الرئيس.. حين يتحدث عن (الماضي) بحكمة المتطلع للمستقبل 

طه العامري


طه العامري

 طه العامري
بكثير من الشفافية والموضوعية تحدث فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله- أمام ندوة (الانتخابات والوحدة) التي أقامتها جامعة عدن فكان لحديث فخامته تعبيرات وأبعاد وطنية ربما لم يسبق أن عهدناها من فخامته من حيث القضايا التي استعرضها والمواقف التي أثارها والتي عكست في مجملها رؤية وفهم فخامته للحوار والشراكة ولكل ما يتصل بالشأن السياسي الوطني على ضوء مواقف وتصرفات وسلوكيات أحزاب (اللقاء المشترك) من ناحية ومن الأخرى مواقف أولئك المارقين والخارجين على القانون الذين استغلوا المناخ الديمقراطي فذهبوا بعيدا في تخرصات وسلوكيات بهدف إعاقة المسار الوطني وعرقلة المسيرة التنموية فكانت كلمات وعبارات فخامته التي سردها في ذلك تعبيرا عن معاناة فخامته من تبعات راهن الحال الذي يسعى البعض إلى تأصيل تبعاته السلبية بطريقة مثيرة ومجردة من الموضوعية التي لم يعد هؤلاء يكترثون بهاء أو المصلحة الوطنية بكل ما يرتبط بها من مقومات وأواصر تدفع باتجاه إيجاد حوار وطني صادق وشفاف ومكاشفة بهدف إقامة شراكة وطنية بين جميع الأطياف والمكونات السياسية الوطنية الحريصة على أمن واستقرار الوطن والمواطن وما جادت به قريحة فخامة الأخ الرئيس أمام المشاركين في ندوة (جامعة عدن) التي قال فيها أمام نخبة من الرموز الوطنية ومنهم من كان يمثل حلقة الوصل بين نظامي (الشطرين) حين كانت (الوحدة) حلما يراود أبناء الوطن الواحد وكان لنظامي (الشطرين) حسابات من إعادة (الوحدة) التي تحققت بعد جهود مضنية ومساع طويلة تخللتها الكثير من الخلافات والصراعات الدموية سردها فخامته أمام الحاضرين ونقلتها الوسائل الإعلامية إلى كل أبناء الوطن اليمني والأمة العربية والعالم لكي يدرك كل هؤلاء حجم المعاناة النضالية الطويلة التي سبقت يوم (الثاني والعشرين من مايو 1990م) وهو اليوم الذي رست فيه إرادة الشعب اليمني علي رصيف الوحدة معلنة نهاية زمن وعهود (التشطير) البغيض وبداية مرحلة يمنية جديدة مرحلة انطلقت فيها الإرادة الوحدوية الجمعية لتبدأ برسم خارطة وطنية جديدة خارطة تتشكل بأطياف التطلعات التنموية والتقدمية وتؤطرها قيم الحرية والعدالة والديمقراطية مفاهيم أوجدت من اليمن الأرض والإنسان ما يمكن وصفه بالمكون الحضاري التفاعلي القائم على أسس علمية ومعرفية مجبول بكثير من القيم والمفاهيم الوطنية والإنسانية التي ظلت ردحا من الزمن بمثابة أحلام مترعة في ذاكرة ووجدان كل أبناء اليمن.
بيد أن ما سرده فخامته من القول  الموضوعي وإن جاء هذا القول بطريقة عابرة ومختصرة إلا أن في ما قاله فخامة الأخ الرئيس ما يستدعي منا جميعا التوقف أمامه والتمعن في عباراته وجمله ومفرداته لأن ما جاشت به قريحة وذاكرة فخامته حملت الكثير من الإجابات على تساؤلات ربما راودت الكثير من أبناء الوطن حول دوافع وأسباب بعض الظواهر والتداعيات السلبية خاصة تلك التي أثرت أو تؤثر على المسار الحضاري الوطني وعلى تطلعات وآمال شعبية شكلتها مرحلة ما بعد الثاني والعشرين من مايو 1990م وهي المرحلة التي قضاها -البعض- يبحثون عن (ذاتهم) على حساب -الذات الوطنية والهوية- وهي المعادلة التي دفعت فخامته إلى استعراض مسار النضال الوطني الوحدوي والتذكير ببعض محطاته من باب الواجب الملقى على كاهل فخامته والقاضي بتذكير بعض (الغافلين) إن غفلوا طواعية بحثا صخب الإيقاظ أو رنين التذكير انطلاقا من حسابات خاصة ونوايا تجسد حقيقة هؤلاء الذين ما برحوا يعانون من حالة انفصام فكري ونفسي خاصة ونحن نجد هؤلاء مع الديمقراطية بقيمها وضدها بنتائجها في ذات الوقت الذي يرى فيه هؤلاء الديمقراطية على انها حقوق بمعزل عن الواجبات وفي السياق نفسه يعمل هؤلاء على اختزال (الوحدة) في نطاق التوافق معهم والاتفاق على مصالحهم فإن ضمنوا التوافق وحازوا على الاتفاق وبما يكفل مصالحهم وتطلعاتهم وأهدافهم فهم مع (الوحدة والديمقراطية) وإن لم يضمنوا ما سبق الإشارة إليه فهم ضد كل قناعات الشعب ومصلحة الوطن وحين تصبح مصلحة الوطن بمكوناته الكلية والجمعية محصورة أو مرهونة بتحقيق مصالح أفراد أو نخب أو مكونات سياسية وحزبية تصبح حالة الانفصام السياسي والفكري بمثابة مرض عضال وداء مزمن يصعب الشفاء منه ولو جلبنا كل نظريات الكون السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ان للحوار قيمة وطنية وحضارية وهو فعل إنساني خلاق لكن للحوار أي حوار قواعد وأسس أهمها رغبة وإيمان الأطراف المتحاورة بالحوار باعتباره الوسيلة الحضارية الأكثر ضمانة للسكينة والتقدم المجتمعي والتطور الحضاري ناهيكم عن ان الحوار يكفل التناغم في ما بين مكونات المشهد السياسي الوطني طالما آمنت وبيقين كل هذه المكونات بالحوار وباعتباره الوسيلة المثلى لتجاوز عقبات المرحلة بمغرياتها وبتحدياتها لكن حين يتم ربط الحوار برزونامة من الشروط والمطالبة بتنفيذ روزنامة هذه الشروط قبل الاتفاق على الح

قد يعجبك ايضا