إثبات جديد 

علي الشرجي



علي الشرجي

علي الشرجي
 
ارتضى الشعب اليمني الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية لحماية الوحدة وتأمين المستقبل.. فكيف نسمح لأصنام الأزمنة الغابرة العودة إلى المستقبل¿! لا جدوى من الديمقراطية إذا تحولت إلى وسيلة للانقلاب السلمي على الشرعية الدستورية وليس للأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني فائدة إذا جلست صامتة في قارعة السلبية لا تهتف للوطن وثوابته ولا تنطق خيرا.. تبادر وتحاور على أساس أن الاختلاف في الرأي من أجل الوطن والمواطن لا يفسد للود أية قضية.
ولو كانت الجولات المرورية والساحات العامة ومواقف السيارات بديلا لصناديق الانتخابات لتغير الرؤساء والملوك والقيادات العامة كل يوم ثلاث مرات بعد الأكل!! طبقا لوصفه.. “الفوضى الخلاقة”.
ولو كانت سلطة شارع أو شوارع فوق الشرع والقانون لسادت الفوضى وتعطلت لغة الحياة ولأنقرضت الدول والمجتمعات ومعها لن يبقى شيئا نثور ضده أو نحتج عليه أو نعتصم من أجله.
إن الأنماط الاحتجاجية التي يلعب عليها بعض القوى النافذة في الحافة الأخرى للمنظومة السياسية في بلادنا أخذت أشكالا فولكلورية تثير الضحك والرثاء تارة يفضلون الطاولة على الصندوق وأخرى يقلبون الطاولة في وجه الجميع فإذا خرج الناس إلى الشارع انقسموا للتعبير عن مواقفهم ورؤاهم حيال أزمة الأحزاب بدرجة رئيسية والتي تسللت إليها شعارات وسيناريوهات عابرة للحدود ورغم أن القاسم المشترك بين “ساحة التحرير” و”ساحة التغيير” في العاصمة صنعاء هو الخوف على المستقبل إلا أن القوى النافذة في القرار التنظيمي لبعض الأحزاب والعناصر المستعجلة الوصول إلى الكرسي الأول تتناقض مع طموح الشباب ومشروعية المطالب التي وجدت آذانا صاغية وعيونا ثاقبة وعقولا واعيا من قبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح من خلال مبادرات وإجراءات عديدة قد لا تكون المبادرة التاريخية التي أطلقها الرئيس الذي يريده أغلبية الشعب اليمني أمام المؤتمر الوطني العام هي الأخيرة كما أنها لم تكن المبادرة الأولى في ظرف أيام.. غير أنها تمثل المبادرة الأبرز والأكثر شجاعة واستيعابا لكل المطالب الحزبية والسياسية والتطلعات الشعبية لكل أبناء اليمن في الداخل والخارج حيث تجاوزت سقف المطروح وغطت كل مساحات التباين والاختلاف ما تداول منها وما يتوقع بروزها على أي طاولة حوار وطني.. وهو بذلك يقدم درسا جديدا في إفحام أصحاب المطالب التعجيزية والفتاوى المضللة كما يقدم بهذه المبادرة إثباتا جديدا على حسن النوايا وحرصه على تقريب المسافات بين “التغيير والتحرير” “الفوضى الأمن والاستقرار” للخروج بالوطن من مأزق الديمقراطية المغدور بها والعبور نحو المستقبل الأفضل واليمن الجديد الذي يستحقه الشعب العظيم.
هذا الشعب الذي يحاول البعض اختزال إرادته وإحصائه بالآلاف في بقع جغرافية محدودة حيث أصبح يقاس بمعايير غير علمية من قبل إعلام استسهل الأحداث والوقائع إلى درجة أنه يحصي عدد المعتصمين في الجولات والمحطات حسب هواه ويجيز لنفسه التحدث باسم الشعب الذي نرى أغلبيته يدلي برأيه ويعبر عن نفسه في أماكن مختلفة من ربوع اليمن.
فمن هو الشعب ومن هو صاحب الحق بالتحدث باسمه¿¿.
وكم نحتاج من المبادرات وطاولات الحوار لنتخطى أزمة الثقة بالنفس وبالآخرين وإعادة العقل إلى منطقه والأمور إلى نصابها¿!!.
أين أحزاب الحياد اللاوطني مما يجري من فتن سياسية واجتماعية يتصاعد أوارها لعن الله من أيقظها¿.
إن كل يوم يمني يمر على حساب مستقبل الشباب والأجيال تتضاعف فواتير باهظة أول من سيدفع ثمنها الأبرياء ممن لا رصيد لهم سوى في أمن واستقرار ووحدة الوطن هذا الوطن الذي لا يجوز لأحد أن يخول لنفسه أو لأسرته أو حزبه حق إلغاء الانتماء إليه بمجرد شعار أو نزوة حاقدة.
كل الشوارع لن تؤدي إلى حل للمشكلة الراهنة.. وسيكون أي حل مشكلة خارج مبادرة رئيس الجمهورية للحوار الوطني والتي يضمن تنفيذها ملايين الجماهير التي لم تخرج بعد إلى الشارع.

قد يعجبك ايضا