التشكيل الحكومي .. تنبيه للفرقاء..! 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

عبدالله الصعفاني
> قالها حكيم وهو يفرق بين الجدل والحوار: الجدل أن يكسب الناس بعضهم في معركة الكلام بينما الحوار هو الوصول إلى نتيجة أو إلى حقيقة تفرض الانتقال إلى نقطة أخرى.
> ومن الصعوبة القول أن المبادرة الخليجية جاءت من حوار بعد الذي كان من الجدل بل والصراع.. لكن الثابت أننا في هذه البلاد أمام صفحة جديدة محفوفه بالسؤال وأي صفحة جديدة..¿
> والذي نتمناه أن تكون المبادرة ومرفقها التفسيري صفحة ناصعة البياض حتى لا نواصل السير على الأسلاك الشائكة الدامية وحقول الألغام الفاجرة.
> المعارضون للمبادرة والذين يرون فيها طوق النجاة جميعهم أصحاب حق لسبب بسيط أن الآراء هي مجرد أفكار.. والأفكار إما أنها تقبل أو ترفض.. غير أن لواقع الحال اليمني خصوصيته وخطورته اللذين يفرضان التسليم بهذا الحل بعد أن استعصت المشكلة اليمنية واتسع الخرق على الراقعين وكان ما كان ويكون من نزيف الدماء اليمنية بأياد يمنية.
> ومن أبجديات المنهج الوطني والفكري والسياسي الراقي والعاقل أن يتداعى الجميع إلى أداء واجب احترام المبادرة والوفاء باستحقاقات التوقيع عليها تحت هواء الفضائيات ذلك أن أي مراوغة أو تسويف أو ضحك على الذقون إنما يقود اليمن إلى محطات أكثر كارثية في وقت الشعب اليمني في أمس الحاجة لكل جهد مخلص يلم الشمل ويئد الفتنة.
> وفي السياق ذاته لا بد أن يكون معلوما للخاصة والعامة أن أي ساحة للاعتصام أو صالة للاجتماعات أو غرف مفتوحة أو مغلقة حاكمة كانت أو معارضة هي مجرد أماكن جامدة دون أن يعمل من يشغلونها على أن تنتج أفكارا واقعية قابلة للتنفيذ على الأرض وفي المقدمة بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي بدأت بالتوقيعات النهائية ونقل سلطات الرئيس ودعوة النائب للانتخابات الرئاسية المبكرة في الـ21 من فبراير المقبل.
> وفي ضوء ما يجري من نقاش في الأوساط السياسية حول التشكيل الحكومي القادم فإن من المهم تذكير الجميع بحقيقة أن المناصب والحقائب ليست من الوفرة بحيث تتسع لكل هذا التشعب وكل هذه «التشاعيب» وأن التكليف فيها يطغى على التشريف وأن الأمانة تفرض عدم التزاحم بقدر ما تفرض أن يعد المرشح إلى الألف قبل أن يحث الخطى إلى الموقع.
> وهنا فإن للعبدلله نصيحتين الأولى للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه والثانية للقاء المشترك وشركائه.. فللمؤتمر أقول: إن الدائرة أو الشخص الذي يوصلك إلى المأزق لا يستطيع نفسه أن يساعدك على الخروج من مأزق جديد.. الأمر الذي يستدعي الاعتراف بزمن التحول واستحقاقاته المستقبلية.
أما المشترك ومجلسه وبقية الدوائر الملتقية عند ذات اللون فليس أقل من التنبيه إلى أنه ليس كل من يجد نفسه في المعارضة يمكن أن يجد نفسه في الحكومة لأن طوب الكلام وطوب الأرض غير لبنات الوفاء بما ينتظره الناس في المدن والأرياف.
> والخطورة في أي اختبارات سيئة هنا أو هناك سيدفع أي طرف فاتورتها في أقرب انتخابات حيث سيقول الناخبون بأن من يسيء اختيار ممثليه في الحكومة سيسيء اختيار مرشحيه إلى أي انتخابات قادمة.
> والحذر كل الحذر من أن يتجاهل هؤلاء وأولئك تطلعات الناس والشباب في الساحات والميادين آخذين في الاعتبار أن عيون خمسة وعشرين مليونا معلقة بما يمكن أن تفضي إليه المبادرة الخليجية من الحلحلة وليس التأزيم.
> أما ما ينفع خاتمة فهو القول لمن سيحتلون الكشفين المرتقبين: لا تنمية محفوفة بالفساد من أي كان ولا ديمقراطية محفوفة بالفوضى وغياب الأمن.. وعسى أن نكون على موعد مع حكومة وطنية تلمع بالكفاءات والمترفعين ومن يتقون الله في عباده اليمنيين.
 

قد يعجبك ايضا