إلى متى سيبقى الوطن في حالة فراغ سياسي ؟

لا يصح، بل لا يجوز أن يترك الوطن في حالة فراغ سياسي لما لذلك من ارتداد عكسي على الوطن والشعب على حدٍ سواء، بل إن بقاء اليمن بلا رئيس للدولة ورئيس للحكومة يخدم العدو ويبرر أفعاله الإجرامية واستمراره في غيه والقتل والتدمير أقلّه في الساحة الدولية وتعلله بحجة الشرعية المزعومة لذلك الخائن شادي أو فادي ( هادي ) أيا كان اسمه فلم يعد هاني أو هادي سوى مجرم حرب وخائن أثيم لن يفلت من العقاب، ولا بد أن تناله عدالة السماء إن عجزت أو قصرت عدالة الأرض .
* وسائل الإعلام المختلفة في بلادنا كانت قد تناقلت بين لحظة وأخرى منذ بدء العدوان أخباراً عن حركة اتصال وتواصل بين الأحزاب الوطنية في الداخل بغية تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة ، واستبشرنا خيرا ، وانتظرنا بفارغ الصبر ـ ولا زلنا ننتظر ـ ولادة تلك الحكومة، غير أنه على ما يبدو قد تعسرت تلك الولادة ، وطبيعي أن تتعسر فنحن في الشهر الثامن ولا زال أمامنا شهر حتى تكون الولادة طبيعية ، وما يهم الشعب اليمني هو أن تتم الولادة ويكون المولود ابناً حلالاً لا مشوهاً ولا خائناً ولا عميلاً ، وأن تكون الحكومة ذات كفاءة وقادرة على النهوض بمسؤوليتها بما يخدم الوطن ويحافظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته وتحقق في الوقت نفسه مصالح الأمة اليمنية التي مسها الضر في كل شيء ، وبما يخفف من أعباء الناس ومعاناتهم التي تضاعفت بشكل كبير بسبب العدوان والحرب الظالمة .
*على نفس السياق تنامى إلى مسامعي أن هناك إحساساً بالذنب وشعوراً بالندم ينتاب بعض الأحزاب الوطنية لعدم تشكيل الحكومة منذ وقت مبكر وخاصة بعد اندلاع العدوان ، وهذا الإحساس والشعور بالخطأ ظاهرة صحية، بل إن هناك من يدعو لجلد الذات بين النخبة السياسية لذلك التمطي والتململ في تشكيل الحكومة ، وجلد الذات تعبير لفظي بديل عن محاسبة الذات والمكاشفة والاعتراف بالأخطاء وجوانب التقصير التي ارتكبت ، وشخصيا لا أحبذ هذا التعبير البديل.
* أخيرا أقول إن الشعور بالندم كفاية وليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر فيه ، واعتقد أن الشعب اليمني الذي أذهل العالم بشجاعته الفريدة وصبره وصموده وتحديه لأبشع تحالف وأحقر عدو وأقذر حرب عرفها التأريخ رغم فاقته وقلة حيلته لا شك أنه يستحق كل التبجيل والتعظيم لا بالأقوال والخطب العصماء ولكن بالأفعال والعمل الدؤوب ليل نهار بما يرفع الظلم عنه وبما يخدم مصالحه ويرفع من مستوى معيشته ، وبما يوفر له متطلبات الحياة الأساسية من كهرباء وماء وغاز ومشتقات نفطية وأمن واستقرار ..حفظ الله اليمن جيشه وشعبه .

قد يعجبك ايضا