البروفيسور رونالد لوكوك يحدد معالم الحفاظ على مدينة التاريخ صنعاء القديمة


متابعة/صادق هزبر –
المدينة القديمة تواجه هجوماٍ شرساٍ بالتشويه أو النزوح أو تأجيرها شققاٍ سكنية
نحن نقدم النصح حباٍ لهذه المدينة قبل فوات الأوان

تعد مدينة صنعاء التاريخية من اهم وأبرز المعالم التاريخية اليمنية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي ونظرا لأهمية هذه المدينة فقد حظيت بالاهتمام العالمي واهتمام المنظمات الدولية المهتمة بالتراث اكثر من اهتمامنا نحن اليمنيين بل واكثر من اهتمام الجهات الحكومية بها وقد حدد البروفسور رونالد لوكوك كيفية الحفاظ على هذه المدينة حيث يقول البروفسور رونالد في احدى الدراسات المقدمة لإحدى الفعاليات لإنقاذ مدينة صنعاء التاريخية بعنوان حملة الحفاظ على مدينة صنعاء القديمة أنه تم الحفاظ على مدينة صنعاء القديمة لحسن الحظ نظراٍ للفرصة التي أتاحها الأتراك لفصلهم المدينة الجديدة عن القديمة في القرن السادس عشر وباعتبارهم كياناٍ سكانياٍ غريباٍ لم يستطع الأتراك الاندماج بسهولة مع الحياة المزدحمة في مركز المدينة القديمة حول سوق الملح .

– الموقف الرومانسي ( العاطفي ) والذي يكتنفه الجهل المستمر بالتقنيات التقليدية والتطبيق الإسلامي لإعادة تجديد وإحياء المباني كالجهل بالمنظر الأصلي للمباني في أوج عصرها .
– المدخل المعماري العملي والذي بتأكيده على المعرفة العملية جعل المهندس المعماري وتقني المباني يعاني باستمرار من نفس نوعية الجهل السابقة .
– الموقف الشاعري : الذي يقيم تقادم العصر هذه السمة صعب الحفاظ عليها خصوصاٍ إن كان المبنى بحاجة إلى صيانة لتجنب انهياره او دماره بشكل خطير .
– المدخل الحذر غير الجازم مع التأكيد على تواضع أمام أعمال أشخاص من عصور أخرى والإحساس بالمسؤولية تجاه الماضي والمستقبل والحاضر ومقاومة الحلول السهلة والتفكير غير المحايد واتخاذ المواقف غير الحساسة . مثل هذا المدخل يأخذ كل الآراء الممكنة بعين الاعتبار ويحاول الاكتفاء بأكثر شيء عقلاني من كل منها …
– العديد من المرممين كانوا قلقين بسبب أعمال إصلاح الجدران الطينية والياجورية كانت فيما مضى تعني إظهار المباني بوجه جديد تماماٍ للعالم . حالياٍ أصبح ذلك تطبيقاٍ سنوياٍ في المجتمعات التقليدية . الجدار الطيني الياجوري الذي يتم الحفاظ عليه بشكل مناسب كان له واجهة خلابة نظراٍ للتنافس على المحافظة عليه . الميل نحو اضمحلال الجدران الطينية كان ذي نزعة غربية مشتقة من المعتقد المنظوري الرومانسي . الموقف المسمى بـ ( الشاعري ) كان أحد المواقف التي أعطيت القيمة الأكبر لعامل ( سمو عصر المبنى ) على أي عامل آخر لكن بالنسبة للفن المعماري الإسلامي فإننا شرعاٍ لا نستطيع الخوض حتى نهاية الطابع الوهابي الياباني الذي يستمتع بأشكال العمل اليدوي الذي تضيع في خضمها السمة الأصلية للمادة مثل هذه الأذواق الطابع الغربي والياباني لم تكن على حد علمنا متشجعة في الإسلام لذا فمن الطبيعي أن يكون الضروري جداٍ توخي الحذر عند نقل القيم التي يتم تقديرها من ثقافة إلى أخرى وإن صيانة وترميم المساجد هي مشكلة تخص أغلب الدول الإسلامية وليس أقلها اليمن التي يتدخل في شئونها مسئولو الجوامع والشيوخ الذين يميلون إلى فرض كلمتهم فيما يخص ما سيتم عمله للمباني ويتصدوا لأي نصيحة من خبراء متمرسين . هذه المشكلة تزداد تعقيداٍ برضاهم عما يحققوه من أعمال طلاء جديدة وإضافات وتعديلات وإعادة بناء الجوامع بشكل كلي وإحساسهم بأهليتهم من خلال ما يقومون به من مثل هذه الأعمال وإن المعضلة الأخيرة تكمن في استمرار قصور الفهم الحديث حول أسباب تلف المباني القديمة وهذا في الغالب معناه ترك الإصلاحات إلى وقت متأخر ومن ثم إعادة التزين الظاهري والطلاء البسيط .
– في أثناء عملية إصلاح إستراتيجية صيانة المدينة القديمة تناقشت مع العديد من الأشخاص بمن فيهم المهندس البريطاني الذي قام في الأصل بوضع إمدادات المياه الخاصة بصنعاء في فترة السبعينات Richard held واحضرناه لاحقاٍ كمستشار رئيسي في أعمال إمدادات المياه والمجاري وفي صنعاء نفسها تلقيت دعماٍ كبيراٍ ومساعدة من معالي الدكتور / عبد الكريم الإرياني والمرحوم القاضي إسماعيل الأكوع والقاضي علي أبو الرجال وفي النهاية في عام 1982م كان الوقت قد حان لخطوات تقود إلى الاعتراف الرسمي للمجلس التنفيذي بالحملة الدولية للحفاظ على مدينة صنعاء وتم تشكيل خمسة استشاريين من كل من اليونسكو وicimos والتي كنت عضواٍ فيها والذين اجتمعوا للاتفاق على إستراتيجية التي سيعتمدون عليها للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة وقد مال بعض الاستشاريين إلى المدخلات القديمة للصيانة المدرجة أعلاه مؤمنين بأن مهمتهم كمندوبي icimos هي ببساطة تقديم أولوية عن أي من المواقع التذكارية للمدينة القديمة ينبغي أن يتم صيانتها لقد اعترضت شخصياٍ على هذا المقترح ومخطط مدينة تونس جلال عبد الكافي الذي كان مسئولا فيما سبق عن مدينة تونس وكانت وجهة نظرنا ان صنعاء القديمة يجب ان تعامل كنسيج متكامل كمدينة البندقية لا ننتقي مواقع تذكارية بعينها فالمدينة بأكملها يجب أن تدرس ككيان حي بهدف الحفاظ عليها ككيان نابض بالحياة من خلال إغراء السكان للبقاء فيها أعمال البنية التحتية ورصف الطرقات كان يجب أن تتم بصورة عاجلة لتحسين الظروف المعيشية وأيضاٍ لتجنب أي أضرار أخرى للمبنى . أعمال صيانة المواقع التذكارية يجب أن تكون جزءاٍ من الحملة لكن هذا ينبغي أن لا يتم إلا بعد حل مشكلة المياه الجوفية والقضايا العالقة ما لم فستنهار المباني المرممة .. بعد استشارة الحكومة ودراسة اليونسكو للتقارير المقدمة تم تعييني كمنسق تقني للحملة القادمة وطلب مني الاستمرار بتقديم إعدادات تفصيلية بعد ذلك تم اتخاذ قرار حول انسب مكان لمكتب الحملة فلقد نجح القاضي إسماعيل في الحصول على الإذن والمبالغ اللازمة لتهيئة دار جديدة وهو قصر سابق للإمام داخل المدينة القديمة ثاني مسألة كانت بخصوص الفريق اليمني من الشباب المتحمس وكان أكثر من اثروا في شخصياٍ مجموعة مؤلفة من مهندس معماري شاب أحمد الإبي ( رحمه الله ) أنهى دراسته حديثاٍ في دمشق وصديقه المقرب المهندس علي عشيش هؤلاء استفادوا من انتدابهم من وزاراتهم كونها قبلت باستمرار رواتبهم مع عملهم مع الحملة لم يخيبوا أبداٍ ظني بهم وواجهوا التحديثات بشكل رائع ومستمر . هذان الإثنان اعتبر مشاركتهما ضرورية تماماٍ لتحقيق نجاح الحملة بعد فترة قصيرة شاركنا في إشهار وكتب الحملة اثنان آخران جميل شمسان ومحمد الجماعي . لقد دعت اليونسكو السفارات العربية والأوروبية في اليمن وطلبت منها المشاركة في الحملة لكن أصبح من الواضح أن تكاليف أعمال البنية التحتية ستتحملها حكومة اليمن ( ج . . ي ) أما السفارات فقد وافقت على المشاركة في الحملة لكنها أرادت تمويل مشاريع إصلاح عالية جانبية عوضاٍ عن أعمال البنية التحتية أثناء ذلك قام رئيس الهيئة العامة للآثار القاضي إسماعيل الأكوع بقبول عرض مقدم من السفير الإيطالي بإحضار فريق من مكتب
quaroni bonifica associates بروما ليقوم بعمل دراسة بديلة للحملة لاحقاٍ اثبت هذا تطلب حول تقنية عالية لم توافق عليها اليونسكو وفي هذه الفترة تم دراسة استراتيجية الحملة على مرحلتين :
المرحلة الأولى : لإعادة بناء الخدمات التحت أرضية بما فيها إمدادات المياه تركيب نظام المجاري رصف الطرقات وعند الضرورة تعزيز أساسيات المباني . يوازي ذلك دراسات لتطوير الظروف المعيشية واقتصاد السوق .
المرحلة الثانية : تم إطلاقها بعد الانتهاء من البنية التحتية لصيانة وإعادة تأهيل المعالم الرئيسية للمدينة في ديسمبر 1984م تم تشكيل لجنة عليا من المعنيين وآخرين من ذوي الاختصاص يرأسها الوزراء بقرار جمهوري أطلق عليها فيما بعد ( مجلس أمناء الحملة الدولية لصيانة مدينة صنعاء القديمة) .

قد يعجبك ايضا