المرأة والإبداع الإلكتروني



أعداد/ ليلى إلهان
شهد العالم خلال السنوات الماضية ثورة معلوماتية كبيرة,كان لها أثرها الواضح والعميق على حياة ومجتمعات البشرية في هذا العصر الذي صار يعرف بالعصر الرقمي وبانجازاته المذهلة في عالم الاتصالات والمعلوماتية ..
ان الشبكة العنكبوتية»الانترنت» التي أتت بها ثورة الاتصالات والمعلوماتية إلى حياتنا قد استطاعت ان تتغلغل في مفاصل الحياة المعاصرة وصار لها حضورها الفاعل والمؤثر في مختلف مجالات حياة الإنسان .
ولم تستثن ثورة الاتصالات الثقافة والأدب عن انجازاتها,حيث انعكس ذلك على الإبداع والثقافة والفكر,الذي خرج من قمقم المحلية إلى الفضاء الكوني ,واختراق كل الحدود والحواجز والموانع ,وتحطم كل اللاءات التي كانت تكبله من الانطلاق نحو الأفق الإنساني الرحب .
ان الشبكة العنكبوتية قد استطاعت أن تمنح المبدع والأديب مالم يكن يحلم به في الماضي القريب, حيث حملت إبداعه إلى أفق أرحب,والى جمهور أوسع ,والى فضاء حر لاتقف أمامه الأنظمة وأجهزتها الرقابية ,كما انعكس عصر الانترنت وتقنياته على مستوى الإنتاج الإبداعي لكل مبدع وأديب,وصار له_ أي المبدع _ حضوره المميز وتغريده المنفرد في عوالم هذا الفضاء الالكتروني المذهل .
حيث نجد ان الأديب والمبدع العربي قد استطاع ان يلج هذا العالم الافتراضي ,وان يستغل ثورة التكنولوجيا الحديثة وذلك في إيصال إبداعه وإنتاجه الأدبي بطرق جديدة وحديثة ,مستخدما في ذلك مختلف انجازات التقنية الحديثة في الصورة والحركة واللون والإبهار والإدهاش,وان يحيل نصه الإبداعي من نص يسكن الورق إلى نص نابض بالتفاعل والتفاعلية مع المتلقي في أنحاء المعمورة ترافقه انجازات تقنية ثورة المعلوماتية التي اكسبته العديد ومن طرق عرض نصوصه بصورة مخالفة لماضيه القريب .
حيث صار هناك الكتاب الالكتروني الذي يقدم النص من خلال وسائط مصاحبة ومتعددة,حيث يتضمن الكتابة والصورة والحركة واللون.
وهذه الثورة في الاتصالات كان لها أكبر الأثر على مسيرة الأدب في هذا العقد الذي نعيشه وعلى التواصل بين الأدباء دون قيود ,أوحواجز .كما انها نقلت إبداعاتهم وأعمالهم من المحلية إلى فضاء العالمية , وصار لكل مبدع عربي حضوره وموقعه في الشبكة العنكبوتية ,التي تزايد حضور الأدباء فيها وبالطبع منهم الكثير من الأدباء والمبدعين اليمنيين الذين صار لهم مواقعهم ومنتدياتهم وصفحاتهم الالكترونية, ومشاركتهم الواسعة في عالم النت والإبداع والعطاء الثقافي المتزايد حضوره في هذه الشبكة العنكبوتية .
وبالطبع كان للمبدعة اليمنية حضورها الواضح في هذه الشبكة العنكبوتية
وصارت تتعامل مع هذه التقنية الحديثة بصورة ايجابية ومثمرة , مستغلة تقنية ثورة المعلومات في الخروج من دائرتها الضيقة إلى الفضاء الكوني الرحب ,دون خوف أو وجل . وإيصال كتاباتها إلى جمهور جديد ومتنوع ,وان تتاح لها الفرصة في التواصل مع الأدباء في الوطن العربي وان تشارك بفاعلية من خلال إبداعها في جميع المواقع والمنتديات الالكترونية , وان تتلقى الردود التفاعلية مع كل نصوصها المعروضة على الشبكة العنكبوتية , بما يساعدها على الاستفادة من كل الملاحظات في الارتقاء بتجربتها الإبداعية .
وكامرأة يمنية لها اهتمامها بالشأن الإبداعي والأدبي وخاصة في مجال الشعر , فلقد وجدت في الانترنت مايحقق رغبتي وطموحي في التواصل مع الآخرين في المجالات الثقافية , ونشر كتاباتي خارج الدائرة المحلية , وذلك دون جهد أو عراقيل إلى جانب معرفة الصدى لكتاباتي ومدى تفاعل المتلقي معها بصورة بعيدة عن المجاملة والتشجيع المبالغ فيه.
لقد استطعت خلال أكثر من ثلاثة أعوام ان أنـشر كتاباتي على نطاق واسع وان أستفيد من تطوير تجربتي الشعرية وان ألقى الصدى الطيب لكل ما انشره على صفحتي الالكترونية في الانترنت وهو ما لم أجده في الكتابة والنشر الورقي .
ان الانترنت اتاح لي الحرية الكاملة والمطلقة في التعبير عن آرائي بكل حرية وان أخوض النقاش بكل جرأة في المسائل الثقافية الشائكة والهامة وبندية مع الآخرين ,ففي الانترنت تغيب رقابة الجهات على الإبداع وعلى آراء المبدع , كما يتحرر من هاجس الخوف , ومن التفكير في تكاليف نشر إبداعه والركض الدائم خلف الجهات المختصة لنشر إبداعه الذي ظل حبيس أدراج النسيان.
ان المبدعة اليوم قد تحررت من سطوة الرقابة على إبداعها وعلى الحجر على آرائها كما صارت أكثر دراية بكيفية نشر أعمالها على نطاق واسع دون قلق من توفير المبالغ المالية المرتفعة التي تطلبها دور النشر لطباعة أعمالها التي لاتوزع إلا على نطاق ضيق وعلى جمهور لايصلون إلى العشرات .

قد يعجبك ايضا