الجهاد عزّ الإسلام

إيناس شرف الدين

* أصل الدفاع وما يجب الدفاع عنه بشكل عامّ فإنّ الجميع يعلم أنّ الجهاد هو أحد فروع الدين وضروريّاته، فهذا الأمر هو من المسلّمات التي لا تتطلّب بحثاً. لكنّ المهمّ هو أنّ القرآن الكريم نفسه قد أشار إلى بعض الحِكَم من وراء تشريع الجهاد، حيث بالرجوع إلى هذه الحِكَم يمكننا الوقوف على الغاية من تشريع الجهاد أساساً من ناحية، والتعرّف على حدوده ولوازمه من ناحية اُخرى.
هناك أصل لا يملك أيّ إنسان سليم الفطرة إنكاره وهو أصل «الدفاع»؛ يقول هذا الأصل: إذا هجم علينا العدوّ فلا يصحّ أن نجلس مكتوفي الأيدي ونستسلم لمن يريد إبادتنا. فما من فطرة تقبل بذلك. فإذا فُتح باب البحث مع اُولئك المنادين بحقوق الإنسان والمخالفين لأحكام الجهاد في الإسلام والقائلين: «ما دام الإسلام يقرّ بأحكام الجهاد فهو دين عنف!»، إذا فُتح باب البحث معهم فمن المستحسن الشروع بالبحث من هذه النقطة وهي أنّه ما من إنسان سليم الفطرة يمكنه تحريم الدفاع والقول: لا ينبغي الدفاع عن النفس. لكنّ السؤال المطروح هنا هو: عن أيّ شيء يتعيّن الدفاع؟ فهل الدفاع مقتصر على الدفاع عن النفس إذا تعرّضت للخطر، أم يتعيّن الدفاع عن العرض، والولد، وسائر المتعلّقات أيضاً؟ وإذا ارتفعنا إلى مستوى المجتمع فما هي الاُمور التي ينبغي للشعب الدفاع عنها؟
المتعارف –من الناحية العمليّة- لدى جميع سكّان المعمورة هو الدفاع عن الماء والتراب. ففي كلّ ثقافة يوجد أبطال تفتخر بهم شعوبهم وهم في العادة اُولئك الذين دافعوا ببسالة عن مياه شعوبهم وأراضيهم. إذن بالإضافة إلى الدفاع عن النفس، فإنّ الدفاع عن الماء والتراب هو أيضاً محطّ قبول العقلاء. كما أنّ معظم الأقوام بل لعلّ جميعهم يقولون بوجوب الدفاع عن العرض أيضاً وإنْ بلغ حدّ الحرب والقتل، بل إنّ المقصّر في هذا الجانب سيُصنَّف في عداد المنحطّين والمتخاذلين، وهو مُدان وفقاً لثقافة ومنطق عقلاء العالم. بالطبع، كما قد أشرت مسبقا، فقد يدّعي البعض في مجال البيان والبنان غير ذلك؛ لكنّهم جميعاً يقبلون بذلك من الناحية العمليّة.

قد يعجبك ايضا