خارطة طريق شعبية..! 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

عبدالله الصعفاني
{ هذه الخارطة للقادرين على تنفيذها.. وقد لا تعني الأثرياء أو الذين يقفون على صفيح حراف ساخن.. أما مناسبتها فهي حلول العام الميلادي الجديد الذي لم يتأخر كثيرا عن العام الهجري.. كل عام وأنتم بخير.
> دعونا من الحكومة.. فلقد طالبناها بتنمية الموارد وتجاوز الركون على براميل النفط المحدودة وصفقات الغاز المهدودة والمهدورة.. إلى النظر العميق إلى البحر أسماكا وسياحة وسباحة.. وإلى اليابسة أرضا لزراعة الغذاء وليس القات الذي أنهك الأرض وقزمها.. وغزا أحواض المياه واستنزفها.. وأتى على الصحة فنهبها.. وجعل الجيوب خاوية على بطاناتها.. وأفرغ الأذهان من تجليات إبداعها.
> دعونا من الحكومة وتعالوا نجرعها مقلبا ونلقنها درسا نقول فيه : هييه.. احنا أذكى من كل الحكومات المتعاقبة وأكثر وعيا من المعارضة وبقبقتها.
> تعالوا نتعاطى مع العام الجديد بروح مختلفة.. وسأبدأ من تحت إلى الأعلى وفق ما يتسنى لي الصعود.
> عند إشارات المرور يقوم مجموعة من الأطفال والبنات والنساء المتجانسين في الملبس والشكل ومسحة الدم.. بالتسول من أصحاب السيارات المتوقفة دفعة واحدة.. بعض تلك المجموعات هناك أب ينتظر المحصول نهاية كل يوم يخزن المرحلة الثانية من القات قبل أن ينام حتى أذان الظهر.
> مثل هذا الأب الذي ربما تزوج مرة واثنتين وثلاث إلى آخر ما يعتمل في نفسه من طموحات تفريخ المتسولين.. يستحق أن نقول له : لماذا لا تكون معك خطة وأهداف في العام الجديد تجعلك توفر من المحصول ما يساعدك في نهاية المطاف على إيقاف جراد التسول والحيلولة دون أن يتحول الأمر إلى وظيفة حتى موت كابر عن كابر.. أو بالأصح صاغر عن صاغر.. لتكن الخطة طويلة الأمد.. المهم أن تكون لها نهاية وقرار.
> أصحاب الدخل المحدود.. أنتم أحق بالتوفير.. ومهما كان المبلغ التوفيري بسيطا فإن عاديات الزمن وطوارئ الحياة تستحق استدعاء الحس التوفيري.. ولا تقولوا «منين» يا حسرة إلا بعد أن تكونوا جربتم مقاطعة أسواق القات.. خاصة قات الشتاء الذي تنزل أسعاره أسواطا على الظهور ربما اشتقاقا من «السوطي».
> ولا أعرف حتى اللحظة ما الذي تبقى من الطبقة الوسطى أو الشريحة الوسطى.. لكنها الأكثر قدرة على استدعاء الحس التوفيري حتى لا تجد نفسها وقد تدحرجت من قاع الستر إلى شريحة المظاليم.
> الادخار سلوك ذكي.. لكنه عملية مستمرة.. واعية.. والطرق إلى الادخار تمر عبر وقف الصرف الزائد أو الاستسلام للأنماط السلوكية التلفزيونية.. ومعالجة الديون.. وتربية الأطفال في التعاطي مع الفلوس بصورة إيجابية.. والتسوق الذكي لربة الصون أم العيال.. وعمل ميزانية شهرية.. ولا مانع من الاستعانة بمتخصصين.. ولو أن جميعنا في اليمن متخصصون في السياسة والقات مع شديد الحرقة والأسف.
> وهنا لن أطلب من كبار القوم أن يدخروا.. فهم أكبر من أن توجه لهم مثل هذه النصيحة.. وربما صار لديهم ما يكفي لمواجهة عاديات محتملة.. هؤلاء عليهم أن يدخروا بصورة مختلفة.. كأن يتوقفوا عن أغنية «لي لي لي» وكأنهم فريق من المزمرين.. ويدخروا عند الله.. فيتعاملون مع أوجاع الناس بحساسية وخوف من يوم نسأل فيه عن أموالنا كيف اكتسبناها وفي ما أنفقناها.
> لنقل لبعضنا كل عام وأنتم بخير.. ولا مانع من أن يردد بعضنا الأمنية العالمية «هابي نيويير».. ولكن حلول عام جديد هو فرصة لأن يحدث كل منا تغييرا في أسلوب حياته وفي تعامله مع الله ومع الناس ومع المال.
> مثل تنفيذ خارطة الطريق الشعبية هذه تحتاج إلى الحكمة.. وأظنها متوفرة ومنصوص عليها في صحيح الأحاديث.
> ما رأيكم¿ أدام الله عزكم.. وكل عام وأنتم بخير.
 
 
 
 
 
 
 

قد يعجبك ايضا