خطورة استهداف المنظمات الإنسانية في اليمن

عبدالرحمن علي الزبيب

فوجئنا يوم الثلاثاء الماضي الموافق 1/ ديسمبر /2015م بخبر اختطاف منسقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن الأستاذة نوران حواس أثناء توجهها إلى مقر عملها في مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء والمشهود لها من جميع من تعامل معها بالمثابرة والنزاهة والصدق وأيضاً حبها لليمن.
هذا الخبر الصادم يجعلنا ندق ناقوس الخطر حول خطورة استهداف المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن والتي تقوم بتنفيذ أعمال الإغاثة الإنسانية التي يتعطش الشعب اليمني لتلك الإغاثة لتلملم الاحتياجات الإنسانية وتوقف تدهور الوضع الإنساني في اليمن .
جاء استهداف مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء في ظل تزايد الاحتياج للإغاثة الإنسانية والمطالبة بالتزام الجميع بالالتزامات الإنسانية وفقاً للقانون الدولي الإنساني والتي تعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي المنظمة الراعية للقانون الدولي الإنساني والمفوضة بذلك من المجتمع الدولي وفقاً لنص المادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف الأربع الذي يعتبر جوهر القانون الدولي الإنساني.
ولكن للأسف الشديد تم اختطاف نوران حواس ابنة تونس الخضراء في عمل إجرامي بشع يستوجب من الجميع إدانة واستنكار ذلك العمل وسرعة بذل الجهود للإفراج عنها بأسرع وقت ممكن دون شروط ودون قيود .
لا توجد شروط ولا قيود للإفراج عن امرأة تعمل من أجل إغاثة اليمن وتعمل من أجل أنسنة الأوضاع في اليمن .
قد يتحجج البعض بقلة الوعي للمجتمع ولكنها حجة باطلة لا يوجد مبرر لاختطاف امرأة تعمل من أجل لملمة جراح وطني الحبيب اليمن السعيد لا يوجد مبرر لإيذاء إنسان يعمل من أجل تطبيب جراح وطني الحبيب اليمن السعيد اليمن.
لا يوجد مبرر سوى التوحش والفوضى .
إن اختطاف مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء يشبه من يختطف طبيباً عند إجرائه لعملية جراحية لإنقاذ مريض من الموت .
من المفترض إخراج المنظمات الإنسانية والعاملين فيها من دوائر الاستهداف من أي طرف ومن أي شخص لأن المتضرر الوحيد هو وطني الحبيب اليمن السعيد وأبناؤه الطيبون .
وبمناقشة ما حصل من جريمة بشعة في اختطاف مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء نتساءل بكل صراحة تساؤلات هامة ؟؟؟؟
من المستفيد من استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين فيها في اليمن ؟
من هي الجهة التي قامت بذلك العمل اللإنساني؟
من المسؤول على الحفاظ على الأمن وحماية المنظمات الإنسانية ؟
ما هي الإجراءات المطلوب اتخاذها لوقف استهداف المنظمات الإنسانية في اليمن ؟
ما هي الأضرار الناتجة من استهداف المنظمات الإنسانية في اليمن ؟
وللإجابة على تلك التساؤلات سأطرح كل تلك التساؤلات في محاور إجابات موجزة كالتالي:
للإجابة على هذه التساؤلات نجد أنه لا يوجد أحد مستفيد من استهداف المنظمات الإنسانية في اليمن فالجميع متضرر .
وعلى الجميع في وطني اليمن أن يتساءل ويبحث عن الإجابة، من هي الجهة التي قامت بذلك العمل الإجرامي، مع العلم أنه لا توجد جريمة كاملة أو خيوط أو أدلة يستوجب متابعتها لإيقاف تلك الظاهرة البشعة في استهداف المنظمات الإنسانية يجب أن يعرف الجميع من المسؤول عن تلك الجرائم .
دور الأجهزة الأمنية
من يسيطر على الأجهزة الأمنية هو المسؤول عن الحفاظ على الأمن وحماية المنظمات الإنسانية من أي اعتداء وهذا لا يعني أن المواطن اليمني غير مسؤول فجميع أفراد الشعب اليمني مسؤولين لأن الضرر من الانفلات اليمني سيطال الجميع دون استثناء .
ولكن؟ المسؤولية في المقام الأول على الأجهزة الأمنية وبقية أفراد الشعب هم رديف وعنصر مساعد للأجهزة الأمنية حيث يستوجب على الأجهزة الأمنية أن تقوم بعملها على أكمل وجه وباحترافية ومهنية عالية وباستقلال كامل عن جميع الأطراف لأن الأمن هو أمن الجميع أمن الوطن.
في وقائع استهداف المنظمات الإنسانية وآخرها اختطاف مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء يستوجب تشكيل لجان تحقيق مهنية ومستقلة عن الأطراف السياسية لتحديد أوجه القصور في عمل الأجهزة الأمنية وردم تلك الفجوات وبما يعيد الأمن والاستقرار للوطن .
إجراءات لا بد منها
استهداف المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن بالرغم من خطورتها الكبيرة إلا انه بالإمكان معالجتها عن طريق إجراءات ممنهجة ومدروسة لتجفيف أسبابها ومن تلك الإجراءات :
1- أهمية التوافق الوطني بين جميع الأطراف الفاعلة في اليمن بحيادية واستقلال المنظمات الإنسانية من أي تجاذبات وصراعات سياسية أو حزبية باعتبار المنظمات الإنسانية منظمات مستقلة تقوم بعملها للإنسان دون أي تمييز والجميع مستفيد من خدماتها بلا تمييز وفي نفس الوقت متضرر من إيقاف تلك الخدمات .
2- إعادة النظر في الإجراءات الأمنية للمنظمات الإنسانية بما لا يخل من استقلالها وحياديتها وبما يعزز من توفير المناخ الأمن لها للعمل دون أي مخاوف أو تهديدات وبما يطور ويرفع مستوى عملها .
3- تشكيل لجان تحقيق قضائية مستقلة في جرائم استهداف المنظمات الإنسانية باعتبارها تستهدف الأمن الوطني وإعلان مستجدات تلك اللجان أولاً بأول وبشكل مستقل وحيادي ودون أي انحياز لأي طرف سوى طرف واحد اسمه الوطن.
4- إحالة مرتكبي جرائم استهداف المنظمات الإنسانية في اليمن للتحقيقات القضائية والمحاكمة القضائية العادلة وبما يؤدي إلى تعزيز الأمان المجتمعي وتحقيق الردع العام والخاص .
5- تقديم الاعتذار والتسهيلات للمنظمات الإنسانية التي تم استهدافها وتقديم الضمانات اللازمة لعدم تكرارها لكي لا توقف أعمالها الإنسانية الهامة في اليمن .
6- القيام بعملية مناصرة قوية وفاعلة لعمل المنظمات الإنسانية وإزالة أي شبهات أو تشويهات مقصودة أو غير مقصودة وتوضيح الهدف الإنساني الرائع والنقي للعمل الإنساني في اليمن.
عواقب وتداعيات
نتيجة استمرار استهداف المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن له أضرار كبيرة وفي مقدمتها توقف المنظمات الإنسانية العاملة في المجال الإنساني عن الاستمرار في العمل الإنساني بالإضافة إلى إحجام المنظمات والعاملين في المنظمات الإنسانية من العمل الإنساني في اليمن لخطورة الوضع الأمني ونتيجة كل ذلك ستتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن وتتدهور .
وفي الأخير:
آمل وأرجو أن يتم الإفراج عن الأستاذة نوران حواس مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن دون شروط ودون قيود وفي أسرع وقت ممكن لتعود إلى عملها الإنساني الرائع ولتكن هذه الحادثة البشعة هي ناقوس الخطر الذي يستوجب إعادة النظر في كامل المنظومة الأمنية لحماية المنظمات الإنسانية والعاملين فيها في اليمن وبما لا يخل من استقلالها وحياديتها .
وهذا يستوجب على الجميع مناقشة أضرار وخطورة تلك الوقائع بكل شفافية ووضوح وصراحة لكي يتم الاهتمام بمعالجة تلك الظاهرة الإجرامية البشعة المتمثلة في استهداف المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن .

قد يعجبك ايضا