تأملات.. المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية إضافة نوعية 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

 

محمد العريقي

 جميل جدا أن يخصص الإنسان جزءا من عمره في سبيل البحث عن المعرفة والأجمل والأروع أن يسخر الشخص جزءا كبيرا من إمكانياته المادية وجهده ووقته في سبيل فتح المجال للآخرين الوصول إلى منابع الثقافة والمعرفة التي تبصر وتنور العقل في اختيار أفضل الطرق والأساليب لحل المشاكل ومواجهة التحديات والإلمام بمعطيات الواقع والتعامل بكفاءة وجدارة مع المستقبل.

 إحدى حالات هذا الانفراد المتميز برز مؤخرا في المشروع الذي أنجزه الدبلوماسي القدير الدكتور عبدالقوي الغفاري والمتمثل بإنشاء المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية الذي دشن يوم الخميس الماضي وافتتحه معالي الدكتور أبو بكر القربي بحضور عدد من الوزراء وأعضاء من مجلسي النواب والشورى وعدد من مدراء مراكز الأبحاث والدراسات ودبلوماسيين عرب ومهتمين من مختلف المجالات وكان حضورا نوعيا مثيرا للانتباه .

 وقد بدت ملامح التقدير والاحترام للدكتور الغفاري في كل وجوه الحضور عندما وجدوا أن مكان المركز هو جزء من سكن الغفاري نفسه وكبر كثيرا في نظرهم عندما خاطبهم :مرحبا بكم إلى هذه الغرفة الضيقة غرفة الاجتماعات التي هي جزء من البيت الذي أسكنه وكما نقول في لهجتنا اليمنية (السعة في القلوب ).

 الدكتور علي الغفاري عمل في مجال الدبلوماسية اليمنية لوقت طويل وهو الآن على أعتاب التقاعد .. لكنه رفض أن يقضي بقية حياته كالآخرين في عزلة عن النشاط الذهني بل اختار أفضل مجال وهو خدمة عقول الشباب والمثقفين وكل المهتمين ولأنه من المؤمنين بالتفكير العلمي القائم على المعلومة والدراسة والتحليل والاستنباط الذي يجعل المرء يقف على حقيقة الأوضاع بعقلانية ويقدم على اتخاذ القرار المناسب فلذلك وجد أن إنشاء مراكز البحث هو إحدى الأدوات التي تحقق هذا الهدف ومركزه أحدها ويعطي الدكتور الغفاري تفسيرا وتوضيحا لمهام المركز بقوله :

 وكما تلاحظون من خلال اسم المركز فإنه يختلف عن بقية المراكز من حيث الرسالة التي سوف يؤديها في ميدان الدبلوماسية والسياسة الدولية وفي كل الأحوال فإنه لن يكون بديلا لأحد ولكنه سيحاول أن يربط الماضي بالحاضر من خلال الخبرة التراكمية وبما يخدم الأهداف التي من أجلها سعينا لتأسيسه وقد أوضحنا أهداف المركز في أدبياته وأن من أهداف المركز الرئيسية هو خدمة الدبلوماسية والعلاقات الدولية بمفهومها الجديد وأطرها القانونية في ظل المتغيرات العربية والدولية.

ويقدم حيثيات الاهتمام بهذا الموضوع فيقول :

إن من المهام الأولى للدبلوماسية هو العمل على تسوية وحل المشاكل والخلافات التي تنشأ بين الدول بالطرق السلمية ولأن الدبلوماسية قامت أساسا من أجل روح المودة والتفاهم فإن الدول تعمل من خلال الدبلوماسية والدبلوماسيين على تحسين وتقوية مكانتها وتعزيز نفوذها تجاه الدول الأخرى من خلال المكانة الاقتصادية والبشرية والموقع الجغرافي وأن من الأهداف الرئيسية للدبلوماسية والعلاقات الدولية هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتجنب ويلات الحرب كما أن من صميم أعمال الدبلوماسي الموفد إلى دولة أخرى مراقبة مجريات الأمور والتطورات في مناحي الحياة المختلفة وعلى كافة الأصعدة ونسج أفضل العلاقات مع الدول الأخرى وخاصة الدول المجاورة بما يضمن تبادل المنافع والمصالح المشتركة .

 لهذا رأيت مواكبة المتغيرات الجديدة في الميدان الدبلوماسي والعلاقات الدولية خاصة في ظل ثورات التغيير التي تعيشها المنطقة العربية الناتجة عن المتغيرات والمتطلبات الاقتصادية والتكنولوجية والديمغرافية والحرية السياسية والاجتماعية والإعلامية نتمنى من كل قلوبنا التوفيق والنجاح لآمال وتطلعات الدكتور الغفاري في خدمة البحث العلمي .

 

 

قد يعجبك ايضا