مشاهد يومية.. يجب ألا تعطل لغة الكلام 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 

عبدالرحمن بجاش

{ قال عبدالحكيم : هذا تعب قال حسين : لا بد من الحكمة قال حسن : ما المخرج¿ قال سعيد : أيش الحل¿ قال الدكتور : والله ما لي علم.

عند سماعي ما قاله الدكتور شعرت بجفاف الحلق فحين يغلق الأفق تصبح الحياة بلا معنى فالناس يتحولون إلى وحوش يأكل بعضهم بعضا.

سألت أنا : هل تعطلت لغة الكلام¿ وهل بدأنا – كوطن – ننحدر نحو هاوية سحيقة لا يعلم قرارها إلا خالقها¿

السؤال معني به صاحب كل ذي بصيرة ورأي إذ لا وقت للمزايدات أو ركوب الموجات أو «الصهينة» أو أن يروج كل ذي سلعة لسلعته فكثيرون يرون في ما هو قائم من أزمة وظرف فرصة لنيل المطالب التي لا تؤخذ بالتمني بل بالطلب والضغط فالفرصة قائمة بينما يفترض أن تتجه العيون والبصائر والمصالح تجاه نقطة واحدة هي الوطن فاللحظة تستدعي الانحياز للعقل وليس من الحكمة أن يظل الحكماء والعقلاء يتفرجون والبلد ينزلق كل لحظة نحو ما لا يمكن العودة بعده إلى أي عقل.

كثيرون الآن يقولون وتسمعهم «وانا مالي» انطلاقا من اصطفاف غبي «مع وضد» بينما اللحظة تستدعي أن يفكر العقلاء والحكماء إذا ما زالوا موجودين بعقولهم وليس بداعي الحاجة والوقوف مع أو ضد فمنطق مع وضد الذي يروج له البعض يلغى العقل والحكمة اللذين يقولان بأن الكل مع الوطن بعيدا عن الشخصنة «أنت مع فلان أو ضده» حيث يتحول الأمر إلى شعار وإلى لحظة يصفي منú أراد خصومه تحت طاقة أنه «ضد» ويقرب أصحابه انطلاقا من «مع»!!

الآن يجب أن يصطف العقلاء والحكماء مع الوطن ولا غيره وبما يعنيه.

الآن سأفترض – بل هو كذلك – أن الكل مع اليمن ولكن كل بطريقته واليمن ليس النظام وحده ولا المعارضة وحدها بل إن شعار «ارحل» للنظام يبدو لي ومن العدل أن يوازن مع شعار آخر «ارحلي» للمعارضة لتظل المصلحة مصلحة الشارع وعلى منú يريد أن يمتثل لهذا الشارع الذي هو صاحب المصلحة والذي عليه أن يفرز قياداته ورؤاه ليقول : أنا أطلب كذا ومن بين الطلبات : عقد اجتماعي جديد يقول لكل القديم : خلاص يكفي أما الوصول إلى هذا ليس بسد الأفق السياسي لأن الفعل السياسي حركة وحين تتوقف الحركة فالبديل دائما هو الموت.

والسياسة – أيضا – ليست بشعاراتها قرآنا منزلا ولذلك تجد الظروف الذاتية والموضوعية توحد السياسي الذكي الذي يستجيب لها بمرونته وليس بتصلبه ووقوفه عند نقطة الآن الشارع يقول بالتغيير وعليه أن يحدد كيف يرى الوصول إليه.

لا بد – إöذا – من حراك سياسي لا بد من وضع الأوراق والأخذ والعطاء أما الوقوف عند نقطة واحدة فيعني ذلك الجمود وعند التي تتحجر عندها الرؤية والرأي والبصر والبصيرة والحكمة يكون البديل مخيفا ببساطة سيلان دماء كلما أهدرت قطرة جديدة ابتعدنا عن نقاط الالتقاء التي علينا أن نبحث عنها بعيدا بعيدا حيث لا يمكن الرجوع إليها.

بوحي من أن اليمنيين كلهم ولاؤهم لليمن لا بد أن يلتقي الناس فوق أرضية صلبة «اليمن» ولن نقول بالعاطفة بل بعقل وحكمة اللحظة أما إذا كان الجميع ونحن هنا بعيدون عن الطرفين – إذا صح هذا – ونتحدث بلغة القوة الثالثة أو الصامتة التي يجب بل ومن الواجب ألا تتعطل الآن بل يتم تفعيل آلياتها وتحويلها إلى حركة تنقذ البلاد.

السؤال الآن : هل نستعيد لغة الكلام¿ أم أننا نعمل بكل ما أوتينا على تعطيلها¿

لا بد من الإجابة في لحظة الدماء فيها تسيل والشباب مطالبهم مشروعة وهم جزء كبير من أصحاب المصلحة أو هم يمثلون كل المصلحة لكن – وهذا موجه لهم – لا بد من رؤى والإجابة على سؤال أهم : كيف ينظرون إلى ما وراء الأفق¿ ما الذي بعد¿ وكيف نصل إلى الهدف بأقل الخسائر¿ وحتى لا نكون كالعميان نقول الهدف الذي هو خير اليمن ومستقبله الأفضل وعقده الاجتماعي الجديد الذي نسعى إليه عبر التغيير الذي عليهم تحديد كيفية السير به نحو التحقق مع التنبيه بأن عليهم ألا يدعوا أي لون يطغى على لونهم ويملأ الشاشة بدلا عنهم.

قد يعجبك ايضا