افياء

محمد القعود


محمد القعود –

مواكب «النخيط»!!
> تقف فوق رصيف الشارع بانتظار أن تسمح لك إشارة المرور «الحمراء» بالعبور نحو الاتجاه المقابل.
السيارات المتنافرة الألوان والأنواع والأثمان مرصوصة بانتظار الإشارة كي تنطلق.
احترام إشارة المرور والالتزام بمدلولاتها من قبل سائقي تلك السيارات الواقفة يوحي لك بمدى ذلك الوعي الحضاري لديهم وأنه من هنا ينعكس السلوك الحضاري لكل مواطن في أي بلد..
ويوضح لك أن من يحترم اشارة المرور يحترم القانون ومن يحترمه فهو مواطن حضاري في بلد حضاري.
> ولكنه وأثناء إعجابك بذلك المشهد ومدلولاته تفاجأ بمشهد مستجد على النقيض من الأول يستفزك ويستفز أمثالك ويهزأ بك ويسخر منك ومن غيرك ويعكس لك وللآخرين فوارق عديدة تشعركم جميعا بمرارة عميقة من أبسطها أنكم تحت القانون وغيركم فوق القانون.. وفوقكم..!!
> وذلك المشهد هو اختراق السيارات الواقفة أمام إشارة المرور من قبل موكب من السيارات «الفارهة» المحشوة بـ «أوادم» مدججين بأسلحة «!!».
تظن أن ذلك موكب رسمي لمرافقة وفد أو ضيوف من خارج البلد وهو ما قد يبرر تلك التصرفات التي لا تحدث إلا في بلادنا.
لكن الموكب ومن فيه ليس كذلك وإنما هو لشخص عادي فتح الله عليه فغدا من «المريشين» أو قد يكون من بعض أصحاب الوجاهة المغرمين بالعظمة والمصابين بتضخم الذات أو قد يكون مسئولا من فصيلة «خالف تعرف» أو..أو..الخ.
> تتأمل ذلك الموكب وهو يواصل اختراقه لصفوف السيارات الواقفة وزحفها الاستعراضي على ايقاع «النخيط» و«الزنط» وتعتقد لحظتها أن الموكب يريد شق طريقه «الحضاري» كي يصل ويتوقف أمام إشارة المرور وهنا قد يكون الأمر هينا شيئا ما.
> ولكنك سرعان ما تندهش بأن موكب «النخيط» يأبى ان يقف عند حده أو يتساوى مثل الآخرين في الوقوف واحترام الإشارة المرورية حيث تجده يقطع الإشارة بجلافة وسرعة متهورة غير عابئ لا بالإشارة المرورية ولا برجل المرور ولا بسلامة الآخرين ولا بالقانون ولا بشعور واستغراب خلق الله!!
بل المصيبة أن بعض رجال المرور يفسحون الطريق لذلك الموكب الشخصي الذي ليس له أهمية تتطلب ذلك أو قد يعملون أنفسهم «شاهد ما شافش حاجة» أو بعضهم فوق كل ذلك تجدهم يؤدون التحية لمن داس القانون ومشى وعبر لهم بطريقته الخاصة عن احترامه وفهمه للقانون و«طز» في القانون والمرور والآخرين .. هكذا يكون لسان حاله..!
عند ذلك المشهد تشعر أنت والآخرون بمدى المرارة وما تعكسه من دلائل توضح أنه إذا كان ذلك الموكب وصاحبه بهذه التصرفات في عبور الطريق فكيف هي التصرفات الأهم في التعامل مع الوطن وناسه..¿!
وإذا كان الموكب لمسئول ما فكيف يكون احترام هذا المسئول للقانون ولبلده..¿!
وهل بهذه الطريقة- وهي أتفه الطرق- يعبر عن كيفية فهمه وتصرفه في موقعه العملي وفي اداء المسؤوليات الملقاة على عاتقه تجاه وطنه وناسه وقوانينه..¿!
والنتيجة «خضراء» سهلة في العبور إلى معرفتها..¿!

نصوص

(1)
لكل زعيم‮ ‬حاشية‮ ‬وزمرة‮..‬
لكل ملك‮ ‬عرش‮ ‬وتاج
وولي‮ ‬للعهد‮..‬
لكل شيخ‮ ‬أعراف‮ ‬وقبيلة‮..‬
وفمها‮ ‬شعبي
وعرشي
ودستوري‮ .. ‬ومصدر دخلي‮ ‬القومي‮..‬
فمها موسوعة لتاريخ الشهد
وسيرة لرحيق لا‮ ‬يتوقف
عن المشاغبة
والعطاء الوطني‮..‬

(2)
هي
وهي‮ ‬وهي‮..‬
امرأة‮ ‬ثلاثية الأبعاد‮..‬
تداهمني‮ ‬كفكرة بسيطة‮..‬
تقتحمني‮ ‬بالتقسيط المريح
وترتشفني‮ ‬في‮ ‬الحلم ثلاث مرات‮..‬
تصادر جهاتي
وتمنح أوقاتي‮ ‬إجازة رسمية
مدفوعة الأجر‮..‬
تهبني‮ ‬لقبائل لهفتها
وتتنازل
ويتنازلن
عن الحق
في‮ ‬طبع نسخة ثانية مني‮..‬
وتسمح لفمها‮ – ‬بصورة استثنائية‮ -‬
أن‮ ‬يدخر مني‮ ‬ما‮ ‬يشاء مؤونة
لمواجهة شتاء الوحشة‮.‬

قد يعجبك ايضا