حول فهم محدد لمعنى الوفاق الوطني 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

حسن اللوزي

لابد لكل إنسان من كان وفي الموقع الذي هو فيه حين يحتكم لتغليب المصلحة العليا للوطن وللشعب ويجسد مع ذاته وفي أعماق نفسه الإيمان والالتزام بذلك.. لابد له من أن يتمسك بالأمل وينحاز للتفاؤل مع كل لحظة وكل فرصة متاحة لذلك.. وأول الطريق في هذا النهج الفطري السوي هو الإفصاح عن هذه الرغبة أو هذه الإرادة وهذه الأمنية الغالية بكل الصور والممارسات ولا أقصد هنا التوهان بين الرغبة والإرادة والأمنية وإنما أقصد استدعاء ذلك مشيرا إلى القدرات الذاتية وإلى حسن الظن بالآخرين وما يقدرون أن يفعلوه هم أيضا.

وقد كتب الكثيرون آملين ومتفائلين مع بداية عام ميلادي جديد وخلع العديدون العقلاء النظارات السوداء وأقنعة الشكوك والتشاؤم في هذا الطريق مما يحمد عقباه.

ذلك أن دورة عام جديد في الحياة هي مبعث أمل وتفاؤل بالنسبة للبشرية قاطبة.. وليس للذين يعيشون حالات المعاناة.. والقلق.. والرهبة من الحاضر.. والمستقبل فحسب وان أول الاسباب الدافعة إلى ذلك هي في الاصطفاف الوطني المطلوب في جبهة الخير.. ومواجهة الشر بكل صوره وأشكاله وأخطرها النفخ الشيطاني في تنور الفتنة التي تم تجاوزها بحمد الله وشكره وإرادة حكماء اليمن وعلى رأسهم القيادة السياسية العليا ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية.

وبالقدر الذي يتفاءل فيه الكثيرون بالخطوات والاجراءات التي تمت وتتم من أجل تنفيذ كافة الوثائق الملزمة والموقع عليها وصارت واجبة النفاذ والتطبيق بالنسبة لمرحلة الوفاق الوطني كحزمة واحدة وفي سياق واضح من الالتزام الذي يفرض التراتب والتتابع في كل ما أحواه القرار الرئاسي الذي أصدره فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بتفويض نائبه بالصلاحيات اللازمة والمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة لها وقرار مجلس الأمن بعيدا عن كل صور التصرفات والاعمال التي تنم عن التراجع أو التنصل.. وكذلك أيضا الابتعاد عن التصريحات والكتابات التي تسير في نفس النسق المرفوض وحتى لا تفتح الثغرات التي ينفذ منها الشيطان!!.

ولا شك بأن أول مايجب الحرص عليه في كافة الأعمال والتصرفات والقرارات هو أن تأتي جميعها معبرة عن الفهم الواضح والمحدد ومن قبل الجميع لمفهوم الوفاق الوطني وقد وصلت بلادنا إلى مرحلة تاريخية صار هذا هو عنوانها الجوهري والبارز.. مرحلة الوفاق الوطني التي لا تتوقف مهامها عند كفالة ضبط الأوضاع الأمنية والسياسية واعادة الحياة السياسية إلى طبيعتها السلمية بعد تحريرها من كل الضغائن والاحقاد والمكايدات وأعمال الفوضى والتعجيل بترشيد العمل الإعلامي بصورة جريئة وشجاعة تطهره من كافة الشوائب المعادية للحرية والمسيئة لحق التعبير كالسباب والقدح واختلاق التهم والأقاصيص الكاذبة المعادية للكرامة الإنسانية.. وإنما أيضا المحافظة على كل ماتم تحقيقه من إنجازات ومكاسب مهمة خلال المراحل التاريخية الماضية والعمل على تعزيزها بالمنجزات الجديدة التي تعهدت بها حكومة الوفاق الوطني في برنامجها الذي حازت بموجبه ثقة السلطة التشريعية..

وهنا لا يمكن أن نتجاهل بأن من المعضلات الكبيرة التي تواجه المجتمعات في الظروف العصيبة التي تصنعها وتثيرها الصراعات وتكتنفها المكايدات والمزايدات هي تلك التحديات المباشرة في ترجمة الأعمال والالتزامات بسبب الألاعيب السياسيةوعدم الاتفاق على المعاني المحددة والدقيقة للكلمات والمصطلحات التي يتم ترديدها في الوثائق والكتابات كما في الكلام.. وفي الأحاديث.. برغم ارتباطها نصا وفهما والتزاما وتطبيقا بجوهر العمل المطلوب والمتفق عليه خلال مرحلة الوفاق الوطني!!.

والأخطر في الأمر حين يسود فهم محدد لكلمة معينة أو مصطلح محدد.. ولكن الأعمال لا تترجم المقاصد المتفق عليها حولها فمصطلح الوفاق الوطني الذي يردده الجميع يبدو غريبا في واقع الممارسة التي تجري اليوم من قبل البعض وعلى أهم الصعد.. وأخطرها الميادين السياسية والإعلامية والتي كانت بيت الداء وجاءت فكرة الحوار والاتفاق والوصول إلى الوفاق للخروج منها والدخول في زمن جديد!!..

ونجد البعض للأسف الشديد يتصرف اليوم متجاوزا المسئوليات الخطيرة التي صار يتحملها.. ويقوم بأعمال الجنوح والفوضى والخروج على النظام والقانون وكأنه غير معني بالوفاق الوطني والأخطر في هذا الفهم أن يطال عناصر تمارس التنكر لما تم الاتفاق عليه ومحاولة فرض الرأي الذي تم تجاوزه إلى اتفاق مشترك عبر التفاهم وتم تضمينه في وثائق موقع عليها وصارت تلزم كل الاطراف وكذلك الأمر بالنسبة لتبني تلك المواقف من جانب واحد في العديد من المسائل الجوهرية والتي تم تجاوزها وبخاصة مايرتبط منها بالحقوق والحريات والواجبات والالتزامات!!

كيف يمكن أن نصل إلى فهم واحد ومحدد لمعنى الجملة أو المص

قد يعجبك ايضا