مشاهد يومية.. هؤلاء الوكلاء!!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 

عبدالرحمن بجاش

{ قبل أيام صدر قرار بتعيين وكيل في محافظة من المحافظات بهذا القرار سيتخطى عدد الوكلاء في تلك المحافظة حاجز العشرة!!

أضحى الأمر محل تندر فما إن يقرأ أي كان خبرا عن تعيين من هذا النوع فترى الابتسامة الساخرة ترتسم على الوجوه!! وبحسب علمي أن الوكلاء في تلك المحافظة – أيضا – وبسبب عددهم الكبير والفائض عن الحاجة يتندر العالمون ببواطن الأمور وظواهرها أيضا – وما أكثرها – أنك تجد في كل فعالية أو نشاط يستدعي تواجد مسؤول من ديوان المحافظة تجد أكثر من وكيل كل يدعي أنه «المكلف من المحافظ»!! وصار الناس – أيضا – يتندرون على ذلك وصار الأمر خاصة وقد عمم على كل المحافظات تقريبا حتى ليقال إن عددهم في محافظة لحج – على سبيل المثال – (17) وكيلا صار مدعاة لأن يتبادل الناس الخبر بواسطة التليفون السيار كنكتة وقد تلقيت أكثر من رسالة بهذا المعنى!!

لماذا نصر على أن نحول معظم الناس إلى مجرد بطالة مقنعة¿ فبحسب علمي أن معظم الوكلاء – أيضا – في تلك المحافظة أنهم لا يحضرون فقط ينال كل منهم سيارة ومرافقين و«هنجمة» ويكون المحافظ قد وضع ثقته في واحد منهم ويترك الآخرين يأتون ويذهبون كما يحلو لهم!! وهم يأتون – فقط – للضرورات التي تبيح المحظورات!!

يكون السؤال ربما لأننا لا ندري السر أو لأننا لا نعلم ما يعلمون هم : هل هناك حاجة لكل هذا الكم من الوكلاء¿ إذا كنا نتحدث عن حكم محلي واسع الصلاحيات أو كاملها فيبدو أن الأوان لم يحن بعد لأنه لم يتخذ القرار بعد وحتى يأتي فيتم الاختيار بمهنية وحسب الضرورة أما أن يظل الأمر هكذا فهو عبء على الميزانية وعلى الناس وتخيلوا مواطني كل محافظة عليهم إرضاء هذا الكم الهائل وتخيل أن تكون لك قضية أو مشكلة عليك أن ترضي كم من هؤلاء¿ وتخيل كل استمارة ومعاملة كم سنفتح مساحات جديدة للتوقيع¿ وكل توقيع كم يأخذ من الوقت¿

هذ تتذكرون تلك الأهزوجة : اللبن عند البقر والبقر يشتين حشيش والحشيش بالجبال والجبال يشتين مطر والمطر عند ربنا!! نحولها إلى : التوقيع عند المدير والمدير يشتي لبن واللبن عند الوكيل والوكيل يشتي واسطة والواسطة عند… كملوا الباقي عليكم!!

في هذه البلاد نشكو البطالة ولا نجد لها حلا أو أننا لا نسعى جديا إلى القضاء عليها وفي الوقت الذي نعاني منها ترانا نحول طوابير من البشر إلى وكلاء للمحافظات الذين يتحولون إلى بطالة مقنعة وتخيل كل وكيل وهو يبحث عن عمل!!

وفي الوقت الذي نقول للشباب الذي يعاني من البطالة والتجاهل والتهكم وعدم الالتفات إلى آماله وأحلامه ولا يسعى أحد إلى الإجابة على ألف علامات الاستفهام لديه في الوقت الذي نقول لهم إننا نعاني من عدم وجود مخصصات لوظائف جديدة في نفس اللحظة ترانا نصدر قرارات بتعيين وكلاء جدد للمحافظات.

كيف يستقيم الأمر واللسان معا لأن تقنع هذا الشاب الذي ينتظر الوظيفة سنوات فلا يجدها ويجد أن فلانا فقط لأنه «أحمر عين» تعين فجأة وكيلا للمحافظة الفلانية وهو – أي الوكيل الجديد – يعلم علم اليقين أن لا فرصة له لكثرة أقرانه فيفهمها من قصيرها يستلم السيارة بسائقها والمرافقين الذين يصرفون مع السيارة وهات يا برطعة في شوارع العاصمة بحثا عن أبناء المحافظة التي عين فيها لإقناعهم أو لإعلامهم بوجوده في العاصمة وإذا كان لديهم أي مشكلات فلا داعي للتعب والذهاب إلى المحافظة فهو موجود بين ظهرانيهم لكن يكون للأمر وجهه الآخر فالآخرون الذين هم في المحافظة يدركون ماذا يعني ذلك والذي أوله قطع سيل النهر فيعودون أو يخلقون للمواطن إياه ألف مشكلة ليعود إلى محافظته كون الذي فيها أحق من الوكيل ساكن صنعاء!!

الآن رجاء أوقفوا سيل تعيينات الوكلاء ليس لأن الأمر أضحى محل تندر وسخرية بل لأن دواوين المحافظات تتكدس بالبطالة المقنعة ويزيد نقمة منú لا يحصلون على مجرد وظيفة وما أكثرهم وتخيلوا – فقط – كيف يتلقى الأولون خبر تعيين أجد الجديد!! هذا السطر من باب السخرية.

قد يعجبك ايضا