الانتصار العظيم لقافلة الحرية 

الدكتور عبدالعزيز المقالح


الدكتور/ عبدالعزيز المقالح

د/عبدالعزيز المقالح
ليست مظاهر قوة تلك التي يبديها الكيان الصهيوني الإرهابي في الآونة الأخيرة وإنما هي مظاهر ضعف شديد وشعور بدنو الأجل بعد أن وصل هذا الكيان ذروة تحديه لتكوينه الهش واستفزازه للمحيط الذي يقوم حوله وللعالم بكل ما يمتلئ به من قوى إنسانية يقودها العقل والضمير ويحركها شعور إنساني يرفض الظلم والعدوان ويستهجن القوة الغاشمة أيا كان مصدرها. ويبدو أنه لم يعد أمام الكيان الصهيوني إلا أن يواصل جرائمه وأن يتحدى بمواقفه الشاذة حتى أقرب المتحمسين لوجوده والمدافعين الدائمين عن خطاياه وآثامه كما يبدو أن الذلية (من الذل) هي التي تفرض على هذا الكيان الغطرسة وإبراز أنيابه لكل من يحاول رده عن هوسه وجنونه والاسترسال في شططه وحماقاته ولكل شيء إذا ما تم نقصان وهو ما حدثنا عنه الشاعر العربي الحكيم وما الإدانات الدولية والتسفيه العالمي الشامل لما اقترفه هذا الكيان الإرهابي في حق قافلة الحرية سوى قليل مما سوف يشهده. وإذا كانت قافلة الحرية لم تنجح في الوصول إلى غزة المحاصرة وإفراغ حمولتها من المساعدات الإنسانية على أرض هذه المدينة الصابرة فإن الغاية من القافلة قد تحقق وهو حشد هذا التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية عامة ومع مأساة غزة خاصة . ولعل من أهم نتائج نجاح القافلة أنها أعادت إلى الأذهان وإلى الذاكرة العالمية كيفية نشوء هذا الكيان على أيدي العصابات الإرهابية التي تسللت إلى فلسطين من أماكن شتى من العالم لإيجاد هذا الكيان عن طريق الإرهاب والقتل والتهديد وخدمة لمصالح الدول الاستعمارية في المنطقة وإيجاد حالة من عدم الاستقرار في الأقطار العربية حتى لا تبني نفسها وتقيم دولتها الاتحادية التي من شأنها أن تنافس الدول الكبرى في المكانة والمهابة. ولا شك أن هناك دلالة أخرى ربما غابت في زحمة الأحداث وهي عن الدور الرمزي الأعظم للقافلة بوصفها النموذج أو ” البروفة ” الأولى لحشد عربي إسلامي وعالمي لا لكسر الحصار وإنما لكسر هذا الكيان العدواني الذي لن تتوقف شروره ومخاطره إلا بمثل هذا التحالف الإنساني الشامل فقد أثبت هذا الكيان الإرهابي المسنود بحماية الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أنه لم يعد خطرا على الوطن العربي والدول الإسلامية المجاورة للمنطقة العربية وإنما تمتد أخطاره إلى أبعد من ذلك . وكان على الدول التي تحميه وتوفر له القوة التي يتباهى بها أن تدرك أبعاد هذه الأخطار وأن تجنب نفسها تحمل مسئولية ما يرتكبه هذا الكيان من مجازر. لقد أفسد وجود هذا الكيان العدواني الإرهابي الحياة في المحيط الذي نشأ فيه وأوجد حالة من الاستفزاز الدائم وردود الأفعال التي وضعت العالم في حالة غير مسبوقة من التوتر والتذمر وقد يقود ذلك كله -إلى ما سبقت الإشارة إليه- من إجماع عالمي على إسقاط هذا الكيان ليس عن طريق الاحتجاج والقوافل السلمية التي تحمل الأغذية والأدوية وإنما عن طريق القوة فقد نفد الصبر ولم يعد أمام العرب والمسلمين والمجتمع الدولي من حل سوى استخدام القوة وتحرير أرض الأنبياء من عصابات الإرهاب . ومع هذا الأمل العريض لا ينبغي أن ننسى المشاركين الشرفاء في قافلة الحرية وهم من أربعين دولة وأن نحني الرؤوس تحية لتركيا شعبا وحكومة وتحية إكبار واعتزاز بأشقائنا أعضاء مجلس النواب الشيخ هزاع المسوري والشيخ محمد الحزمي والشيخ عبدالخالق بن شيهون وتحية للخنجر اليماني الذي لمع وتوهج في وجه جنود صهيون محذرا ومنذرا بما ينتظرهم من عواقب وخيمة إن لم يرتدعوا عن طغيانهم وتعطشهم للدم. الشيخ المناضل حسين عيسى في الإصدار الأول للملتقى الوطني الديمقراطي : الوفاء للمناضلين وتكريم الأحرار الأوائل من أبناء هذا الشعب صفة جديرة بالثناء والتقدير لاسيما حين تصدر من ملتقى وطني يضم أبناء الثوار والمناضلين والشهداء اليمنيين . وفي الإصدار الأول من السلسلة التاريخية التي يزمع الملتقى إصدارها بالتتابع تعريف شامل بحياة المناضل الشيخ حسين بن علي عيسى ورصد لمواقفه الوطنية قبل الثورة اليمنية (سبتمبر أكتوبر) وبعدها بوصفه واحدا من الرعيل الأسبق في ساحة النضال الوطني والدفاع عن الثورة ومبادئها الخالدة. تأملات شعرية : كانت الشام واحتنا العربية من قبل خمسة آلاف عامú . وكانت فلسطين درة أرض الشآمú. ما الذي تبتغيه الذئاب الغريبة من هذه الأرض يا صاحبي غير سفك الدماء وتعميق دائرة الانتقامú ¿!

قد يعجبك ايضا