زحف الرمال على الطرق .. حوادث وضحايا بالجملة



من جنوب مدينة الحديدة باتجاهö مديرية الدريهمي والجاح ثم منطقة الفازة ومدينة الخوخة والمخا,حتى ذباب وباب المندب لا يكاد يقطع المرء عددا من الكيلومترات حتى تقابله الكثبان الرملية التي تزحف على الخطوط الإسفلتية وتغطي بعضا من جوانبها متسبöبة بحوادث أقل ما يمكن القول عنها أنها شنيعة وخسائرها جد جسيمة.

استطلاع وتصوير / فايز البخاري
وهذا الزحف المخيف للرمال على الطرقات الإسفلتية ليس مقتصرا على منطقة بعينها,فهو قد مد ظöلاله إلى مناطق مختلفة من اليمن وبالذات المناطق الصحراوية وهي كثيرة إذ تعد معظم مساحة اليمن أراضي صحراوية فمحافظات مأرب والجوف وحضرموت وشبوة والمهرة والحديدة وأبين ولحج تعتبر بالتسمية العمومية محافظات صحراوية وهي تشكل بمساحتها حوالي ثلاثة أرباع اليمن.
إلى جانب ذلك تشمل محافظة حجة ومحافظة تعز ومحافظة البيضاء على أجزاء ليست هيöنة من الأراضي صحراوية والبعض متصحöرة بفعل الإهمال الذي تشكو منه غالبية الأراضي الزراعية في اليمن.
والتصحر كما يعرöفه البيئيون: هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية.
وهم يقولون أن كل عام يفقد العالم حوالي 691 كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر بينما حوالي ثلث أراضي الكرة الأرضية معرضة للتصحر بصفة عامة.
وفي أكثر من 100 بلد من بلاد العالم يتأثر ما يقارب البليون نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6 بلايين نسمة بعملية تصحر أراضيهم مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى المدن من أجل كسب العيش.
ويخلق التصحر جوا ملائما لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء. وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة (World Wide Fund for Nature) فقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين سنتي 1970م و1995م.
حيث تثير الرياح الأتربة في الصحاري والأراضي الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن ومناطق العالم. محليا تزحف الرمل بشكل متواصل على الطريق الإسفلتي في المسافة الواقعة بين مدينة الحوطة ومثلث العند متسبöبة بحوادث عديدة لا تقل شناعة عن تلك الحاصلة في الخط الساحلي الممتد من الحديدة حتى باب المندب,ومن باب المندب إلى تخوم محافظة عدن فضلا عن الطريق الصحراوي الذي يربط مدينة مأرب بسيئون وحضرموت والمهرة أو خط مأرب – شبوة والخط الساحلي عدن- حضرموت وخط الحديدة عبس حرض.
هذه الطرق مهددة بالزحف الصحراوي المتواصل ورغم الحوادث الحاصلة جراءها إلا أن الجهات المعنية – كما يقول مواطنون وحسب وثقت عدسة الكاميرا – لا تقوم بدورها على أتم وجه بحيث تظل تراقب هذه الخطوط وتزيل الكثبان التي تزحف عليها أولا بأول وتقول الدراسات المستخدمة أن هذه الحالات تتطلب.
حلولا أفضلها أنú يعمل حاجز نباتي على امتداد هذه الطرق تمنع زحف الرمال وتحد من مشكلة التصحر,والبدء فورا بإزالة الرمال التي قاربت على الزحف نحو هذه الخطوط ولمسافة لا تقل عن كيلومتر,بدلا من الانتظار حتى يتم الزحف على الطرق وتحصل الحوادث ومن ثم نزيل الضرر..
زحف الرمال حيث قامت سوريا بعمل خنادق على جانبي الطريق الصحراوي والسكة الحديدية.
وهذه الخنادق موازية للسكة الحديدية بعمق 1 متر واحد وقد أثبتت هذه الخنادق فاعلية قوية حيث امتلئ الخندق الأول بالرمال وخفف كثيرا من وصول الرمال إلى السكة الحديدية. أما الحل الدائم الذي ينصح به الخبراء فهو إعادة توطين النباتات الرعوية في المناطق الصحراوية ليس فقط لحماية خطوط الطرق الإسفلتية ولكن أيضا لصيانة الموارد الطبيعية للمناطق الصحراوية المتمثلة بالتربة في هذه المساحة المترامية التي تمتد من حدود السعودية إلى حدود سلطنة عمان والتي كانت في يوم مضى من جهة أخرى تشكل المساحة الرئيسية للثروة الحيوانية بسهولها الكبيرة لما تحتوي من نباتات ذات قيمة علفية عالية معمرة وحولية ولا يزال يعتبرها الكثير من الباحثين مستقبل اليمن الواعد باعتبارها تحوي أهم مصبات السيول في اليمن والأودية الخصبة والشهيرة وبقليل من الاهتمام يمكن أن تعود للواجهة وتقي اليمن من أية مجاعة أو احتياج للخارج في توفير الغذاء الضروري,بل وتصدير كميات كبيرة من الحبوب والفواكه والخضروات.

قد يعجبك ايضا