اليمن.. نموذج يحتذى!!

يحيى محمد العلفي

يحيى محمد العلفي –
في عام واحد صعق العالم العربي من المحيط إلى الخليج برائحة انقلاب وتغيير واحدة مبرمجة احتدمت صراعاتها واعتصاماتها وأصواتها على امتداد الساحات والأروقة العربية منادية بالتغيير والخروج عن الصمت الذي طال مداه لتصبح ثورة الشباب في وجه الأوضاع المتردية هي المنطق الأنسب لثورة الربيع العربي المدعومة دوليا وأمريكيا على وجه الخصوص فيما دعمت الأجندة الداخلية المتضاربة هذه المواقف بقوة وبتأجيج وتصعيد مستفيص.. فحين بدأت شرارة هذا الربيع من تونس تحركت أجهزة الفضاء المفتوح عبر مواقع التراسل والتواصل الالكترونية لتعلن عدة أقطار عربية مرشحة بعد تونس للهيب الربيع العربي المطروحة في قائمة التغيير المخطط له سلفا منذ سنوات … وكانت اليمن ثالث دولة تهزها رياح التغيير بعد تونس ومصر اللتين شهدتا غليانا شعبيا واسعا نتج عنه بعد أسابيع قليلة الإطاحة برئيسيهما:» زين العابدين بن علي وحسني مبارك» وخروج الأول من بلاده وإحالة الآخر وولديه وعدد من أعوانه إلى المحاكمة « رغم مرضه وتقدم سنه».. وفيما كانت الحال كذلك في تونس ومصر انتقلت عدوى الربيع المأزوم إلى اليمن بلد الإيمان والحكمة حيث تمددت الأزمة وفرضت الظروف الكثير من الاحتقانات والمناكفات والأخذ والرد حتى فلت زمام المبادرات الداخلية وجل التنازلات التي قدمتها السلطة سواء لشباب ونزلاء الساحات والمخيمات أو الأحزاب المعارضة وخرجت الأزمة اليمنية إلى المحيط العربي والإطار الدولي.. وكانت المبادرة الخليجية هي المطاف الأخير الذي اتفقت عليه كافة الأطراف بعد أن تعمدت بآلية مزمنة لتنفيذها وفقا لمصالح اليمن العليا.
وجاء الوفاق الوطني والاتفاق الجماهيري بين أبناء الشعب على إنهاء الأزمة ومعالجة الإختلالات بالطرق السلمية لتدخل اليمن مرحلة جديدة كان تشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية المبكرة أولى خطواتها الجادة لإخراج اليمن من ظاهرة الربيع العربي بأمان وسلام بعيدا عن الضغوط الخارجية والمؤثرات الجانبية العارضة.. وتصبح بلادنا نموذجا يحتذى به وتتحدث عن أبعاده وقدراته الكثير من الأطياف العالمية الإعلامية والصحافية في مختلف المحافل والتجمعات العربية والدولية.. لتعبر عن ارتياحها لهذا التوجه الراقي والأسلوب الحكيم الذي وصل به اليمانيون في نقل السلطة والوصول إلى بر الأمان.
وحسبنا أن تكون بلادنا هي القدوة والأنموذج الرائع في معالجة قضاياها وحل مشاكلها بمثل هذه الصورة المشرفة والطريقة المثلى التي لا شك أنها ستعزز من كانتها وتفرض وجودها على خارطة العالم الحديث.
والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا