البطالة.. سلاح للانحراف والتطرف

تقرير / محمد الجبري
يشهد الوطن العربي وبلدان العالمي الثالث عموماً أزمة بطالة معقدة خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي تلت الربيع العربي جراء الصراعات والأزمات التي أغلقت الأبواب أمام إمكانية الوصول إلى الاحتياجات والضروريات الأساسية للحياة في تلك البلدان مما زاد من حدة البطالة التي جعلت من إيجاد لقمة العيش هدفاً رئيسياً خصوصاً بعد أزمة اللاجئين المستمرة في التدفق نحو الدول الأوروبية للبحث عن ملاذٍ أمن وهذه الأحداث أدت إلى توسع رقعة البطالة بين الشباب في ظل سعيهم المستمر لإيجاد فرص عمل إلا أن المؤشرات تؤكد أن مساعيهم تلك لم تثمر في الحصول عليها رغم استمرار البعض منهم في تحصيلهم العلمي وهو ما يفضي في النهاية إلى أن البطالة أصبحت آفة تأكل تلك الشريحة الفتية التي ترتكز عليها المجتمعات مع إغفال المعنيين بمكافحة البطالة نتائج عدم ارتباط هذه الفئة بأعمال تكف أيديهم عن الحاجة سوف يكون له أبعاد سلبية على مستوى المجتمع وعلى مستوى العالم ووجد الإرهاب ضالته في هذه الشريحة كتربة خصبة لنموه ساعد على انتشاره بصورة سريعة مسجلاً أرقاما كبيرة وانتشار الجماعات والمنظمات الإرهابية والمجتمع العربي وخصوصاً الدول التي شهدت ما يسمى بثورات الربيع العربي كما هو الحال في مصر وليبيا واليمن وسوريا .
وفي هذا السياق أكدت منظمة العمل الدولية أن معدلات البطالة في العالم لا تزال مرتفعة رغم تحسين مستوى التعليم بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة .
وتسعى طبقة العمال على المستوى العالم عبر منظماتها وجمعياتها المختلفة والجهود الذاتية نحو تحسين دخلها ودخل المنتمين إليها من خلال زيادة ساعات العمل وفتح توفير فرص عمل لهم غير غائب عنهم أنهم في مكان يجعلهم مسؤولين عن إيجاد حماية لمنتسبيها في حالة وقوع حوادث تمنعهم من الاستمرار في وظائفهم وبالمقابل الاستمرار في تحصيل التعليم الذي يتواكب مع متطلبات سوق العمل إلا أن تقارير دولية لمنظمات عالمية تشير أن تلك الاتجاهات التي كان يسلكها العمال سابقاً أصبحت أكثر بطئاً عندما وجد الشباب العاملون في مختلف القطاعات فجوة أمامهم بين الآمال العلمية التي يسعون للحصول عليها وبين الفرص المتاحة فعلياً لهم في الأسواق وهو ما انذر بانعكاس سلبي على النمو الاقتصادي والتنمية والدخل على جميع الأصعدة والمستويات الفرد منها والقومي .
ويشير تقرير بعنوان ” مؤشرات سوق العمل ” أن 64 دولة فقط على مستوى العالم سجلت بياناتها حول سعيها لتحسين المستوى التعليمي لعمالها خلال الـ 15 سنة الماضية ويكشف هذا التقرير أن كلاً من كندا وروسيا ولوكسمبورغ من أكثر الدول الساعية لإنجاح هذا التوجه .
وأفاد التقرير الصادر عن منظمة العمل الدولية أن هذا التوجه كون إحباطا بين العمال الذين حرصوا على إكمال تعليمهم ثم لم يستطيعوا الحصول على فرص مناسبة توائم تحصيلهم العلمي خصوصاً في الدول المتوسطة الدخل .
وتعزي المنظمة في تقرير على تلك الفجوة الحاصلة بين توجه العمال والفرص المتاحة على لسان مسؤولة الإحصاء بالمنظمة روزينا غامارانو بأن هناك ارتفاعاً في نسبة الشباب غير المنضمين إلى برامج تحسين التعليمي والمهارات والكفاءات المهنية في الدول ذات الاقتصاد المرتفع منها ايطاليا واسبانيا واليونان وايرلندا وقبرص .

قد يعجبك ايضا