في رثاء حكيم الثورة الأب الروحي لحركة الضباط الأحرار القاضي عبدالسلام محمد صبرة

حسن أحمد اللوزي


حسن أحمد اللوزي –
الحزن عليك مرير والصبر عضال
يا رمز بهاء الثورة في كل الأجيال
يا نور الحرية ما نفك يضيء
ويفك الأقفال
ويد الأغلال
يهدي لمسار العزة في وطن الثورة والحرية
ويقام أوهام الجهال
وجنون الغطرسة وأرزاء الفكر الضال
عاش منتصرا للحق وللقيم العليا الدينية والوطنية.
واختط طريق التنوير الوطني في وجه الظلم وجور الاستبداد ونير الاستعمار وطريق الثورة على أقسى الأنظمة جنوحا ومواجهة الاضمحلال.
كالطود السامي عاش بقامته القزحية يحضن كل الألوان وكل الأطياف وتفرد بالشمم ولم يتكبر أو يتغطرس وكمشكاة تطلق صفوة النظرات الحانية وتيار الأضواء الهادية والبسمات الخضراء!!
أنفق عمرا لا أخصب منه ولا أرغد في القلب المعركة الوطنية لتنتصر الثورة وتسود الحرية وحقوق الإنسان.
حين يقبل في الطريق يبتسم المكان وتقبل الأحلام الماثلة في كل الأذهان تحفه الطمأنينة التي تلوح للجميع بالحب وتباشير المسرة!!
تقف له كل القامات محيية وتهرول نحوه لتسموا في روعة الاحضان وترشقه بقبلات الأبناء الأبرار مشتعلة بالرضى والأطمئنان.
وكشاطئ يقف على قدميه ليحتضن الأشرعة ويقذف أمواجا هائلة من البشائر المسافرة إلى مدن الغد التي تصل الأرض بالسماء والكفاح باثمارات الرجاء.
وكنهر قريب من شرايين القلوب عاش قرير العنين مشتعل الذهن رضي الوجه والنفس حافلا بالذكريات الذهبية والإجابات الصعبة كمنذور لجبهات الجهاد الأكبر والاستماتة من أجل رسوخ قيم الإخاء والمحبة ويبدو كناج وحيد من عطش مميت لترجمة القيم والمبادئ وقد شب وطنيا ثائرا ومناضلا مسلحا بأرقى صفات البذل والفداء ليروي الأفئدة وكل الحقول من غيث النجاة والخلاص من أول حرف كتبه في ملحمة التنوير وأول إشراقة أوقدها في مشعل الإيقاظ وأول خطاب تجلت فيه موهبته وهو يوقد لهب الثورة المعطاء.
علم الأجيال دروس الصحوة الوطنية ومعنى العزة بالله وبالثورة ومعنى الثوة بالوحدة والحرية والعزة بالنفس والذاتية الوطنية ومعنى الحفاظ على كرامة شعب الإيمان والحكمة وكل المكسبات الشعبية وكيف نمضي قدما لا تتوقف أبدا قافلة الحركة الثورية العاقلة والمسيرة الوطنية الحكيمة مهما كانت التحديات ولن تتحجر مائدة الخير الممتدة في كل الأرجاء.
ليزهو الزمن الثوري الوحدوي بعطاء الإنسان ونضال الوطنيين الأحرار.
تحضنها اضلاع الديمقراطي الواحد الوطن التواق لعناق الوفرة والإنتاج والفتك بأغوال الحاجة والسحت والتحرر من أسر الماعون.
فنحن معشر يمانون
لمجدنا نتوق
بنا يعود من جديد
وفوق أرضنا يكون
لتضحك السنون… والأحقاب والقرون
مهما إدلهمت الحياة بالتحديات والصعاب لم يفر من معمعة الخطوب أو يخون.
من العلامة في حي الأبهر وتوفيق إلى قمة الريادة ببث ونشر فقه الرفض والمقاومة وعلم الثورة مرورا بسنوات عصيبة من المعاناة في الحياة العامة والتعذيب في السجون الأمامية والملاحقة إلى سدرت السلطة الثورية النقية في مجلس قيادة الثورة ومجلس الرئاسة ومجلس الوزراء وعدم قطع الصلة بجبهات القتال والدفاع عن الثورة في أكثر من أربعين جبهة قتالية ساخنة.. وتواصلا بالعمل الثوري والوطني الدءوب حتى اللحظات الأخيرة والارتقاء في حالات الصفاء الذهني ومتعة الانتصارات والانتقال إلى الفردوس الأعلى بمشيئة الله سبحانه وتعالى في مرحلة عاشت فيها البلاد أخطر التحديات على مقربة من الذكريات الخالدة لملحمة السبعين يوما وفي تجسيد شعار الجمهورية أو الموت, وفي فاتحة هذا الشهر الذي يحتضن بإذن الله يوم الانتصار العظيم لخيار الممارسة الديمقراطية وانتخاب مرشح الوفاق الوطني المشير عبدربه منصور هادي رئيسا جديدا للجمهورية اليمنية.
كان مثال الجندي المقدام شجاعا يستجدي الاستشهاد.
يستوطن شرفات التضحية حتى اللحظات المشرقة بطلب حسن الختام.
على مشارف الأيام المجيدة التي خاض غمارها ليسهم في صياغة ملحمة السبعين يوما.. يوم كان يسابق القادة العسكريين إلى ساحات المعارك الوطنية المقدسة على يمين الفريق حسن العمري, أو على يسار النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب وبقرب الأستاذ الجلي أحمد المروني رحمة الله عليهم جميعا متسلحا بقيم الفداء والتضحية متدرعا بجمال الطهر الوطني ونقاء الفطرة وبهاء الإنسان الثائر سباقا في اللحظات المختارة لعناق الظفر الثوري متميزا بعمامته المزهوة به.
كان الأول في الميدان ليذود عن الثورة من مكر الليل في أول صف للقادة والجند الشجعان يكتب آيات زاهية تذكرها أيام السبعين يرسم بصمات شاخصة في ملحمة النصر الأبدي ليظل نداها الباقي في ذاكرة الشعب وعمق التاريخ الوطني تذكرها الأجيال القادمة على مر الأزمان لم تضعفه آلام الجرح الدامي يوغل في الصبر العملاق ويسموا

قد يعجبك ايضا