بين الشريعة.. وأهل الأهواء الوضيعة! 

عبدالجبار سعد

مقالة



عبدالجبار سعد

عبدالجبار سعد
أما الله فلا راد لحكمه ولا معقب على مشيئته وهو القاهر فوق عباده والقائل وقوله الحق ” قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ” صدق الله العظيم ..
وأما الخلق كل الخلق فلنا أن نقبل أو نرد أحكامهم وفقا لشريعة الله ولماتراه عقولنا وأفهامنا لأن حبيب الله لم يرد لنا أن نكون إمعات إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا أسأنا .. ولكن إن أحسنوا أحسنا وإن أساءوا أحسنا ..
وعندما يكون الإنسان شريفا فيمكنه أن يدعو غيره من الشرفاء لمايريد وعندما يكون نظيفا فله أن يدعو غيره من الأنقياء وعندما يكون تقيا فيمكنه أن يدعو غيره من الأتقياء وأما عندما يكون عالما فله أن يدعو غيره من العلماء والناس أجمعين ..
لكن عندما لا يكون شريفا ولا نظيفا ولا تقيا ولا نقيا ولا عالما بمعنى العلم النافع الذي يرفع صاحبه فإن أي دعوة تصدر عنه تكون مردودة وممجوجة ومثارا للنكران والسخرية.
****
ومع هذا فإننا نجد كثيرا من الناس يدعون النظافة والشرف والعلم والنصح لخلق الله وهم لا يكتفون باستباحة دماء الناس وأموالهم وأعراضهم لمقتضيات أهوائهم الوضيعة بل يقحمون الله جل وعلا ويقحمون شريعته لخدمة هذه الأهواء الرخيصة والوضيعة هكذا فعلوا في عام 94م عندما لم يكتفوا بأن يجعلوا المعركة معركة بين فريقين سياسيين كل يدعي صواب موقفه بل أحالوها إلى معركة باسم الله واستباحوا فيها كل شيء باسم الإسلام ليتحولوا إلى أثرياء وأصحاب حظوة وسلطان .. والأمر نفسه الآن فهم لا يكتفون بأن يعبروا عن رغبتهم في الاستئثار بالسلطة من دون غيرهم من الخصوم بطرق تعارف عليها الناس في صراعاتهم على السلطة بل فضلوا أن يستخدموا اسم الله تبارك في علاه وشريعته ليصدروا الفتاوى ويسمونها شرعية وهي أقرب إلى أن الشوارعية منها إلى الحكم الشرعي وكأنهم يريدون أن يستبيحوا مدن اليمن كلها بعد أن استباحوا مدن شطره الجنوبي في معركتهم الأولى.
المؤمنون مع شريعة الله يدورون معها حيث دارت وليس مع الهوى بغض النظر عن مسار الأمور .. لأن الله يقول لسيد خلق الله ” وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ”
وفي الأثر ..
” الجماعة ماوافق الحق ولو كنت وحدك ” والمؤمنون يقولون لأهل السلطان كلمة الحق لأنها أفضل الجهاد ويقولون للمنكرين أقيموا الحجة على من تنكرون عليهم بمطالب شرعية واضحة..حتى لو تداعى الناس من شرق الدنيا وغربها وتواطأوا على غير ذلك فالحق يبقى حقا وإن انتكس حينا والباطل باطلا وإن ظهر حينا .
****
كان سيدنا الامام علي يقول عن سيدنا عثمان أنه استأثر فأساء الأثرة ويقول عن الخارجين عليه ” أنهم جزعوا فأساءوا الجزع ” فكل استئثار وظلم يوجب الإنكار والنصح أما الخروج بغير ضابط شرعي فليس من الشريعة في شيء حتى لو حقق نتائج يرضاها الناس .
الحقيقة أن المواقف العقلية والشرعية نادرة فيما يدور ونحن نعتقد أنها هي التي ينبغي أن تكون حاضرة مهما كانت النتائج التي يريدها الله ولا راد لحكمه ..
الكثير من المثقفين والساسة وشيوخ القبائل والنواب والتجار بين حين وحين يسمعونا صوت ارتطامهم بالأرض لنعلم أنهم لم يعودوا جزءا من هذا النظام وهو موقف يضحك الثكالى لأن هؤلاء لم يعد معهم مايقولونه لكي يصلحوا البلاد والعباد كما لم يكن معهم قبل ذلك وإلا لشكلوا قوة ضغط للإصلاح والإنكار الشرعي وسيجدون الخيرين بجانبهم عضدا وسندا ولكن ..
إذا غضبت عليك بنو تميم ** رأيت الناس كلهمو غضابا ..
أعجب الأخبار ..
نشرت البيان الإماراتية أن هيلاري كلينتون تحذر من سرقة الثورة المصرية ولا تمانع من مشاركة الإخوان المسلمين في الحكم !!!
 
 

قد يعجبك ايضا