في مسؤوليات الإعلام العربي (2 – 3) 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

حسن اللوزي 
كم تشمئز النفوس حين نشاهد قنوات تلفزيونية ووسائل إعلامية أخرى وبدون حياء وباعتداد فارغ تمارس تضليلا فجا وتدجيلا خبيثا مفضوحا ضد الأنظمة الشرعية ووحدتها ومشاريعها الوطنية في البناء والتنمية كما هو العداء السافر والمفضوح ضد الوحدة والديمقراطية في الجمهورية اليمنية وهي تروج لأعمال التمرد والخروج على النظام والقانون وتبرز دعوات التمزيق للأقطار العربية وهو ما يجعل كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية أمام عمل شيطاني خطير يستغل الحرية الإعلامية لغير ما فطرت ووجدت من أجله لتعطي صورة بلهاء وسوداء من صور فهم الحرية الإعلامية بذهنية التخريب والفوضى الهدامة والعولمة المشوهة الحقيقة التي تحمöل الأمة العربية المسؤولية الكاملة لإيلاء هذا الخطر كل ما يستحقه من الاهتمام والمواجهة والاستئصال.
ولذا فنحن نتطلع من مؤتمرنا هذا إلى أن يتخذ موقفا إعلاميا عربيا واضحا ومحددا تجاه هذا الخطر من قöبل جميع الأقطار العربية ومن كافة الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية خاصة بعد أن تم خلط الأفكار والأوراق بصورة معقدة ولغايات مفضوحة ومدمرة ومع الوضوح الكامل لهذا الخطر فإنه لا يجوز مطلقا ربط قضية حرية الرأي والتعبير بقضية الترويج للانقسامات ولإلغاء الآخر وللصراعات المذهبية والطائفية وتشجيع الخروج على النظام والقانون عبر الوسائل الإعلامية كما يجب الفهم بأن من أولى أولويات العمل القومي حاضرا ومستقبلا بداية من إنهاء كل بؤر الصراع الدموية وأخطرها المذهبي والطائفي هو العمل من أجل رفع كل أسباب الاختلاف والتنازع ورفض دعوات التشتيت والتمزيق للكيانات القطرية القائمة التي تمثل اللبنات الأساسية لاتحاد الدول العربية وهو ما يجب أن يبشر به الإعلام العربي ويدعو إليه بكل المسؤولية فضلا عن تحريض الأقطار العربية من أجل القيام بخطوات عملية في طريق بناء القواعد الصحيحة لإقامة الوحدة العربية وقد جاءت الوحدة اليمنية لتكون اللبنة الأولى الأساسية في ذلكم الصرح القومي الوحدوي المنتظر!!
إننا جميعا ندرك حقائق الحالة الراهنة التي تعيشها أمتنا العربية ونعرف مسار الوقائع التي تنتجها هذه الحالة على التفاوت النسبي الذي تتصف به في كل قطر عربي غير أننا نستطيع أن ننظر بتفاؤل جديد إلى حاضر ومستقبل الأمة العربية برغم ما واجهته من تحديات ومن مؤامرات أخذت أشكالا مختلفة من العدوان أخطرها الاحتلال لأجزاء غالية من الأرض العربية مرورا بالحروب والصراعات المتفاقمة في أجزاء أخرى ووقوفا أمام مشكلات حادة يجري إشعالها وتسعيرها في مناطق ومع مجمل هذه الحالة تتسم الأقطار العربية بسمات مشتركة وإن كانت متفاوتة من الضعف ومن التخلف وغياب وضوح الرؤية المستقبلية.
ولا نريد المبالغة في قول ما بدا أنه لن يجدي نفعا وجربناه خلال أكثر من نصف قرن انقضى وانصرم وهو الحديث عن تغليب المصلحة القومية على المصلحة القطرية فالحديث اليوم بإملاء حقائق التاريخ البشري يقول لنا بأن الحرص على المصلحة القطرية الحقيقية يعني الحرص على المصلحة القومية بل ويؤدي إليها ولا يتعارض معها فمن أولويات عملنا القومي الذي نريد أن نضع له خارطة واضحة للعمل الجاد والصادق بداية من على الرقعة القطرية ويشمل القاعدة القومية كبنية واحدة ستتجلى بصورة أنصع وأوضح عندما نصرف عن ساحتها الخلافات ونحرص على أن نوحöد المواقف ونقف ونسير في صف واحد ولا شك أن هذا يستدعي منا أن نعيد الحوار مجددا لتقييم وضع بيتنا العربي هذا التقييم الذي تمت ممارسته خلال فترات سابقة وأوصلنا إلى أنه لا بد من تغيير وضع هذه الأمة ونظامها إلى الأجدى والأفضل.
نعم لا بد لنا من نظام جديد تتقدم إليه الدول العربية مستفيدة من دروس الحاضر الإنساني الإيجابية والبناءة في عدد من الأنظمة القائمة اليوم من حولنا في القارتين الأفريقية والأوروبية ونستطيع القول بأنه لا مناص اليوم أمام الأمة العربية في الأخذ بفكرة الاتحاد العربي الذي يحافظ على كل خصائص وسمات النظام العربي ويستفيد من كافة الإمكانيات والقدرات المتاحة في الأرض والإنسان وفي الفكر والثقافة والتجربة الإنسانية الماثلة وحسبنا أن نذكر هنا بمشروع اتحاد الدول العربية الذي تقدم به فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وقد صار في عمق المداولة القيادية بعد إحالة كل المقترحات المتصلة بتطوير العمل العربي المشترك إلى الهيئة القيادية الخماسية برئاسة رئيس القمة العربية الحالية الأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح الليبية إلى القمة العربية لترسم صورة الخطوة الجوهرية الأولى نحو نظام عربي مجمع عليه خاصة وقد صار هناك يقين بأن الوضع الراهن صار لا يفي بالاحتياجات الوجودية والحضارية الماسة للأمة العربية ولا

قد يعجبك ايضا