عقيق يماني يتكلم الهندية!! 


هو أن هناك من يهتم بهذا المجال ويعمل على تطويره.
لقد فرحت جدا بهذه الدورة التي ستقام تحت رعاية وزارة الثقافة ويسشارك مجموعة من المهتمين بالحرف الشعبية, وكنت أعد نفسي للأستفادة منها والتعرف أكثر على عوالم العقيق وما سيقدم من معلومات تثري الحصيلة.
وعند حضوري لحفل افتتاح الدورة, كانت الصدمة في انتضاري والخيبة تصافحني بحرارة وبشماته عالية!!.
لقد كنت أظن أنني سأجد الطرق والأساليب اليمنية التقليدية ومعداتها المعروفة في التعامل مع العقيق اليماني والأحجار الكريمة, وهي الطرق التقليدية الأصيلة التي جعلت للعقيق شهرة عالمية, نظرا للمسات الجمالية والمميزات التي امتاز بها الحرفي اليمني منذ عشرات القرون, وجعلت لأنتاجه ملامح ونكهة خاصة تختلف الأخرين.
ولكنني للاسف وجدت معدات كهربائية حديثة لقطع وتلميع وتركين العقيق وخبراء أو معلمين من دولة الهند الصديقة وهم يقومون بتعليم الأخوة المشاركين في هذه الدورة..!!
بما يعني أن وبكل وضوح دخول هذه الحرفة الفنية الأصيلة في مجال جديد يلغي معه الطرق اليمنية الشهيرة في التعامل مع العقيق ويحيلها إلى سلعة مصنعة تنتجها المعامل, وليس الأنامل الذهبية, إلتي كانت تمنح العقيق النبض الحي والجمال والمروعة وتتقن ابراز جمالياته وسحره ودهشته..!!
إن المطلوب هو دورة للعقيق تكون الخبرة اليمنية فيها حاضرة, وللتراث الطويل دوره في نقل التجارب للأنامل الشابه الملتحقه بهذه الدورة, وأن يكون للطرق التقليدية واساليبها حضورها الفعال بدلا من تلك الآلات الكهربائية الصماء التي لن تضفي على هذه الحرف سوى انتاج خال من الإحساس والجمال المستمد من تراثنا اليمني العريق في هذا المجال أما الزعم بأن إدخال الأجهزة الحديثة في وضع اللمسات الجمالية سيجعل من العقيق اليمني يدخل في منافسة مع العقيق في الأسواق الخارجية فلا أعتقد ذلك لأنه سيكون مثل غيره.
أتمنى تدارك هذا الأمر, والعمل في أي دورة قادمة, في مجال الحرف الفنية اليدوية أن يظل الطابع اليمني هو الحاضر, حتى لانقول لحرفنا وفنونا الشعبية وداعا.
ومع تقديري لمن أسهم في هذه الدورة, وأقامتها, إلا إنني أعتقد أنهم بالاعتماد على الخبرات والآلات الأجنبية لم يوفقوا في ذلك وجعلوا الكثير من حضر حفل افتتاح الدورة يبحثون عن العقيق اليماني المشغول بالطريقة التقليدية الأصيلة, ولكنهم للأسف لم يجدو في انتظارهم سوى عقيق يتكلم هندي..!!
 

Kood500@Hotmail.com
 
 
 
 
 
https://www.althawranew.net/pdf/2012-1-22/13.pdf

قد يعجبك ايضا