«مش كدا يا مصر!!» 


أولاد الحارة

 الذي منذ أسبوعين وهو يقف في منتصف الساحة ليبيع»ساندويشه الطعمية»الذي تعده أمه من أجله كل يوم لكي يجمع قيمة تذكرة المباراة القادمة

 الذي سرق حبل غسيل جارته ليعلق لافتة كبيرة مكتوب عليها بخط اليد»نحنا معاك يا مصر»…

الذي يحب ميسي ويكره رونالدو لكنه لاينسى أن يرفع قبعته احتراما لهذا الأخير كلما شاهد رقمه على فانلة صديق أو واجهة محل..

الولد الذي يجمع صوف وسادته وأفكاره وذكرياته وهزائمه داخل كرة من الجوارب ويسددها بعناية داخل سلة المهملات

الذي ينام بحذائه الرياضيويحلم بالفتاة التي تظهر في أغنية كأس العالم

الذي يعتقد أن بإمكانه ركل أي شيء يقف في طريقه مالم يكن محاطا بالشعر ويصدر صوتا مألوفا مثل «ميو ميو»

الولد المنحوس الذي تخلت عنه حبيبته حين اكتشفت أنه يحتفظ بجانب كل صورة لها بصورة أخرى ل»محمد بركات»

الذي حرمه أبوه من المصروف عندما شاهده وهو يقلد رقصة»أبو تريكه»بعد أن سجل هدفا حاسما داخل مرمى فريقه المفضل

الذي عاقبه المدرس في حصة التاريخ عندما كتب في إجابته أن»محمد حسني مبارك»لاعب وسط سيء وكان عليه تمرير الكرة في اللحظة المناسبة..

الولد الساذج الذي اعتقد أنها مجرد لعبة وأن كمية الشتائم المستخدمة والتي تكفي لقتل غابة تلك التي يتبادلها الأطراف هي حصيلة ما عرفوه في حياتهم من كلمات التفاؤل والحب

الذي كان يظن أن دخول الملعب مثل الخروج منه وأن هذا المستطيل الأخضر بكل ما يحمله من الدوائر والخطوط والشباك ومكائد التسلل والفرص الضائعة…هذا المستطيل بكل ما يعنيه من احتمالات واختيارات صائبة وخاطئة وفرح وتعثر وترقب وندم…كان يظن أن هذا المستطيل ليس أكثر من حيوان أليف يستعرض كل مالديه من حكمة وطيش حتى نتخلص من أفكارنا السيئة عن أنفسنا وعن العالم دون أن ينبح أو يعض..

الولد الذي كان يكسر شيئا ما كل مرة يقفز فيها من مقعده وهو يصرخ «جووون»…

هذه المرة وبدون أي عرقلة أو خطأ يرتكبه أصدر له الرجل الذي كان يجلس بجواره حكما مسبقا بكرت أحمر وغادر الملعب.

cute_galal@hotmail.com
——————–
9) نفسه ص 45.

قد يعجبك ايضا