مستشفى خاص وبدون معلöم 

محررو الموقع


محررو الموقع

نبيل حيدرهذه الأيام ليس أسهل من افتتاح مستشفى خاص إذا كنت طبيبا تمتلك المال ولا تمتلك المقدرة الطبية الكاملة فيمكنك أن تفتتح مستشفى في أي شارع وبأي حجم وإذا كنت غير ذلك فاصبر وصابر بضع سنوات واجعل معظم الحالات المرضية التي تصل إليك حالات تحتاج إلى تدخل جراحي فبالعمليات الجراحية – فقط – يرتفع دخلك وتأتي بما لم يأتö به الأوائل وتكون ثروة معقولة تمكنك من إنشاء مستشفاك الخاص وبدون معلöم.
العملية صارت أسهل من علك اللبان فالمطلوب – فقط – مال ولغة إنجليزية «بيرفيكت» وشهادة دراسية من الخارج وبدلا من طموح تعليق يافطة عيادة علöق يافطة مستشفى وطولها وعرضها بكيفك فلن تجد أحدا يعترضك أو يسائلك مساءلة حقيقية.
افتح مستشفاك الخاص وستشاهد الشغل النظيف زبائن دخول وخروج حركة دؤوبة داخل يؤمل وخارج يلعن ولا يمتلك أكثر من اللعن عندما يتم التلاعب بصحته وماله وحياته ولا فرق ولا أحد يؤثر أو يتأثر. } كل مستشفى خاص يدندن لنفسه فهذا يقول إنه الأول على مستوى إقليمي وعالمي وتكتشف أنه الأول على غيره صحيح لكن في جني المال – فقط – واستغلال هوس الناس بالشكل والمنظر أما خدمة حقيقية فلا أما بذل جهد حقيقي لإنقاذ حياة الناس فلا.
وهذا آخر يقول إنه المستشفى التخصصي الأول في اليمن تبحث عن غيره ليشهد له نفس الشهادة ولا تجد حتى صدى ووصل «الشطح» بمستشفى خاص لا يزال تحت الإنشاء إلى الترويج لنفسه على أنه من كبريات المستشفيات في اليمن إعلان استباقي يستهبل الناس ويلعب على الغفلة وضعف المراقبة والتقييم وإذا كان قد أصبح مستشفى كبيرا وهو لم يدخل طور الخدمة بعد فماذا سيقول أصحابه عنه بعد افتتاحه!! } ثمة أرقام رسمية تحصر عدد المستشفيات الخاصة المرخص لها والمسجلة في وزارة الصحة بـ (176) وثمة مفارقة عجيبة غريبة ينطق بها رقم غير رسمي ليقول إن الموجود هو (600) مستشفى ومستوصف خاص في اليمن!!
هذا التناقض وعدم التقارب ليس إلا جزءا من سيناريو الحالة العبثية والذي يقذف في وجوهنا بمستشفيات خاصة لا يستطيع جميعها حتى الآن توفير طبيب تخدير واحد يكون تابعا لها لا متنقلا بينها وبين غيرها ومن المعلوم أن التخدير تخصص خاص ونادر جدا لكن مافيا جمع المال لا تفكر عند إنشاء المستشفى الخاص إلا في شكل وسعة خزينة المستشفى – فقط – أما تقديم خدمة طبية حقيقية تفيد المواطن وتراعي عموم ذوي الدخل المحدود فهذا مستحيل مستحيل مستحيل.
المؤكد أن الذي أسال لعاب المستثمرين في المستشفيات الخاصة هو أعداد المسافرين للعلاج في الخارج ورغم ذلك ورغم مكابرتهم بأنهم أصبحوا بديلا للسفر لا تزال أرقام السفارة اليمنية في القاهرة مثلا تسجل تزايدا في عدد اليمنيين المسافرين للعلاج ووصل الرقم إلى أكثر من (200) ألف حالة سنويا تنفق على العلاج (400) مليون دولار أمريكي وهذه هي مغارة علي بابا التي تحاول المستشفيات الخاصة اليمنية كسر بوابتها واقتحامها بالإضافة إلى استغلال عدم كفاية المستشفيات الحكومية والشكوى من مستوى خدماتها لكن عندما أتت الخاصة أثبتت نظرية أن الدهر لا يأتي بالأفضل.
وفي غياب المجلس الطبي الأعلى الذي أنشئ عام 2004م ولم يفعل لا يمكن أن يعترف أحد لمستشفى خاص أنه يقدم الأفضل وأنه يرعى المواطن أما رقابة وزارة الصحة على هذه المنشآت فلا يمكن أن يقال إن حكايتها حكاية لأنه لا حكاية لها أصلا وإذا زمجرت رقابتها خرج وعيد وتهديد كأن القصد به – فقط – القول «نحن هنا» وتذكير الآخرين بوجودها.
صحة الناس ليست مجالا للعب أيتها المستشفيات الخاصة عفوا نسيت أن الجملة هي من ألف باء مهنة الطب ومن أوائل الأشياء التي يتعلمها الطبيب لكنني مضطر لتذكيرهم بها لأن واحد اثنين الآلة الحاسبة أنساهم الجانب الإنساني ومع ذلك نظل نؤمل في أن يخرج الله من أصلابهم منú يعود إلى المفاهيم الإنسانية للطب. 
 جولة النجيمات بحاجة إلى نفق.

قد يعجبك ايضا