مزايا!

عبدالجليل أبو غانم

عبدالجليل أبو غانم –
صادفت بعض الإخوان الذين قابلوا الرئيس عبدربه هادي وانبأني أحدهم عن أثر اللقاء في نفسه بأنه كان يحس طوال فترة المقابلة أنه يحدث صديقا حميما ملئ وجهه البشاشة وملئ نفسه المحبة والود والتواضع والإيمان.
ولم أعجب من قول صاحبنا لأني أعرف عن بعد أن من أفضل مزايا الرئيس قدرته على الاحتفاظ بشخصيته الأصلية بمعزل عن الانفعالات والظواهر التي تحيك بالمكان من حوله. وقد نفعته قدرته على الاحتفاظ بشخصيته المتزنة الرزينة الهادئة في مواجهة أضخم أزمات واجهها إنسان فرد دون أن يفقد أعصابه ودون أن تطويه الانفعالات في دوامتها فيفقد قدرته على مواجهتها والتصرف السليم إزائها.
كما غلبت قدرته على الاحتفاظ بشخصيته الأصلية النابعة من صميم الشعب كل ما يمكن أن يحيط به من مظاهر الحكم الرشيد والمسؤولية الكبيرة فلم يبهت من نفسه إحساسه الدائم بمتاعب الحمل الثقيل والشعب ولا طمست من عينيه المشكلات الحقيقية التي طالما عاناها كفرد من أفراد هذا الشعب قبل أن يتولى قيادته.
ولا أذكر أبدا كل ما بلغه من ضخامة في نفوس الجماهير ومكانة دولية وعالمية وإعجاب. إني أحسست وأنا أنظر إليه وأرقب حركاته وملامحه وأصغي إلى كلماته وأقواله وتعبيراته بوضوح أنني أنظر إلى رجل موهوب وداعية صادق ورئيس دولة بل تغلب إحساسي بحقيقة شخصية مطمئنة وفريدة على كل ما حوله من مظاهر رسمية مقلقة مقيدة ووجدت نفسي قد أحسست بالارتياح وعدم الكلفة التي أحس بها لصديق لطيف ودود فتكون لدي انطباع كامل أنه شيء جديد وأن الحاكم الذي تشعر أن مقعده الأصلي بجوارك وأن تربعه على منصة الحكم إنما هي مسألة عرضية في حياته يقفز إليه فترة وسرعان ما يعود إلى جوارك ليصافحك بحرارة وليسر إليك في إخلاص وبساطة وصراحة بما ينوي فعله ويسألك عن نفسك ويحدثك عن نفسه وكأنه يحدث زميلا في حجرة مفتوحة أو تحت شجرة في العراء أو على قارعة الطريق وينصت إليك. والذين يعرفون الرجل يستطيعون أن يلمسوا مدى قدرته على الاحتفاظ في كل وقت بجوهره وأصالته وحقيقة معدنه وتلك لعمري هي خصائص وسمات القدوة الحسنة والمصلح الداعية وصفاته على مر العصور.
وهذه المزايا تنطبق أيضا على رئيس الحكومة وبعض وزرائه الأخيار وتجري في دماء وعروق الثوار الأحرار من شباب الثورة ورموزها وأنصارها والشهداء الأبرار كموروث جليل توارثوه من سمات وصفات من سبقهم من الرموز والطلائع والحكماء على غرار الزعيم الخالد العالم الجليل الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني وزملائه رحمهم الله وذلك هو الفوز العظيم.

قد يعجبك ايضا