تأملات ..مبروك لقطر.. مبروك للعرب 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

بدون مقدمة نقول ألف مبروك لقطر فوزها في تنظيم استضافة مونديال كأس العالم 2022م.
فرحتنا وسعادتنا بهذا الفوز هو تعبير عن انتماء حقيقي يجري في العروق والوجدان إنه الانتماء العربي.. وقطر واحد من مكونات نسيج هذا الجسد العربي.
فعندما ظهر السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ليعلن نتيجة فرز الأصوات بأحقية الدولتين اللتين ستنظمان كأس العالم في عامي 2018م 2022م انشدت أبصارنا نحو شاشة التلفزيون وفتحت مسامعنا جميعنا الذين كنا نتابع الحدث في المكتب واشتدت أعصابنا أكثر بعد معرفة أن روسيا ستستضيف مونديال 2018م ووقفنا جميعا بعد ذلك نسمع الفائز في تنظيم مونديال 2022 حيث توجد قطر في مجموعات الدول المنافسة بقوة وهي الولايات المتحدة واستراليا وكوريا الجنوبية واليابان.
فعندما نطق جوزيف بلاتر اسم “قطر” ارتفعت الأصوات واهتزت الكفوف بالتصفيق إنها فرحة غامرة بهذا الفوز الكبير هذه هي مشاعر اليمني دائما يفرح ويسعد بنجاح أشقائه ويتألم ويحزن إذا أصابهم أي مكروه في أي بلد عربي كان بل هي سمة يمنية نحو كل انسان.
بهذا الفوز قطر تعزز الثقة بقدرات وامكانيات العرب بأنهم يستطيعون عمل شيء كبير وعظيم قطر كسرت حاجز الخوف والرهبة حيث ظل تنظيم مثل هذه البطولات معتصرا على الدول الكبرى والغنية.
قطر نافست الدول الكبرى وكسبت والمهم أن شعوب العالم ستتجه بأنظارها إلى منطقتنا العربية قاطبة فالعالم ينظر إلى العرب كمنظومة واحدة في كل الأحداث ويضعهم في خانة واحدة عند أي تقييم وبطولات كرة القدم العالمية تفتح نوافذ أوسع أمام شعوب العالم نحو المنطقة التي تقام فيها تلك البطولات.
قطر الدولة الصغيرة في الخارطة الجغرافية أصبحت تحتل مساحة كبيرة في خارطة التأثير الإعلامي والسياسي والرياضي ومن خلالها يمكن مشاهدة الكثير من جوانب الأحداث في المنطقة العربية وهذا الانجاز يضيف لها قوة حضور عالية في المستقبل.
نفرح بهذا الانجاز لأن ملف قطر الذي نافست به الدول الكبرى على تنظيم المونديال اسمه “ملف السلام” وهو شعار عربي عام منبعه عقيدتهم السمحاء التي تقوم على السلم والسلام وتحترم المعتقدات الأخرى.
شعار السلام الذي نرفعه ونسعى إليه لأن هناك من اغتصب الحقوق العربية وهناك من يحاول زرع الفتن والفوضى في منطقتنا العربية ليجعل شعوب هذه المنطقة تعيش في بؤس الفقر والتخلف ونحن لسنا دعاة كراهية أو حقد على الآخرين إذا ما كانوا يحترمون ويقدرون كما نحن كذلك.
فوز قطر لتنظيم مونديال كأس العالم 2022م يكتسب مدلولا سياسيا واقتصاديا وتنظيميا ونحن في اليمن ندرك أهمية مثل هذه الأبعاد التي توفرت لنا من تنظيم بطولة خليجي 20 التي تقام لأول مرة في اليمن فلو استسلمت اليمن لليأس والإحباط بعد كل تلك الأقاويل والشائعات المغرضة لما تمكن من تنظيم هذه البطولة التي تعني الكثير في حرفية التنظيم والتعريف وتصحيح الصورة.
فوز قطر لم يأت من فراغ وإنما بعمل وجهد ومثابرة في إطار التنسيق والتجهيز والإعداد والاستعداد لتنظيم هذا المونديال وفق معايير الفيفا العالمية المعقدة.
حمل ملف قطر كل تصورات التنظيم القوي الذي يعكس ضخامة الاستثمارات التي ستنفق على منشآت رياضية وخدمية فيها ما يثير من الإبداعات التكنولوجية رغم أن قطر ليست جديدة على استضافة بطولات رياضية إقليمية فقد شهدت الدوحة العديد من تلك البطولات في كل أنواع الألعاب الرياضية وأنشأت بنية تحتية أصبحت مفخرة لقطر.
الشيء المؤكد أن قطر سيكون أمامها مهمة كبيرة بعد إعلان هذا الفوز وستعمل من اليوم وحتى العام 2022م بكل جهد من أجل الإعداد لهذا الحدث العالمي الكبير لتبرهن للعالم أن العرب قادرون على أن يكونوا في مقدمة دول العالم التي تبني الإنسان وتسعده بتعاون وتسامح مع كل سكان الكرة الأرضية.

قد يعجبك ايضا