‬رؤساء الجامعات‮

‬د‮ ‬عبدالله الفضلي

‬د‮/ ‬عبدالله الفضلي –
يتهيأ لقليل من أساتذة الجامعات اليمنية وأعضاء نقاباتها إننا قد وصلنا بالعملية السياسية والديمقراطية في‮ ‬بلادنا إلى أعلى المستويات من التفكير والاتزان والشفافية والكمال في‮ ‬كل شيء بالإضافة إلى تطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي‮ ‬وضبط الجودة على كل أستاذ وطالب في‮ ‬جامعاتنا وكلياتنا وأقسامنا العلمية ولم‮ ‬يبق أمامنا إلا انتخاب رؤساء الجامعات ونوابهم كمسألة حتمية ومحورية وجوهرية في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬مازلنا فيه نمارس أعمالنا وتعاملنا وإنجاز مهامنا وإلقاء محاضراتنا بالطرق التقليدية المعقدة والمتخلفة‮ ‬‭, ‬كما أننا ما زلنا نمارس مهامنا وندرس المناهج التقليدية التي‮ ‬عفا عليها الزمن وتقادمت مع السنين ودخلت في‮ ‬ذمة التاريخ ومازالت المناهج والمقررات الدراسية المفروضة على الطلبة دون تطوير أو تحديث أو تعديل فأيهما أولى في‮ ‬الوقت الحالي‮ ‬انتخاب رؤساء الجامعات أم تطوير المناهج وتحسين الأداء الأكاديمي‮ ‬فلا أحد حتى الآن قد قام بتطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي‮ ‬وضبط الجودة لا من جهة الجامعات ولا من جهة وزارة التعليم العالي‮ ‬والبحث العلمي‮ ‬أو من جانب الكليات والأقسام العلمية‮ .‬
إن الجامعات في‮ ‬نظر العلماء عبارة عن شبكة متكاملة من المكتبات والمعامل والورش وقاعات البحث ولم تعد الجامعات كما كانت في‮ ‬الماضي‮ ‬عبارة عن أستاذ وكتاب وطالب وتلقين للمعلومات‮ .‬
هذا من ناحية‮ ‬‭, ‬ومن ناحية أخرى هل بلغنا في‮ ‬اليمن مرتبة عالية في‮ ‬النظام السياسي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬مبلغا‮ ‬يمكن اعتباره نظاما‮ ‬مثاليا‮ ‬يحتذى به من قبل الآخرين‮ .‬
إننا ما زلنا نعاني‮ ‬من نظام سياسي‮ ‬مضطرب وغير مستقر وغير آمن ومازلنا في‮ ‬مرحلة انتقالية صعبة لم‮ ‬يتحدد فيها بعد شكل الدولة أو نظام الحكم‮ ‬‭, ‬هل هو نظام سياسي‮ ‬أم نظام برلماني‮ ‬أو أنه‮ ‬يجمع بين النظامين‮ ‬‭, ‬كما أننا لا زلنا نحاول الوصول إلى الحوار الوطني‮ ‬بين كافة شركاء العمل السياسي‮ ‬للوصول إلى صيغ‮ ‬وطنية توافقية مقبولة تفضي‮ ‬إلى إيجاد وإنجاز دستور وطني‮ ‬دائم‮ ‬يلبي‮ ‬طموحات الشعب اليمني‮ ‬وتحدد فيه مسارات الحكم في‮ ‬المستقبل وبما‮ ‬يتماشى مع التطورات العالمية في‮ ‬نظام الحكم الرشيد والشفافية ودولة النظام والقانون لا دولة الارتجال والعشوائية والتهريج واحتكار السلطة والثروة في‮ ‬أيدي‮ ‬بعض المتسلطين‮ .‬
وحينما‮ ‬يصبح عندنا نظام سياسي‮ ‬مثالي‮ ‬آمن ومستقر ففي‮ ‬هذه الحالة‮ ‬يمكن التفكير بانتخاب رؤساء الجامعات ونوابهم بعد أن نكون قد أرسينا قواعد ديمقراطية راسخة في‮ ‬كيفية التبادل السلمي‮ ‬للسلطة ومن ثم الاتجاه إلى انتخاب رؤساء الجامعات ونوابهم و في‮ ‬هذه المرحلة السياسية الحالية‮ ‬غير المستقرة التي‮ ‬تمر بها بلادنا‮ ‬يمكن أن نبدأ التجربة بانتخاب عمداء الكليات ورؤساء الأقسام العلمية كبداية تجريبية بحيث لو نجحت هذه التجربة وترسخت مبادئها‮ ‬يمكن تطبيقها على رؤساء الجامعات في‮ ‬وقت لاحق أي‮ ‬أنه‮ ‬ينبغي‮ ‬علينا أن نتدرج في‮ ‬الانتخابات ابتداء‮ ‬من الأقسام العلمية والعمادات حتى ننتقل إلى انتخابات رؤساء الجامعات ونوابهم في‮ ‬ظل الأمن والاستقرار والطمأنينة‮ .‬
إن فكرة انتخاب رؤساء الجامعات ونوابهم في‮ ‬بلادنا لازالت تتسم بعدم النضج السياسي‮ ‬والوعي‮ ‬الثقافي‮ ‬ومازالت الأهواء والاستقطابات الحزبية والمناطقية والفئوية تسيطر على كل العقول والأفكار وما‮ ‬يزال الإيمان باتخاذ مثل هذا القرار‮ ‬يواجه الكثير من الصعوبات والمشكلات خاصة‮ ‬ونحن نعلم أننا مازلنا أسرى لماض‮ ‬بغيض‮ ‬وطائفي‮ ‬وسلطوي‮ &#8

قد يعجبك ايضا