشرطة إلى جهود مساندة لمهامهم لكي‮ ‬يكتب لها النجاح¿
للإجابة على الاستفسارات السابقة لابد من أن نسأل من المستفيد الأول من وجود الأمن‮…‬¿‮ .. ‬والإجابة بالطبع ستكون‮ «‬الإنسان هو المستفيد‮.. ‬وبذلك‮ ‬يصبح من الطبيعي‮ ‬الوصول إلى حقيقة مفادها أن الإنسان إذا ما أراد الإفادة من شيء ما لا بد من له من بذل جهد معين ليحصل على ذلك الشيء‮».‬
الجوانب الأمنية التي‮ ‬تستدعي‮ ‬إن‮ ‬يكون فيها إسهام ما من قبل أفراد المجتمع كثيرة لذلك لن نتمكن بأي‮ ‬حال من إيرادها في‮ ‬هذا الخبر‮ ‬ربنا جنب اليمن الفتن فانت القادر على ذلك‮.‬

قد يعجبك ايضا