تعبت وجوهنا من التنكر 


اöنتهت الغيوم من ملءö حفرö الشوارعö

وبلö رؤوسö العابرين

وأنا أتكوم

تحت مظلتي

وأقنع الكراسي المليئة بالبرúدö

أنكö ستأتين..
لم يعد هناك أحد سواي

أختبئ خلف جدار

خشية نزلاتö البرد

التي تتجول في الساحة بحرöية..
اöنتظرتكö طويلا

أقلقت ساعتي

وأنا أحدöق فيها بين الثانية والثانية

وأضرب زجاجتها

لأتأكد أنها تعملú..
اöنتظرتكö طويلا

حتى بدأت ألفöت أنظار الناس

صاحب الكشكö المجاورö

 يظن أنني أخطöط لعمل ما

فأشتري منه جريدة

 لا أهتم إن كانت صادقة أم لا

أتصفح تلك الجريدة حتى النهاية

ثم أتصفحها من جديد

رغم أنني لم أقرأ شيئا

أبدو شبيها برجالö المخابراتö الروس

الذين يلبسون معاطف طويلة

 وقبعات سوداء

دائما أشاهدهم في الأفلامö

 يتصفحون صحيفة مثقوبة

وطوال اليوم

ينظرون إلى اتöساع العالم

 من ضيق ذلك الثقب الورقي..
اöنتظرتكö طويلا

تعالي قبل أن أشتري معطفا طويلا

وقبعة سوداء

فقد بدأت أتماهى مع الدورú.

لنفتح صفحة جديدة..

هكذا نقول دائما

وسرعان ما نملأ تلك الصفحة ..

ننصت كثيرا

ونهدر الوقت في البحث عن ممúحاة

تقدر على إزالة الطعناتö الملصقةö على سطورö الورق

كما لو أنها خارطة لمدنö القبائلö المتناحرة..
نقشöر برتقال الرغبة

نتحدث أحاديث جانبية لا تخصنا

كي نسúلو تدريجيا

نفعل كل تلك المغالطةö

تهربا من الاعتذارö والاعترافú!!
لسنا ملائكة

لكننا نصر ألا نتصرف بفطرتنا

نلبس أقنعة شتى

كل موقف بحاجة إلى وجه آخر..

تعبتú وجوهنا من التنكر

ونحن لم نتعب بعد!!

قد يعجبك ايضا