أرجوكم ابتعدوا عن تلاميذ المدارس 

الدكتور عبدالعزيز المقالح


الدكتور/ عبدالعزيز المقالح

د. عبدالعزيز المقالح 
  بما أن باب النصيحة أصبح مقفلا بعد وصول الاحتقانات والتوترات السياسية إلى ذروتها وانسداد آفاق الحوار بين الأطراف المتنازعة فلم يعد سوى الرجاء والرجاء المخلص والصادق الذي يتوجه إلى جميع اللاعبين في الساحة الوطنية بأن يرفعوا أيديهم عن تلاميذ المدارس وخاصة تلاميذ المرحلة الأساسية (الابتدائية والإعدادية) كونهم في جميع التشريعات والمواثيق الدولية يقعون تحت تسمية الأطفال حيث التشريعات الدولية تمنع استخدامهم كعمالة (عمال) كما تحرم تجنيدهم في الحروب وبالنتيجة زجهم في الشأن السياسي العام (الاعتصامات والتظاهرات) لذلك فعلينا أن ندع هذا الجيل الناشئ البريء في منأى عن التظاهرات السياسية والتظاهرات  المضادة وأن يبحث المتصارعون لأطروحاتهم وقودا خارج الطفولة وبعيدا عن المدارس التي تضم أطفالا وصبيانا لا يعرفون أي معنى لما يحدث في البلاد ودخولهم المعركة الدائرة في هذا الوقت لن يشكل أدنى انتصار لأي طرف كان إن لم يشكل عبئا على الجميع ويتحول إلى جريمة يدان عليها كل من يستخدم هؤلاء التلاميذ ورقة للاستقواء سواء كان هذا الطرف في المعارضة أم في الموالاة.

    التلاميذ أبرياء والزج بهم في هذا المعترك لا يشكل سوى إساءة بالغة إلى الطفولة والبراءة بل هو دليل على استقواء يعكس حالة ضعف وليس قوة وإيجاد حالة من القلق العام لدى الآباء والأمهات الذين يرسلون أبناءهم إلى المدارس ليتعلموا لا لكي يعتصموا ويتظاهروا ولا حصر للشكاوى والأحاديث التي تدور في كل بيت حول هذا الشأن من أكثر من أب وأم ومن عدد من مدراء المدارس ومديراتها ليس في صنعاء فحسب وإنما خارج صنعاء أيضا وكلها تشير إلى أن عناصر من جميع الأطراف التي تتحرك في الشارع تسعى إلى إخراج التلاميذ إلى الساحة للتظاهر وبلغ الضغط على بعض المدرسين والمدرسات مداه لتشجيع التلاميذ الأطفال على الخروج ومزاحمة الكبار وما قد يحدث عن ذلك التزاحم من دهس غير متوقع قد يودي بعشرات الأطفال أو يعرضهم للجرح أو للإعاقة في حمى التدافع أو المواجهات العنيفة بين الأطراف المتصارعة.

    إن وقف الزج بتلاميذ المدارس في مثل هذه المنازعات بات مطلبا أخلاقيا ووطنيا والاقتراب من هذا المحظور يعد خروجا على القانون والدستور الذي يجعل حق التظاهر والتعبير عن الرأي للراشدين ولمن بلغوا السن القانوني الذي يخول لهم حق الانتخابات التشريعية ومن الذين لهم وجهة نظر محددة وواضحة تجاه الأوضاع السياسية والاجتماعية والتلاميذ الأطفال وغيرهم ممن هم تحت السن القانوني لا يحق لهم بل لا يجوز لهم المشاركة في المظاهرات والاعتصامات وموضوع مثل هذا لابد أن يكون محل إجماع شعبي وإجماع من المسئولين عن التظاهر في الموالاة والمعارضة على السواء ولابد أن تبقى لدى الجميع رغم ما وصلت إليه الحال من تصلب واحتقانات مساحة ولو طفيفة للالتزام بما يصح وما لا يصح وتحديد ملامح ما هو حلال وما هو حرام.

    يضاف إلى هذا الرجاء رجاء آخر سبق أن طرحته الصحافة الحزبية والرسمية ونادى به العلماء وهو عن ضرورة الفصل بين المتظاهرين والمعتصمين وهو مطلب وطني لا يقل عن سابقه أهمية تجنبا للاحتكاكات التي أدت في الأسابيع الماضية إلى صدامات وضحايا يعز على كل مواطن أن يفقدوا حياتهم ويخسرهم الوطن في مجال التعبير عن الرأي سلميا وما يؤسفني ويؤسف كل مواطن في هذا البلد العزيز أن صورتنا لدى كثير من أشقائنا كانت أكثر نقاء وصفاء في الأداء السياسي والاختلاف في الرأي مما هي عليه الآن فقد بدأت الصورة تسوء وتأخذ هذا الطابع الاستفزازي المتصلب وكأننا نسينا ما تعلمناه منذ قيام الوحدة عن احترام الرأي والرأي الآخر والالتزام بمنطق الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية ولا يخرج عن دائرة مصلحة الوطن أرضا وإنسانا شبابا وشيوخا رجالا ونساء وأطفالا وتلاميذ. ينبغي أن تكون حاضرة في الأذهان وحاضرة مع كل اختلاف مهما اشتدت حدته وتعالى سقف مطالبه وقد أوضحت الصورة الراهنة خروقات شوهت الواقع كان من بينها ما سبقت الإشارة إليه بمرارة وهو محاولة الاستقواء بالأطفال والتلاميذ وهو ما يخالف إيقاع الضمير الإنساني قبل مخالفته للدستور والقانون.

    

        

الأستاذة أحلام القبيلي في (قبيليات):

      في المقدمة القصيرة التي صدرت بها الأستاذة أحلام القبيلي كتابها البديع إشارة موجزة تؤكد على أن ما تضمه صفحاته الـ (390) ليست سوى همسات صادرة من نبع الوجدان ومن وحي الواقع. وأعترف أنني كنت سعيدا بقراءة الكتاب شغوفا بالأسلوب الجميل الذي امتازت به الكاتبة وهو أسلوب يجمع بين الكتابة الصحفية والسرد القصصي ويتناول أهم القضايا الاجتماعية والوطنية والعربية. وكثيرة هي المقا

قد يعجبك ايضا