الرئيس و المؤتمر 

ناجي عبدالله الحرازي



ناجي عبدالله الحرازي

أعلم جيدا أن طرحي المتواضع الصريح هذا قد يثير غضب البعض لكن أيا من هؤلاء الذين قد لايعجبهم طرحي لايستطيعون إثبات أنني – والعياذ بالله من كلمة أنا – لست من جيل المؤتمر الشعبي العام  الذي تابع إنطلاق الحوار الوطني أواخر سبعينيات القرن الماضي ثم صياغة الميثاق الوطني فالإعلان عن تأسيس المؤتمر أو أنني  لم أكن حاضرا عندما عقد مؤتمره التأسيسي في عام 1982 أو أنني لم أكن – منذ ذلك التاريخ ومازلت حتى هذه اللحظة  أعتبر نفسي عضوا في المؤتمر الشعبي العام وأفخر بذلك – وإن كنت من الجناح المستقل الذي لم يعتد على الإكتفاء بهز الرأس والتطبيل والتصفيق بمناسبة وبدون مناسبة  وأنني قد تشرفت بأداء بعض المهام التنظيمية التي طلبت مني طوال العقود الثلاثة الماضية

أقول هذا وأنا أجزم – كغيري من الاف بل ملايين اليمنيين –  أن الرئيس علي عبدالله صالح هو صاحب المنجزات التاريخية العظيمة التي بدأت بمجرد توليه السلطة في الشطر الشمالي من اليمن عندما مضى قدما بمشروع الحوار الوطني وتأسيس المؤتمر الشعبي العام وتواصلت عاما بعد أخر حتى تحقيقه ورفاقه المخلصين حلم الوحدة اليمنية  يوم 22 مايو من العام 1990 وماتلاها من أنجازات ستظل محفورة في تاريخ اليمن 

وهو  بهذه المكانة التاريخية الرفيعة بات يمثل بالنسبة لليمنيين على إختلاف إنتماءاتهم التنظيمية أو الحزبية – أو على الأقل لغالبية اليمنيين إذا ما أردنا أن نكون ديمقراطيين وبالرغم مما قد يقال عن سوء الإدارة أو بعض السلبيات في عهده  – رمزا تاريخيا يحتم علينا أن نضعه في مكانة تفوق أهميه مكانة المؤتمر الشعبي العام

هذا التنظيم السياسي الذي لا بد أن تعترف قيادته التنفيذية الحالية – إذا ما أرادت أن تكون واقعية وتستوعب المرحلة  –  بأن المؤتمر الشعبي العام لم يعد هذه الأيام سوى أحد التنظيمات أو الأحزاب السياسية اليمنية التي يتوجب عليها أن تستند في شرعيتها وتواجدها على الحجة والإقناع والإنجازات الحقيقية وليس فقط على زعامة الرئيس علي عبدالله صالح  للتنظيم.

فمما لاشك فيه أن الرئيس علي عبدالله صالح الذي حمل على الدوام هموم اليمن واليمنيين يستحق من معشر المؤتمرين المخلصين الصادقين أن لا يشغلوه  بالتحديات التي يواجهها المؤتمر الشعب العام وهو يستعد لخوض معركة الحوار وما سيليها من تطورات أبرزها بالتأكيد الإنتخابات النيابية المقبلة والتحضير لمرحلة تغيير تنقل اليمن واليمنيين إلى عصر جديد يتلائم مع مقتضيات القرن الحادي والعشرين. 

 واليوم وقد طرح الرئيس علي عبدالله صالح أنه سيرعى الحوار الوطني كرئيس لكل اليمن لا كزعيم للمؤتمر الشعبي العام فقط فالأولى بمعشر المؤتمريين أن يساعدوه على ذلك وأن يخففوا أعباء وهموم المؤتمر الشعبي عن كاهله ليتسنى له الوفاء بتعهداته التي قطعها على نفسه أمام الملاء وليتسنى له الإشراف على تشكيل الحكومة الإئتلافية التي ستشرف على الإنتخابات المقبلة وعلى  تنفيذ ما تبقى من برامجه وخططه الرامية إلى رفع مستوى الإنسان اليمني و تحقيق معدلات التنمية الممكنة وفقا لإمكانيات البلاد ومواردها وقدراتها

وإذا ماتسنى  ذلك فقد يتسنى لكل القوى السياسية الخيرة في هذا البلد بما فيها المؤتمر الشعبي العام   مواصلة مسيرة البناء والتنمية والإنتقال باليمن الموحد إلى آفاق جديدة ومستقبل أفضل  قبل أن تجرنا الصراعات والخلافات والأوهام إلى ما لايحمد عقباه وقبل أن يقال أن الحكمة اليمانية غابت عن اليمنيين أو أنهم تخلوا عن حكمتهم 

 

قد يعجبك ايضا