العمل الوطني المشترك 

عبدالعزيز الهياجم


عبدالعزيز الهياجم

عبدالعزيز الهياجم
في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم ينبغي أن نكون في هذه البلدة الطيبة على وعي تام وإدراك عميق بأن المزيد من التلاحم والتعاضد وتماسك الجبهة الداخلية هو ما يمكن بلدنا وشعبنا من تجاوز كل الصعاب ومواجهة كل التحديات سواء الاقتصادية أو التنموية أو الأمنية أو السياسية.
صحيح أننا وخلال السنوات الأخيرة عايشنا الكثير من الأزمات والتجاذبات السياسية والحزبية ولا نزال لكن مع ذلك فإن علينا أن ننظر في نقاط الالتقاء والتقارب وفي الثوابت الوطنية المتمثلة بالوحدة والديمقراطية والدستور والنظام والقانون ومصالح الوطن العليا والتي هي خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها كما أن مصالح الوطن العليا لا ينبغي أن تتجاوزها أو تعلو عليها أي مصالح حزبية أو شخصية أو ذاتية أنانية ضيقة.
ينبغي أن ننظر إلى الأمام ونحن نعيش أجواء العيد الوطني العشرين لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية وبحيث نضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بتشخيص المشكلات والجوانب السلبية والعمل على معالجتها بدقة وبمصداقية وبعيدا عن التقليل أو المبالغة أو المزايدة أو التشويش وتجاوز المشكلات التي يجب حلها في إطار معالجات وطنية لتغدو بالنسبة للبعض مجالا للمزايدة والبيع والشراء وجر البلد إلى مرحلة الاحتقان وإلى خلق ثقافة الحقد والكراهية وإحداث شرخ في جدار الوحدة الوطنية.
قوتنا هي في وحدتنا وعزتنا في وحدتنا وهذه الوحدة العظيمة هي من نقلتنا من مرحلة الشمولية والصراعات والاقتتال إلى عهد التعددية السياسية والحزبية ومناخات الحرية والرأي والرأي الآخر وبالتالي يجب على كافة القوى السياسية والحزبية أن تجعل الخلافات والتباينات في إطار التجربة الديمقراطية وليس في إطار الخارطة الوطنية والمشروع الوحدوي العظيم لا بأس من أن يكون هناك تناقض بين رؤية المعارضة ورؤية السلطة تجاه مسار الحياة الديمقراطية والعملية السياسية والجوانب الاقتصادية والتنموية لكن لا يجوز أن يكون هناك تناقض واختلاف وتباين فيما يتعلق بالوحدة والثوابت الوطنية والأمن والاستقرار والتصدي لثقافة الحقد والكراهية وفكر التشطير والمناطقية والجهوية والعصبية النتنة.
والحق أنه بات على جميع الأطراف اليوم أن تكتفي بما شرعت فيه خلال الفترة الماضية من التصعيد والتأزيم وأن ينتقل الجميع إلى طاولة الحوار للبحث في كل المشكلات والقضايا الخلافية.
لا بد أن تكون المرحلة القادمة هي مرحلة الحوار والتضامن وتعزيز العمل الوطني المشترك الذي يخدم قضايا الوطن ويحقق مصالح الشعب وتطلعاته.

قد يعجبك ايضا