التمثيل بالجثث .. سلوك وحشي يتنافى مع الدين والقوانين

لقاءات/ أسماء حيدر البزاز

التنكيل بالجثث وذبحهم بتلك الطريقة المروعة والوحشية البالغة كما حدث مؤخراً في عدن من قتل وسحل مواطن والتمثيل بجثته وما حدث قبلها في تعز وغيرها من المجازر يعد انتهاكا صارخا بحق الإنسانية والنسيج الاجتماعي وانتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية، حيث استنكرت مختلف المنظمات الحقوقية والدولية لهذه الجريمة الشنعاء ودعت إلى معاقبة مرتكبيها، حتى لا ينحدر الأمر إلى كارثة دموية وفوضى عارمة تستنزف كرامة الإنسان وتولد مزيداً من العداء والاحقاد والكراهية والتعصبات الايديولوجية.. الاستطلاع التالي يفند هذه القضية :
البداية يفيدنا أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز الدكتور محمود البكاري: قبل الحديث عن قضية التمثيل بالجثث وأثر ذلك على النسيج الاجتماعي نسأل أنفسنا: ما الذي ومن الذي دفعنا لكي يكون بيننا هذا العداء وللأسف الشديد من أبناء جلدتنا ما الذي حدث بالضبط هل فقد اليمنيون عقولهم ورشدهم، ما الذي حدث ويحدث بالضبط هل السلطة أصبحت مغرية إلى هذا الحد في اليمن وهو من أفقر بلدان العالم أنا لا أعتقد أن هناك ما يدعو لأن تصل الأمور إلى هذا الحد من الوحشية والاجرام بحق الوطن كل الأمور الخلافية يمكن معالجتها سلمياً دون الوصول إلى هذا الحد من القتال والاحتراب ولا بد من التأكيد بأن كل هذه الأعمال مدانة ومحرمة ومجرمة ولا يمكن قبولها وتبريرها.
وحشية بالغة
الدكتور ناصر العرجلي – مستشار محافظة عمران ورئيس حزب اليمن الحر يقول: ندين ذلك وكما هو غريب على شعبنا اليمني وأخلاقه وقيمه لكنه ليس غريباً على من جرج كل جيوش العالم من أعداء الأمة وأكبر مرتكبي جرائم الحرب بسوريا وفلسطين والعراق وغيرها أن تصدر منهم مثل هذه السلوكيات وكما يقال الطيور على أشكالها تقع وشعبنا لن يقبل بالدخلاء ونقصد بالدخلاء ليس فقط الغرباء والأجانب وإنما دخلاء العادات والقيم والأخلاق وسيلفظهم شعبنا إلى مزبلة التاريخ ولا مكان للخبثاء العيش إلا مع الخبثاء وكما كانت الأيام السابقة شاهدة على ذلك فقادم الأيام ستبرهن ذلك أكثر وأن بدأ للبعض بعض الانتصارات الوهمية المصنوعة من إعلام لم يعد ينطلي على أحد .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث بالأرض.
وأَضاف: إن الممارسات الوحشية البشعة التي اقدمت عليها عناصر تابعة للعدوان في تعز وعدن في حق مواطنين .. موضحاً بأن هذه المشاهد المروعة التي بثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تختصر الأهداف والغايات التي يسعى لتنفيذها العدوان على أرض اليمن وفي أوساط اليمنيين من خلال نشر الفوضى وتوسيع عوامل الشقاق والعداوات بين أبناء الوطن الواحد وتأجيج الصراعات الداخلية وضرب السلم الأهلي والسكينة العامة .. محذراً من مغبة الانجرار وراء هذه المخططات القذرة التي تستهدف الوطن ووحدته والنسيج الاجتماعي لأبنائه.
ودعا كافة أبناء الوطن إلى تناسي الخلافات والسمو فوق الجراحات والتباينات والعمل على تعزيز اللحمة الداخلية من أجل التصدي للغزاة والحفاظ على اليمن وأمنه ومقدراته ومكتسباته الوطنية.
جريمة بشعة
ويرى التربوي مرشد الجماعي أن ما يحدث في يمن الإيمان والحكمة من جرائم يهتز لها عرش الرحمن ويندى لها جبين الإنسانية يقترفونها في حق أحد كما فعل هؤلاء إلى الحد الذي ظهر بعض القادة .
وأضاف بالقول: اتقوا الله نحن مسلمون ومن يذبحونهم كما تسلخ البهائم ويحرقون أحياء ويجردون من ملابسهم هم كذلك ولم يقر الإسلام ذلك، فالإسلام دين الرحمة حتى أنه حثنا على الرفق بالحيوانات وحد شفرة الذباحة وعدم إشهار السكين على الذبيحة عند ذبحها فمن أين جاءت هذه القسوة والوحشية ومن أي تشريع.
وضع كارثي
فيما تساءل الدكتور محمد الشدادي بالقول: إلى متى سيظل هذا الوضع .. وإلى متى سيستمر هذا الحال ونزيف الدم؟! أحوال الناس ومصالح توقفت .. وصاروا في أسوأ ظروفهم .. ومعيشتهم أصبحت مأساوية العزيز وغيره صاروا يعانون .. يا هؤلاء اليمن يتألم ويشتكي وطنيتكم ضمائركم وعنادكم .. نعم وطنيتكم الضائعة .. وهنا أتساءل عن دور المثقفين والكتاب والنخبة حيث البلد ينزف .. وهم اما يتسابقون على تحريض بعضهم .. وإما يشيدون بطرف على طرف أو الاكتفاء بتنديد قرارات هادي الكارثية ولشخصيته المربة خطأ أًصلاً.
إن الوطنية شعلة متوهجة في الضمير وإرادة فداء لا تضعف .. إذا ما تعرضت حدود الوطن وأمنه ومصالحه للخطر.
إن الوطنية هي القدرة على الإبداع في كل الأوقات والتضحية حين تستدعي الحاجة بالنفس والروح.
(توكفيل) ما هي هذه المشاعر يا ترى؟!
هكذا سألت وأنا اقرأ كتابه العظيم .. الديمقراطية في أمريكا .. الذي ما زال الكتاب المقدس للأمريكان رغم أنه كاتب فرنسي .. هل آن الأوان لقيادات اليمن جميعاً أن يترفعوا ويسموا فوق خلافاتهم نصرة لوطنهم ونسيجه الاجتماعي.
يجب عليهم أن يكونوا كذلك لأن الجرح عميق .. والدم ينزف وحاجات الناس ومصالحهم فقدوها.
وليس عيباً عندما يقفون على مسافة واحدة مع مواطنيهم ويحسسونهم أنهم بجانبهم ويتألمون على الحال الذي وصل بهم .. بل بالعكس سيكونون محل تقدير وحب وإعجاب الجميع.
تذكروا درس الزبيري في الوطنية .. وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه بالخلد نفسي.
وكما يلقننا ويعلمنا الأستاذ المقالح وطن النهار ومعبد الزمني .. أنا عائد لأراك يا وطني .. وعلى ترابك الروح هائمة .. لانخش ليس هنا سوى اليمن.
مؤامرة
من جهته يلخص الدكتور أحمد حميد الدين – جامعة صنعاء – فداحة هذه المجازر بالقول: لقد دخلت المؤامرة في أمتنا من خلال دعم حكام لا يؤمنون بالنظام حكمونا بأهوائهم واهدروا إمكانياتنا وثرواتنا وأشاعوا الفوضى وأضعفوا القانون وانحرفوا بالولاءات لهم بدلاً أن تكون للوطن .. ولسان حالهم .. (أنا القانون) فوصلنا إلى ما نحن فيه.

قد يعجبك ايضا