في يوم الصحافة اليمنية السلطة الذكية.. والناعمة!! 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

حسن اللوزي
من أهم وأغلى ما وصفت به الصحافة من حيث النظر لقدرتها.. وقوتها.. وتأثيرها هو أنها سلطة.. بمعنى أنها منتجة للآثار والثمار الملموسة في حياة الأفراد.. والشعوب والأمم.. وكأنها السلطة الذكية أو الناعمة ولذلك تطالها من النعوت ما يطال كل السلطات!! وقد أكسبها التطور في ذاتها وفي الوسائل والتقنيات التي تستخدمها ما جعلها في مقدمة السلطات داخل المجتمعات الصغيرة والكبيرة.. وفي الحياة المعاصرة بعد أن جعلها الحاسوب علما وفنا متاحا بيد كل إنسان وصناعة قابلة للتطور ولاستثمار الإمكانيات المتعددة التي تخاطب السمع والبصر وقوى الإدراك لدى الإنسان الذي يمكن تعريفه اليوم بأنه حيوان إعلامي.. يرسل ويستقبل ويتأثر ويؤثر.. بل ويمكن أن يقود حركة تحول واسعة النطاق في المجتمع الكبير قبل المجتمع الصغير غير أنه لا معنى لذلك كله بدون الحرية!! حرية الكلام.. وحرية الكتابة وحرية الرسم والالتقاط للصور.. وحرية التعبير.. وحرية الصيد للمعلومات.. وحرية المعرفة وحرية الثقافة وحرية التواصل.. والإعلام.. وفي الجوهر فإن القوة التي تمتلكها الكلمة والصورة والرسم والحركة التشخيصية المعبرة والموحية هي في قوة الإنسان الحر أولا.. بل أن الحرية هي التي تعطي حياة الإنسان كلها عناصر قوتها وحركتها.. وديمومتها ومعناها الجميل والجليل. ولذا حين ننظر بإمعان إلى مرآة الصحافة لا بد أن ندرك ونرى حقيقة الحرية التي يعيشها الإنسان أو المجتمع.. ومعهما الصحفي والمبدع والكاتب أولا ولا بد أن نلمس الأثر العظيم الذي لا بد للحرية أن تصنعه في صورة الحياة.. وطبيعة المعيشة سلبا وإيجابا.. وأن نقيس مدى الآثار والثمار الخيرة أو صورة الأضرار التي قد تلحقها بها دون تحيز أو مجاملة أو فقدان للموضوعية. ولذا كان الطموح بالنسبة لنا كصحافيين وكتاب هو أن نمعن النظر بكل الصدق والموضوعية وبالصراحة المطلقة وبقوة الحرية التي يتمتع بها الجميع إلى تلكم المرآة العظيمة التي تجلي الصورة الحقيقية والواقعية للمجتمع وتفاعلاته ومشكلاته وتطلعاته لنقدم شهادتنا التي تفيد في حماية الصحافة.. ورعايتها وإتقان التمتع بالحرية من أجلها.. ومن أجل تعزيز انتصاراتها التي لا يمكن أن ينكرها أو يجحدها أحد خاصة وأن المرحلة القادمة من مسيرة التطور الحتمية في بلادنا تتوجه بنا نحو تكريس إعلام حر وتعددية إعلامية وليس مجرد المراوحة عند صحافة حرة.. وتعددية صحفية في حقبة حاسمة تكاد تغرب مرحلة المطبوعات منها لتنزوي في حدود لا بأس بها لمن يجب أن يقرأ ويطلع.. وقد أخذت تهيمن على الحياة أسطورة «الميديا» والاتصال النافذ والمتعدد. ومع ذلك ليست الدعوة لإمعان النظر في مرآة الصحافة بكل تفاصيلها بهدف الاستعداد لتلقي هجمات إعلامية خارجية أو فيضانات داخلية أو التحذير من كل ما يسمى الغزوات أو لاستجلاب المخاوف..¿! وإنما في الأساس والتوجه الأسلم في النظر للمستقبل والإعداد له بكل احتمالاته لمعرفة المستوى الذي وصلنا إليه¿¿ وكيف تعاملنا مع نعمة الحرية.. وما هي القيم التي احتكمنا إليها¿!.. وأين كانت أخلاق المهنة في كل الساحات والميادين التي جلنا وصلنا فيها¿! ولماذا البعض مرعب من فكرة القانون¿! ولماذا ليست الصحافة مهنة¿! وأين نحن وهذه الأسئلة في العالم من حولنا¿¿.. وهل نسمح لسلطة الصحافة أن تؤذي الأبرياء أو أن تنتهك الحقوق.. وتجرح الكرامة الإنسانية.. وتلعب خارج الأخلاق المهنية والإنسانية¿¿ أم أن العكس هو الصحيح¿¿ لا أريد أن أستطرد في مثل هذا الكلام المشروع أيضا غير أنه لا بد من الاحتكام في نهاية الأمر للحقائق الجوهرية التي تقول بأن الحياة وإن كانت فطرتها الحرية هي نظام اعتقاد والتزام.. وإيمان وعمل.. وبأنه لا معنى لها بدون القواعد العليا المجردة الحاكمة التي يتم التعامل معها وفيها وبها.. والتي يمكن وضعها والاتفاق عليها.. وتغييرها وتعديلها كلما دعت الحاجة. وظهرت جوانب القصور والأخطاء والإحباطات¿ وذلك مما يتعين أن تمارسه الإرادة الحرة في كل وقت وحين وفي كل مجالات الحياة.. وهذا هو الطموح الذي لا بد أن يجترحه الصحافيون.. والإعلاميون سواء في يوم الصحافة أو غيره من الأيام.. حتى يتحقق الاستواء المنشود في ممارسة حرية الكلام والإعلام على حد سواء. ومع هذا وذلك فلا بد أن نقول ونكتب واثقين بأنه خلال العشرين السنة الماضية جاءت التطبيقات العملية في حقول العمل الصحفي والإعلامي عموما لتؤكد في الأعم والإيجابي من أشكال الممارسة للحرية بأن الصحافة الحرة في بلادنا قد صارت وستبقى قوة وفعلا مؤثرا في نمو الممارسة الديمقراطية وفي الانتصار للحقوق والذود عن القيم العليا وتؤدي وما زالت دورها بفعالية كاملة في إطار التطوير المستمر للعملية الديمقراطية وأصبحت وسيلة نافذة من وسائل المشاركة السياسية والتعبير عن إرادة الفرد والمجتمع ومؤسسات الدولة. وترسخت في حياتنا الجديدة ح

قد يعجبك ايضا