مشاهد يومية ..نحو طريق آمن… 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش
{ حين تطل برأسك على المشهد ترى التالي في صورة بانورامية لكنها ليست جميلة كلون الشفق لحظة الغروب وليست كشهقة الفجر عند الأفق.
تقول الأرقام في حديثها إن الحوادث المرورية تخلف في العام (1.3) مليون شخص حول العالم ويصاب من جرائها حوالي (50) مليون شخص و(8.0) منها من نصيب الدول النامية.
يتوقع في العام 2020م أن تكون الإصابات والوفيات على الطرق ثالث أعلى نسبة للأمراض والإصابات عالميا.
حين تطل على المشهد المحلي ماذا ترى¿ ماذا تجد¿
في العام 2009م أشارت الإحصائيات وهي هنا ليست كاملة باعتبار أن كثيرا من حوادث الطرق يجري حلها وديا ولا تصل إلى جهاز المرور أشارت إلى حدوث (15) ألف حادث توفي بسببها (3) آلاف شخص و(20) ألف إصابة والخسائر المادية قدرت بـ (8) مليارات ريال.
نكرر القول إن هذا لا يشمل بالطبع تلك التي لا تصل إلى الأجهزة وهي كثيرة جدا سواء في المدن أو في الطرق الطويلة.
خلال يومين عقد في فندق موفمبيك المؤتمر الوطني الأول للسلامة على الطرق (12 – 13) ديسمبر وخلال اليومين قدمت أوراق عمل أطلت على المشهد المخيف وخرج المؤتمر بتوصيات كثيرة نتمنى أن تجد طريقها إلى التنفيذ والعمل.
في العام 2009م لو قورن عدد الوفيات والإصابات بنتائج حرب غزة لرأينا أن ما تخلفه حرب الشوارع والطرقات الطويلة أكثر لم أكن أتصور وقد أطللت على المشهد أن الأمر كارثي إلا حين سمعت وقرأت وتابعت المناقشات وتبين لي أننا بعيدون عن المشكلة نعالج أو بالأصح نتعرض للقشور ولا نغوص في كل التفاصيل التي هي مهمة إلى درجة تدعونا معها إلى ضرورة أن ننظر إلى الأمر على أنه مشكلة وطنية يفترض بالجميع – وأنا هنا لا ألقي الأمر على عواهنه – بدون تحديد بل أجد الجميع ابتداء من التربية وانتهاء بالأحزاب مرورا بمنظمات المجتمع المدني فالمشكلة تبين أنها ليست سيارة وسائقا سيارة متهالكة أو بمواصفات غير المواصفات المطلوبة وسائق بقدرة قادر بل بالواسطة حصل على رخصة قيادة وأقرب قريب له وضع يده على المقود وقدمه على المدوس وهجوم يا بني عبس على الشوارع وجرب لك باثنين بثلاثة والأمور تمشي المهم روح اطلب الله!! لا المشكلة أركانها سيارة وإنسان وطريق ووعي وجهود يجب أن تتضافر وفي كل الاتجاهات بدءا من تحديد أين يكمن الجرح هل في الإنسان¿ في الطريق¿ في تدني الوعي¿ في جهاز المرور¿
وقد تعرضت الأوراق التي قدمت إلى المؤتمر إلى هذا كله بل وكان المؤتمر فرصة للمعنيين أن يتناقشوا ابتداء من كلية الهندسة بجامعة صنعاء ومرورا بالبنك الدولي الذي أعدت شركة دراسة مستفيضة عن المشكلة أتمنى أن تترجم وتعمم.
أتمنى ألا تخرج توصيات المؤتمر إلى النور – فقط – بل أن تعمم تلك الأوراق على كل جهة ذات علاقة فالأمر – أيضا – له علاقة بالوعي بالمشكلة لتحديد العلاج والعلاج يبدأ من إصلاح الطريق والارتفاع بوعي الإنسان بكيفية استخدامه والارتقاء بإمكانيات جهاز المرور فما اطلعنا عليه وما رأيناه وفتح عيوننا عليه المؤتمر يقول إن إمكانات كهذه لجهاز المرور لن تؤدي الغرض في إيجاد حل للمشكلة ولا أقصد هنا – فقط – الإمكانيات المادية بل إن البشرية هي الأهم فإيجاد رجل المرور الواعي عالي الشهادة في تخصصه هو ما يمكنه مع توافر الإمكانيات المادية من أن يكون له رأي في الحل ثم إن تخطيط المدن والوجود الفاعل للسلطات المحلية ربما هما حجر الزاوية فما نراه أن تخطيطا للمدن الرئيسية لا يضع في الحسبان أبدا أبدا المسألة المرورية وانظر إلى الشوارع ستجد المباني بدون مواقف ولا مواقف محددة للسيارات ولا مواصلات عامة نستطيع ضبطها فمكونات الشارع من سيارة وإنسان وطريق ورجل مرور تتنافر إلى حد الوجع فالسيارة تستخدم لغير ما صنعت له كأن ترúكöب بشرا على هايلوكس أو تحول الدراجات النارية إلى تاكسي ومواقف تكاد تكون معدومة لذلك تجد الناس وقد احتلوا الرصيف الذي هو قانونا للمشاة!! ورجل المرور الذي لا يجد على الأقل بجانبه دراجة نارية يطارد بها المخالف فلا يجدها فتراه يركب أقرب تاكسي وهات يا ملاحقة!! وتخطيط الشوارع لا يأخذ رأي المرور في حاجياته التي هي حاجيات الناس ولا وجود لسلطة محلية تنسق بين مكونات المشهد ليسهل التناغم بعدئذ حين تقدم الخدمة.
يتضح لنا في المجمل أن مؤتمرا واحدا للطريق الآمن لا يكفي بل يفترض أن تتحول البلاد كلها إلى ورشة عمل ومن لحظة انتهاء أعماله أما الركون إلى ما جاء في الأوراق وكأننا وجدنا الحل فسيأتي المؤتمر التالي ونحن نقف في نفس النقطة الأولى علما أن الحوادث تحصد مزيدا من الأرواح كل لحظة.
 

قد يعجبك ايضا