متلازمة القات والسلاح ( 1 – 2 )

خالد الصعفاني


 - لو سألوني عن سبب "البلاوي" التي يعيش فيها اليمني  دون غيره لقلت بسرعة الصوت " علاقي القات" .. "حيازة السلاح " .. ومهما كان هناك من عوامل أخرى أو مسببات تالية فإن محور
خالد الصعفاني –

لو سألوني عن سبب “البلاوي” التي يعيش فيها اليمني دون غيره لقلت بسرعة الصوت ” علاقي القات” .. “حيازة السلاح ” .. ومهما كان هناك من عوامل أخرى أو مسببات تالية فإن محور

القات – السلاح هو جوهر الارتكاس الكائن ومحور الانتكاس الحاصل وخذوا عني التأكيد أن هذا على المستويين الشخصي و الجمعي .. ولنبدأ من أول سطر في محاصرة هذه المتلازمة ..
كان القات زراعة محدودة لعقود ما بعد الثورة كما يروي لنا الكبار وكان ” عودي ” القات عاملا مساعدا على إنجاز العمل وبين ساعتي المقيل بعد ” الغداء ” وبين الخروج لصلاة العصر ثم

انجاز العمل في الحقل أو المحل أو البيت هناك فكرة معقولة فالتخزينة من جهة تريح اليمني بعد عناء نصف النهار الأول ومن جهة أخرى كان عاملا لمساعدة “الشاقي” و “الرعوي” وهما بطلا

اليمن السعيد بامتياز ..
كان القات مجالا لربط الناس في القرية أو المدينة بعضهم ببعض في المناسبات وكان مدعاة للقاء والنقاش والفصل في أحداث وقضايا اجتماعية وقبلية فعزز بذلك حضوره كعادة نفعها أكثر من

ضرها وخيرها اشمل من شرها على الفرد والمجموعة .. أما اليوم حتى وهو يوفر للكثيرين اللقاء والاجتماع على شيء او لا شيء يشكل مصدرا لإهدار الوقت وصرف الانتباه على ما لا يفيد

غالبا وبرر للكثير من القيادات العليا والإشرافية والوسطى أو حتى الدنيا مناقشة أمور العمل واتخاذ القرارات في “المقيل ” كما أصبح في كثير من الأوقات نقطة جذب للوافدين الجدد من

الجنسين ومن مختلف الأعمار ..
وكان في الماضي قات بذوق وطقس حيث تأتي التخزينة بعد غداء محترم وقبل عمل مسائي محترم أما اليوم فهو يلحق وجبة أي كلام لاسيما مع الظروف الاقتصادية لأغلب المجتمع .. وكان

القات أبعد ما يمكن عن السموم الكثيرة التي ترش عليه اليوم لمضاعفة إنتاجه فكان يحمل اقل الأضرار الصحية أما اليوم فهناك عشرات الضحايا يموتون لأجله دون أن نعلم ودون أن نكترث ..
اليوم القات وسيلة تفقير وتقتير للأسر اليمنية في كثير الحالات وأصبح حاجة توفيرها في قائمة الإنفاق اليومي قبل الأكل المناسب والترفيه المطلوب والعلاج بالوقاية أو المعالجة .. على

المستوى الجمعي القات يبرر للكثير اليوم الابتزاز وقبول الرشوة وإنتاج الفساد , البعض يجعل القات أولا والأسرة ثانيا والبعض الآخر يؤمن أن القات حاجة ضرورية لا مفر من توفيرها

وتناولها حتى يكون اليوم يوما ..
وكم كانت خيبتي كبيرة في شابات وشباب طرحوا قضية تخزين القات كحل ومخرج وخيار أفضل وهم يربطونه بتناول المخدرات أو المسكرات أو غيرها من الخبائث , أولئك الشباب قالوا

على الهواء في برنامج بقناة اليمن اليوم ” الإدمان على القات أفضل من الإدمان على غيره مما يدمن عليه آخرون في مجتمعات أخرى “.. كنت أتمنى ألا يربطوا مصير شاب أو شابة بالقات

بمصير أحدهما مع ما هو أكثر منه جرما وتحريما وسوءا ..
ومع منافع القات العديدة اقتصاديا إلا أن ضره أكثر من نفعه وسنظل نحلم بحكومة ودولة ومجتمع يساعد بعضه على التخلص من هذا الداء الصحي والوبال الاجتماعي والعادة السيئة المسيئة

وهي الموبقات التي لن يراها بوضوح شاشات ال ” ال س يدي ” إلا من ينظر بعقل ويتمحص بحكمة ويحكم بحياد وايجابية ومسئولية , أما النظر إلى القات من باب “الفهنة” وبوابة العائد المالي

لجزء في المجتمع و”منور” فائدة المجبر و”اللمة” وإقناع النفس بأن القات خير من موبقات غيره كثيرة فهو تفكير ناقص وتناول سطحي لا يقل في شأنه عن أضرار شرب المعلبات المتنوعة مع

القات تعزيزا لمطلب الكيف الذي أزرى بنا بين الأمم وكأنه لم يكن ينقصنا لاكتمال حلقة التخلف والتدهور الجمعي إلا الإدمان على القات متشاركين بذلك واحدة من أسوأ عادات الحياة الاجتماعية

مع بلدان شرق إفريقيا وبس..!

khalidjet@gmail.com

قد يعجبك ايضا