مكاشفة صادقة تطلق أضواء التسامح والتصالح 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

حسن اللوزي

في محاضرة تاريخية بالغة الأهمية خاطب بها الندوة العلمية التي نظمتها جامعة عدن حول (الأبعاد السياسية والقانونية للاستحقاق الدستوري لدولة الوحدة).. قدم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رؤية تقييمية دقيقة لحقبة هامة من تاريخنا المعاصر أبرز فيها جملة من الحقائق الساطعة التي يقوم عليها حاضر اليمن الجديد وكشف عن وقائع تاريخية لم يتم الخوض فيها من قبل بهدف تعزيز الوعي الوطني بالمعرفة الصحيحة لمجريات الأحداث ومسيرة الحوار الوحدوي في يمن ما قبل إعادة الوحدة المباركة وحقائق المواقف المفصلية المتصلة بها وكيف تم الوصول إلى تعزيز نصر الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر بإنجاز الوحدة وتحصينها منذ يومها الأول بالأخذ بمنهج الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية.. وما اعتور تلكم المسيرة العصيبة والغنية بالمواقف الوطنية النبيلة من التواءات وتعرجات.. فشلت كلها بما في ذلك مؤامرات حرب الردة والانفصال في تحقيق المآرب العدائية الداخلية والخارجية ضد الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.

ولقد شدد فخامة الأخ رئيس الجمهورية في سياق عرضه للأحداث ودلالاتها.. والحقائق المبرهن عليها على ضرورة الاتعاظ والتعلم من ذلك وفتح العقول والقلوب من أجل استيعاب الدروس المستفادة وفهم المتغيرات الجديدة.

ومن أجل ذلك جاءت المحاضرة بتلقائيتها وترابط مضامينها لتكون مكاشفة تاريخية صادقة مع الجميع.. وفي المقدمة من انحرفت بهم الأهواء.. والمصالح الأنانية وشذوا في النار.

وقد تضمنت في عمق أهدافها دعوة قيادية صريحة ومخلصة للأخذ بيدهم وإنقاذهم بالدعوة مجددا للتسامح والتصالح وتجاوز الماضي ومآسيه المحزنة والدامية والنظر إلى المستقبل.

ونعتقد جازمين بأن لغة الوضوح والصراحة وأسلوب المواجهة الصادقة التي دأب عيها فخامة الأخ رئيس الجمهورية كفيلة بأن تحرك الضمائر الوطنية الحية.. وتوقظ العقول المستنيرة وتدفع بها إلى التقاط هذه المبادرة التاريخية التي تنشد الاصطفاف الوطني الكامل لإنجاز الاستحقاق الدستوري والقانوني الراهن والمطلوب حتما في هذه المرحلة التاريخية.. والدفع بالجميع في خضم المشاركة السياسية.. وتجويد الممارسة الديمقراطية وصيانة الشرعية الدستورية وكافة المكاسب الوطنية التي صارت علامة حضارية مشرقة.. ومتميزة في تاريخ نظامنا الجمهوري الوحدوي الديمقراطي الحر.. والذي يزداد في كل عام قوة.. ومتانة ورسوخا.

ونحن هنا في غنى عن الحديث عن كل الصفات التي تميز بها الطرح القيادي لكافة المواضيع والرؤى والهموم والتطلعات وبذات الروح القيادية العالية المتسمة بالثقة الغالية بالنفس والتفاؤل اللامحدود وعمق الارتباط بالشعب والثقة به والاستجابة لإملاء إرادته وتحقيق طموحاته كما تعبر عنها بجلاء شواهد الإنجازات والانتصارات المعاشة على امتداد التاريخ المعاصر وفي الواقع العملي الملموس في كافة الحقول والميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. والخدمية والمشاريع الاستراتيجية والتي تتشكل منها حجج وبراهين الوفاء بالوعود والالتزام بالعهود.. وهي حافلة بالعبر.. والدروس والبشارات العظيمة التي يجب أن يتعظ بها الواهمون.. وقبلهم كل أعداء وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم وأن يدركوا وبصورة لا لبس فيها ولا تأويل بأن المسيرة الوطنية الخيرة.. المسيرة الوحدوية الديمقراطية المباركة التي انطلقت منذ ذلكم اليوم التاريخي الخالد لن تتوقف أبدا.. ولن تنحرف أو تتعثر.. وبأن شعبنا الأبي الوفي وبكل قواه الوطنية الخيرة سيظل مع قائد مسيرته يسخر كل قدراته وطاقاته المتاحة في مواصلة الجهاد الأكبر.. وتعزيز بناء الحاضر.. والتقدم نحو المستقبل الأفضل.

وهو اليوم على موعد جديد وقريب مع وثبة تاريخية يؤكد فيها بأنه مالك كل السلطات.. وهو الجدير بحكم نفسه بنفسه وبممارسة النهج الديمقراطي الذي اختاره بكامل إرادته ليعمل على المزيد من تعميقه وتجويد ممارسته باعتباره الأداة الحضارية لتطوير مجتمع الحرية والتعددية الحزبية والسياسية ولتأكيد الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة إيمانا.. والتزاما بأن عملية التنافس الحر والجاد والشامل والنزيه في عملية الانتخابات الحرة والنزيهة هي حركة القوة السياسية الحقيقية داخل المجتمع والدافع لقواه الحزبية بما تمتلكه من قدرات وما تحظى به من التفاف شعبي من قبل الناخبين لامتلاك المكانة التي تستحقها ولتكون صاحبة الريادة في تسلم مواقع السلطة في المؤسسات الدستورية والمركزية والمحلية والتمتع بالثقة التي تؤهلها لمواصلة قيادة حركة البناء والتطوير والتنمية في البلاد.

كما أن العملية الديمقراطية بكامل تفاصيلها هي التي تجعل من المعارضة الإيجابية البناءة ومن كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية قادرة على فرض وجودها وأن تكون بالفعل منه

قد يعجبك ايضا