إمبراطورية الشـر تترنح!!

عباس غالب.
صحيح أن النظام السعودي أنفق خلال عدوانه على اليمن طيلة الأشهر السبعة المنصرمة جانباً كبيراً من مدخراته المالية التي تراكمت خلال الطفرة النفطية في شراء الذمم والضمائر الميتة واستقدام العملاء والمرتزقة من كل حدب وصوب، فضلاً عن شراء المؤسسات الدولية والحقوقية  في واحدة من جرائم العصر غير المسبوقة لإبادة الشعب اليمني تارة بالنار وأخرى بالحصـار.
كـل ذلـك صحيـح وأكثر من ذلك، لكن الصحيح أيضاً أن سياسة الإغـراء التي يعتمدها النظام السعودي في تمويل الحرب على اليمن باتت تفقد فاعليتها مع مرور الوقت وتحديداً بعد ارتفاع فاتورة كلفة هذا العدوان، حيث تشير الأرقام إلى أن المملكة ستفقد كامل مدخراتها خلال أقل من خمسة أعـوام من الآن.
وبطبيعة الحال فإن الأمر لا يقتصر على مملكة الرمال وإنما يشمل الدول الخليجية النفطية الضالعة في المؤامرة على اليمن وغيرها من الدول العربية، حيث بدأت اقتصادات هذه (الكانتونات) تفقد بريقها سواءً كان ذلك جراء ارتفاع فاتورة كلفة العدوان أو في الانخفاض الحاد في أسعار النفط، الأمر الذي دعاها منفردة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات ذات الصلة بترشيد الإنفاق وخفض موازناتها العامة وإيقاف تنفيذ المشروعات الإنمائية والخدمية قيد التنفيذ والبدء التدريجي في رفع الدعم وتحرير أسعار المشتقات النفطية كما جرى مؤخراً في كل من السعودية والكويت والبقية على الطريق.
ومن الطبيعي أن تنسحب حالة التقشف التي ستعتمدها دول العدوان على فقدان بريق الأموال المخصصة لشراء ذمم الأنظمة السياسية المتحالفة مع هذا التحالف الشيطاني، فضلاً عن كلفة استقدام فرق الموت من كل حـدب وصوب.
وفي المحصلة فإن هذه السياسة لن تكون كافية في قادم الأيام لإشباع رغبات الذين انساقوا وراء المال الخليجي للمشاركة في الجرائم البشعة ضد الشعب اليمني، إذ سيتنصل الواحدتلو الآخر من قائمة دول التحالف، خاصة وأن ثمة مؤشرات على ذلك وليس أولها تباين المواقف مع المملكة كما هي الحالة المصرية التي بدأت تتقاطع مع هذا التحالف على خلفية مشاركة(الإخوان)، وذهاب قطر إلى إيران وظهور اختلاف الإمارات مع ا لمملكة لأسباب مشابهة.
ويمكن قياس ذلك أيضاً على بدء تململ بعض المواقف الأوروبية والأمريكية وتحديداً موقف فرنسا الذي يعبر بين الفينة والأخرى عن ضيقه من استمرار الحرب دون بروز مؤشرات لحسمها رغم تصريحات العسـيري.
وثمة أصوات غربية أوروبية أخرى ىبدأت تخـرج عن صمتها، ليس حباً في اليمنيين ولكن لأن  امبراطورية الشر بدأت تترنح حقاً!!
انتهى..

قد يعجبك ايضا