قائد الثورة يدعو الى التصدي للعدوان ودعم الخيارات الاستراتيجية

الثورة نت /

دعا قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي كل الشرفاء والأحرار في اليمن إلى مواصلة التحرك الجاد والمسئول في التصدي للغزاة والمعتدين ودعم الخيارات الاستراتيجية حتى يتحقق للشعب اليمني نيل الحرية والاستقلال وعدم تضييع الوقت في الرهان على أحد.

وقال السيد عبد الملك الحوثي اليوم في كلمته الموجهه للجماهير المحتفلة بذكرى المولد النبوي الشريف ” أبارك لكم ولكافة الأمة الإسلامية حلول هذه الذكرى العزيزة والمناسبة المجيدة ذكرى خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام ” .. معتبرا المولد النبوي الشريف يشكل نافذة للضوء وأفقا للخلاص ونورا يبعث على الأمل .

وتطرق السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الذي نقل عبر الشاشات إلى واقع الأمة وما تعانيه من مشاكل تتمثل في الاختلال الرهيب في الوعي والقيم وغياب المشروع الحقيقي للأمة وحلول بدائل عنه وهي مشاريع الأعداء التي تتحرك بشكل كبير داخل الأمة لاستهدافها .

ولفت إلى أن الواقع المأساوي الذي تعيشه الامة هو نتيجة انحراف الكثير من المحسوبين عليها وانضمامهم لصفوف الاعداء .. مشيرا إلى أن الشعب اليمني العظيم رغم كل ما يعانيه من العدوان من النظام السعودي وعملائه فهو متمسك بقيمه الاسلامية.

كما دعا السيد عبدالملك الحوثي شعوب الأمة كافة إلى اليقظة والتحرك الجاد والمسؤول تجاه المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الجميع بلا استثناء من خلال ادوات العملية وأياديها الاجرامية المتمثلة ببعض الحكومات وفي مقدمتها النظام السعودي وبالجماعات التكفيرية التي تتحرك ضمن مشروع هدام وتدميري بهدف تفكيك كل مكونات الامة والوصول بها الى الانهيار التام والخضوع المطلق لأمريكا وإسرائيل وتشويه الاسلام والرسول والقرآن في المنطقة وفي اوروبا وفي سائر العالم .

وحيا صمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان ( الجاهلي ) السعودي الأمريكي الإسرائيلي الذي يواصل معركته بكل عز بكل ثبات بكل صمود .. معبراً عن تقديره للرصيد القيمي والأخلاقي والمبدئي الذي ظهر عليه اليمنيون خلال يوميات العدوان، مع استعانتهم بالله والتوكل عليه.

وأثنى على عزم وثبات الأجيال الصاعدة التي تملك من الشجاعة والفتوة ما يبعث على الأمل ويبشر بالانتصار .. منبها إلى خطورة الإصغاء للأراجيف الإعلامية.

فيما يلي نص الخطاب :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين واشهد ان سيدانا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين وتمام عدت المرسلين ، ارسله الله رحمة للعالمين وحجة على الظالمين بشر ونذير وداعي الى الله بإذنه وسراج منير فبلغ رسالات الله وجهاد في سبيل الله صابر محتسب حتى اتاه اليقين ، اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارضى اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار وعن سائر عبادك الصالحين .

أيها الاخوة والأخوات شعبنا اليمني المسلم العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونبارك لكم ولكافة الأمة الاسلامية حلول هذا الذكرى العزيزة والمناسبة المجيدة، مناسبة ذكرى مولد خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين .

ونحن وشعبنا اليمني العزيز يحتفل بهذه المناسبة العزيزة والذكرى الخالدة المجيدة إنما هو احتفاء بنعمة الله سبحانه وتعالى وتقديرا لفضل الله سبحانه وتعالى وشكرا لله على ما منً به على البشرية جمعاء وعلى المسلمين حينما بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ، وهكذا يتجه شعبنا اليمني العظيم على نحو متميز تميز عن سائر الشعوب بمدى احتفائه واحتفاله وابتهاجه وتفاعله مع هذه الذكرى ومع هذه المناسبة العزيزة من واقع محبته العظيمة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى اله، من واقع انتمائه الأصيل لقيم ومبادئ الإسلام العظيمة والعزيزة.

إن شعبنا اليمني الذي هو يمن الانصار يمن الأوس والخزرج الذين آووا ونصروا وحملوا راية الاسلام عالية وكانوا سباقين إلى الايمان والنصرة، الذين تبوءوا الدار والإيمان هذا هو الشعب اليمني الذي يحذو حذو اسلافه أولئك بالتمسك بالإسلام وبقيمه وبمحبة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وبالاهتداء به وبالاحتفاء به وبالتوقير له وبالتعظيم له وبالتقديس له صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله، وبالرغم مما يعانيه شعبنا اليمني في هذه المرحلة من أحداث جسام وهو يواجه هذا العدوان المتجبر الغشوم الظالم الذي تكالبت فيه قوى الشر العالمية والإقليمية والمحلية وفي طليعتها أمريكا وإسرائيل ومن الإقليم من الوطن العربي نفسه النظام السعودي المجرم العميل الخائن لأمته ولدينه وعلى مستوى البلد المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان وباعوا شعبهم وباعوا وطنهم وباعوا كرامتهم وباعوا حتى إنسانيتهم.

شعبنا اليمني وهو يعاني من هذه المحنة الكبيرة والعظيمة وهو يستهدف بدون أي حق بدون ان يقترف ذنب يبرر لأولئك المعتدين ما يفعلونه به وما يرتكبونه بحقه من أبشع الجرائم وأفضع الاعتداءات يستهدفون الحياة ويستهدفون الارض يعملون على إذلال وتركيع هذا الشعب الحر العزيز المسلم .

ومن حلوه المنطقة بكلها تعيش الأحداث الجسام وتعيش واقع استثنائي مليء بالفتن مليء بالحروب مليء بالأزمات نتيجة الاستهداف الكبير لهذه المنطقة ولشعوبها بأجمعها الاستهداف لهذه الأمة جمعاء بهويتها الاسلامية في أخلاقها وفي قيمها واستهداف لها ايضا كأمة بغية تفكيكها وبعثرتها وتمزيقها والسيطرة التامة لها والإخضاع لها والإذلال لها والاستعباد لها وبغية الاستغلال لها انسان وارض وخيرات وثروة.

هذا الوقع المساوي الذي تعيشه الأمة هذا الواقع المظلم الذي وصلت إليه الأمة نتيجة انحراف الكثير من المحسوبين عليها من الأنظمة ومن القوى السياسية ومن داخل الشعوب أيضا انضمام الكثير إلى صف الأعداء خيانة وعمالة وتآمر وكيد ومكر بهذه الامة وبأبنائها وبهويتها وبوجودها الحضاري بكله هذه المرحلة المظلمة وهذا الواقع المظلم والمساوي وهذه الأحداث الجسام التي ألمت بهذه المنطقة وبشعوبها هي إنما تدفعنا وتدفع كل المستنيرين كل الذين يحسون بالمسؤولية تجاه هذا الواقع كل الأخيار وكل الأحرار وكل الشرفاء الذين يتطلعون إلى إخراج هذه الأمة من هذا المأزق الكارثي الذي تعيشه في كل الشعوب وفي كل المنطقة، انما نرى جميعا في هذه المناسبة العزيزة إنما نرى فيها نافذة للضوء إنما نرى فيها أفق للخلاص إنما نرى فيها نور يبعث على الأمل وينير الدرب ويفسح المجال ويضيء الطريق للجميع أين هو الحل وأين هو المخرج وأين حقيقة المشكلة وأين حقيقة الحل لهذه المشكلة .

اليوم من خلال هذا الواقع نتطلع الى هذه الذكرى لنرى فيها كل الدروس وكل العبر التي نحتاج اليها نحتاج اليها نور وبصيرة ووعي ومشروع عملي يقود أمتنا الى الخلاص يقود أمتنا الى الفرج يقود امتنا الى التغيير من الواقع السيئ الى الواقع المنشود الذي يمثل الخير ويمثل العز لهذه الامة.

نتطلع الى رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى اله من خلال هذه الذكرى وهو الحاضر دوما ، نحن لا نستذكر غائب غاب عن وجداننا أو غاب عن مشروعنا أو عن واقعنا أو عن اهتمامنا أو عن إيماننا لأن رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله هو رسول الله الذي نؤمن به هادي وقائد معلم في صلاتنا في كل يوم وفي كل ليلة نقف بين يدي الله سبحانه وتعالي فنشهد له بالوحدانية وبالربوبية ونشهد لعبده ونبيه محمد بالرسالة في موقعه رسول قائد مربي أسوة قدوة نور نقتدي به ونهتدي به ونتأسى به ونسير على دربه فهو الحاضر دائما في وجداننا حب مع قداسة عظيمة في موقعه العظيم رسول من عند الله وفي كماله الانساني العظيم الذي تعشقه كل نفس سليمة في فطرتها.

الرسول الحاضر دوما في إيماننا وفي وعينا وفي صلاتنا وفي هدينا الذي نعود إليه هدى من عند الله سبحانه وتعالى وفي مبادئنا وقيمنا، الرسول نستحضره اليوم في هذه المناسبة أمل لخلاص البشرية كل البشرية من كل ما تعانيه نتيجة هيمنة وطغيان قوى الاستكبار والطاغوت التي ملأت العالم كله بشرها وفسادها وإجرامها وطغيانها وسوءها وقبحها .

نتطلع إلى الرسول صلوات الله عليه وعلى اله في حركته بالرسالة، نتطلع إليه بما أحدثه من تغيير عظيم بمشروعه الإلهي العظيم في واقع العالم آنذاك ابتداء من المنطقة العربية ذلكم المشروع العظيم الذي كان به خلاص البشرية فالرسول صلوات الله عليه وعلى آله وهو خاتم النبيين وتمام عدت المرسلين يحمل كل إرث الأنبياء وفي حركته وفي ذاته هو فيما حمله من قيم وأخلاق قدم للبشرية في مرحلتها الأخيرة قدم لها كل خلاصة الماضي فيما أودعه الله سبحانه وتعالي لأنبيائه ورسله وللبشرية في جميع مراحل التاريخ من هدى ونور وقيم وأخلاق وتعاليم يترتب عليها سمو البشرية وكرامتها وعزتها وسعادتها وتضمن الحلول لكل مشاكلها وتضمن لها المسير في الاتجاه الصحيح في الصراط المستقيم نحو الله ونحو ما يرضي الله وفي استخلافها على الأرض بما يأمر هذه الحياة وبالعدل وبالحق ولسعادة الدنيا ولسعادة الاخرة أيضا .

الرسول صلوات الله عليه وعلى آله بعثه الله والعالم آنذاك في واقع مظلم في جاهليته الأولى التي تتشابه إلى حد كبير مع جاهلية اليوم، تلك الجاهلية التي كان عليها الواقع على مستوى المنطقة العربية وعلى مستوى بقية العالم بات مفرغ من القيم الانسانية والأخلاقية باتت حالة الضلال والتيه التي يعيشها الانسان في شتى أرجاء المعمورة آنذاك هي المسيطرة بات الانسان يفتقر كل الافتقار إلى ما يحقق انسانيته كإنسان إلى ما يستنقذه من حالة التيه والإنحطاط والضياع التي يعيشها في واقع الحياة، بات مفتقر ومتعطش إلى القيم الفطرية التي بها كرامته كانسان وتميزه كإنسان وسعادته كإنسان في هذا الوجود .

ولذلك كان الواقع العربي أولا كما قال الله سبحانه وتعالى ” وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ “، ذلك الضلال المبين يتمثل فيما كان عليه العرب من الاعتماد على الخرافة وعلى الجهل وعلى الشرك وعلى الكفر وعلى الوثنية وعلى التوحش، مظاهر ذلك الضلال كانت في أن الواقع الذي كان يعيشه العرب كله واقع ضياع لا كيان يجمعهم لا هدف لا مشروع لا رسالة لا قضية سواء أمة متفرقة متبعثرة متناحرة لا لها أي مشروع مهم في هذه الحياة تعيش في واقعها العداء الشديد والنهب والسلب والتخلف والجهل بكل أشكاله.

ولذلك كانوا يستندون إلى الخرافة عقيدة وأي ضلال للإنسان حينما يجعل من الخرافة عقيدة، فعبدوا الاصنام وأشركوا بها مع الله سبحانه وتعالى وجعلوا من الأحجار التي كانوا هم يقومون بنحتها أو بشرائها أو ببيعها جعلوا منها آلهة مع الله سبحانه وتعالى، اعتقدوا فيها النفع واعتقدوا فيها الضر وتعبدوا لها وتوجها إليها كشريكة أشركوها مع الله سبحانه وتعالى ، كذلك كانوا في واقعهم العام بعيدين عن الواقع الانساني على مستوى فضيع من التوحش لدرجة أن البعض منهم لم يكن أبدا ليتحاشى من أن يقوم بقتل أبنه إذا ولد له مولود وهو يعيش ظروف صعبة أو فقر فيقتل إبنه خشية الاملاق أما على أبنه أو من واقعه الذي يعيشه كظرف اقتصادي صعب كما قال الله سبحانه وتعالى وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ” كذلك قال لهم ” وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) .

وهكذا كان العربي الذي ينظر الى واقع الحياة من حوله نظرة سخيفة تعتمد الخرافة ونظرة زائفة لا تستند الى الحقيقة ولا الى الوعي كان متخبط في واقع الحياة ، بهذه النظرة يتعاطى مع كل ما حوله ، ينظر إلى المرأة نظرة احتقار بالغة، ينظر لها إلى أنها مجرد سوءة وعار فكان أحدهم كما حكى القرآن الكريم، وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ “.

يقتل ابنته وهي طفلة وهي في منتهى الصغر في مقام يستجلب من الانسان ويكسب من الانسان عاطفته ومحبته ، وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ، يأكل الميتة، يتناحر الجميع على أتفه الأسباب وأبسط المسال فيقتتلون عشرات السنين ليس لهم هدف في الحياة ولا مشروع في الحياة كل واقعهم عبارة عن ضياع بكل ما تعنيه الكلمة، أما الواقع من حولهم فهناك امبراطوريات قائمة ولكنها متوحشة لا روح لها ولا قيم ولا أخلاق كل اهتمامات الناس منصبة إلى أن يأكل بعضهم بعض وأن يقتل بعضهم بعض وان ينهب بعضهم بعض وان يضطهد القوي الضعيف وهكذا كان ، لكن عندما أتى الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى الله برسالة الله الخاتمة بمبادئها العظيمة غير كل هذا الواقع وابتداء بالواقع العربي نفسه، ذلك العربي الجاهل البدوي المتخلف الذي يركع ويسجد للحجر التي نحتها أو اشترها والذي يقتل ابنته ويئدها وهي طفلة والذي لا يعيش الرحمة في وجدانه ولا كيانه والذي يحمل الخرافة تجاه واقعه والواقع من حوله بعيد عن الحقيقة والذي ليس له هدف ولا مشروع في هذه الحياة بفعل الاسلام وبفعل مبادئ الاسلام وبفعل نور الاسلام وبفعل حركة نبي الاسلام تحول إلى عربي آخر ، إلى عربي راقي مؤمن موحد لله سبحانه وتعالى يحمل القيم ويترفع عن سفاسف الأمور يحمل رسالة الخير وإرادة الخير ويتحرك لإقامة الحق والعدل ، الأمة المبعثرة المتفرقة المتناحرة المقتتلة المتهالكة على عقال بعير او على قليل من الغنم أو على قليل من الأرض أو أي اعتبارات أخرى، تحولت إلى أمة موحدة تجتمع كلمتها على أشرف رسالة على أعظم مبدأ على أشرف قيم على أذكى أخلاق وتحركت بعد صراع مرير وبعد جهود كبيرة من خلالها تغير هذا الواقع لم يكن بالشيء السهل ولا بالشيء البسيط الذي تمكن به الرسول صلوات الله عليه وعلى آله من تغيير هذا الواقع تحرك يبلغ رسالات منذر ومبشر وهادي وصابر على الناس ومحتسب في ذلك بكاتب الله سبحانه وتعالي بآيات الله البينات حتى غير هذه النظرة هذه الروحية هذا التفكير السطحي والساذج الذي كان يحكم الانسان آنذاك فكانت حركة النبي صلوات الله وعلى آله متجهة إلى هذا الانسان الجاهل الغبي المتخلف لتغيير فكرة لتغيير نظرته الساذجة لتزكية نفسه لتزكية روحه لتعديل وتقويم سلوكه بالأخذ بيده نحو معارج الكمال الانساني، فلذلك قال الله سبحانه وتعالى هو الذي بفضله وبرحمته بالبشرية جمعاء وبرحمته بالبيئة الأولى لهذا الدين بالمنطقة العربية ” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ” .

تلك الأمة التي لم تكن ترتبط لا بكتاب من كتب الله ولا بهدى من هدى الله سبحانه وتعالى ، هُوَ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ، وعماد استقامة الانسان في الحياة وصلاحه في الحياة ونفعه في الحياة وعلاج مشاكل كل الحياة التي هي منشأها الانسان وعلى يد الانسان زكى الانسان زكى نفسه إلى تدنيس النفس الإنسانية فتتحول إلى منبع للشر وتكون هي منشأ كل المشاكل في هذا العالم، يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ” فتتحول إلى أمة الكتاب التي تتغير كل ما لديها من رؤى سخيفة وأفكار ظالمة ومنحرفة إلى رؤى منشأها هدى الله سبحانه وتعالى منشأها كتاب الله لتكون أمة الكتاب أمة القرآن التي ترى بنور القرآن تقيم الأشياء من خلال القرآن نظرتها إلى الواقع من حولها إلى الأحداث من حولها من خلال القرآن وتحمل رسالة القرآن وهدى القرآن وأخلاق القرآن، ويعلمهم الكتاب والحكمة لتكون الأمة الحكيمة تحمل الحكمة رؤية وتحمل الحكمة سلوك وتحمل الحكمة مواقف وتتحرك على أساس من الحكمة أمة متزنة في تصرفاتها صحيحة حكيمة قائمة على أسس صحيحة، أي نقلة من ذلك الواقع المظلم الذي كان يعيشه العرب لا حكمة ولا هدى ولا مشروع إلى أمة بين يديها الحكمة التي قدمها رسول الاسلام من خلال القرآن من خلال تلك التعاليم العظيمة الحكمة في السلوك الحكمة في التصرفات الحكمة في المواقف الحكمة في القول والحكمة في الفعل .

هكذا أكرم الله هذه الأمة بهذه الكرامة العظيمة بهذا الهدى العظيم ، وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، لا حكمة ولا زكاة ولا نور تخلف انحطاط في كل واقع الحياة ، يأكلون الميتة في واقعهم الحياتي يعيشون بؤس فضيع جدا تناحر وآخرين منهم لما يلحقوا بهم لكل الأجيال اللاحقة هدي باقي في اوساط الامة فالقرآن باقي في اوساط الامة والرسول صلوات الله عليه وعلى اله أسوة باقية من موقع الأسوة من موقع الهداية فيما تركه فيما قدمه من هدي فيما قدمه من تعاليم فيما عرف من سيرته صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وما أعظم قيم هذا الدين.

مشكلتنا اليوم أيها الأخوة الأعزاء مشكلة الكثير من أبناء الأمة وجماهير الأمة أن نظرتهم إلى الاسلام وإلى رسالة الاسلام وإلى الرسول صلوات الله عليه وعلى اله نظرة ناقصة ينقصها الكثير والكثير، السائد اليوم في الذهنية العامة أن الاسلام هو مجرد تلك الطقوس فقط وأمة الاسلام هي تلك الامة التي بقي لها من اسلامها صلاة وصوم وزكاة وحج وشيء يسير من هامش هذا الاسلام من هنا او هناك بينما غيب من واقع الاسلام أساسيات هي التي تعطي قيمة حتى للصلاة وفاعلية للزكاة وفاعلية للمسجد وقيمة لما بقي .

فحينما أضيعت من واقع الامة تلك الأساسيات بقي لها إسلام لا طعم له لا روح له لا أثر له لا نفع له لا يحق حق لا يبطل باطل لا نرى أثره في الكثير من أبناء الاسلام من أبناء هذا الدين من اوساط هذه الامة لا نرى لها أثر في زكاة النفوس ولا في القيم ولا في الاخلاق .

اسلام جرد من العدل والعدل من أساسيات الاسلام وما الذي حل بديل عنه هو الظلم فكان واقع هذه الامة للأسف الشديد واقع مليء بالظلم والتظالم واليوم كل يشكوا مما يعانيه من الظلم من أبناء الامة وعلى يد من هم محسوبين على أنهم من الأمة ثم نأتي الى زكاة النفوس نجد ظاهرت التوحش اليوم في واقعنا الذي هو فعلا جاهلية أخرى تحدث عنها الرسول فيما سبق حينما قال، بعثت بين جاهليتين أخراهما شر من أولاهما لأن هذه الجاهلية فيما يمتلكه قادتها وفيما يمتلكه رجالها وفيما تمتلكه جيوشها وفيما يمتلكه اربابها وأصحابها هم أسوأ وأكثر خطورة وضر وشر على البشرية مما كانت الجاهلية الاولي .

في الجاهلية الأولى لم يكن الجاهليون فيها يمتلكون من الامكانات العسكرية والإعلامية وغيرها مثل ما هو قائم في واقعنا اليوم ، اليوم المسالة بشكل كبير جد خطيرة ووصل سوءها إلى حد فضيع ومعانات البشرية من ويلاتها وكوارثها وماسيها على نحو لا يخفى على أحد ، في جاهلية اليوم نرى التوحش الذي كان في جاهلية الامس قبل مبعث نبي الاسلام محمد صلوات الله عليه وعلى اله نرى اليوم الأطفال والنساء والإنسان رجال أو امرأة أو طفل أو كبير أو صغير شاب أو شيخ لا قيمة لحياته يقتل الالاف بكل بساطة .

إذا كان العربي في الماضي بمديته أو بسيفه يقتل فجاهلية اليوم تمتلك أعتى وأفتك انواع الأسلحة التي تتمكن من خلالها من تنفيذ الإبادة الجماعية والقتل الجماعي للآلاف من الأطفال والنساء وللإنسان القدرة على أن يخمن أو يقدر الارقام من قتلى البشرية من ويلات جاهلية اليوم بالملايين اطفال ونساء رجال ونساء كبار وصغار نتيجة امكانات جاهلية اليوم جاهلي اليوم أمريكي او اسرائيلي ، سعودي او اماراتي او غيره جاهلي اليوم بوحشيته بتجرده من الانسانية يستخدم الطائرات يستخدم القنابل المحرمة والأسلحة المحرمة دوليا يستخدم أفتك انواع الاسلحة ليقتل الالاف والآلاف من الاطفال والنساء بطريقة وحشية بشعة لا تستطيع إلا ان تقول ان الذي يفعل ذلك متجرد من كل الشعور الانساني يعيش تماما الحالة الغريزية التي يعيشها أي وحش أي حيوان متوحش ، لا فرق بينه وبينه ، بل هم أضل حتى من الحيوانات ، قد ترحم تلك الحيوانات ما لا ترحمه تلك الوحوش البشرية.

الاسلام هو دين القيم دين الاخلاق إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” واليوم اين هو العدل وأين هو الاحسان اين هي قيم العطاء والبذل ، في المقابل الذي نراه سائدا في واقع القوى المتجبرة والمتمكنة حتى المحسوبة منها على الاسلام في هذه الانظمة التي تتظاهر بالتدين السائد والمنكر وهو البغي بأقسى وأبشع اشكاله البغي في التعدي على الشعوب في قتل الناس في الانتهاك للحرمات في الاستهانة بالدماء واسترخاص ازهاق ارواح الناس .

الاسلام الذي هو منظومة من القيم التي تربك بين البشرية وتحسسها بأنها اسرة واحدة من نفس واحدة اليوم يتحرك البعض حتى ممن هم محسوبون على هذا الاسلام بعكس هذا تماما ، في الاسلام يقول الله في قرآنه يقول سبحانه وتعالي ” يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً”، يقول سبحانه وتعالي ( يا أيها الناس ” خطاب للبشرية كلها ” إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” هذا هو الاسلام الذي يؤسس للروابط الانسانية بين المجتمع البشري بكله ويقدم للمجتمع البشري من المبادئ والقيم والأخلاق ما يكفل له ويحقق له ان يعيش هذا الشعور الاخوي الاسرى ان يعيش التضامن ان يعيش التعاون ان يعيش التفاهم ان يعيش المواساة ان يعيش التعاضد بدل من التظالم والتناحر والاستهداف ، على ما هو قائم اليوم في واقع البشرية ، الاسلام بهدية العظيم بهدية العظيم والمبارك الذي يعطي الانسان رؤية ونور وبصيرة تجاه الواقع بكله فلا يعيش أعمى ولا يعيش قابل للخداع والتظليل وساذج في تفكيره يتمكن أي ضال او أي مضلل بالأسلوب الاعلامي او بالأسلوب الثقافي او بالأسلوب الفكري من ان يجره الى المتاهات .

القرآن الكريم يعطيه أعلى مستوى من الوعي ، قال الله عنه (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وهكذا هو الاسلام العظيم الذي يحول الامة الى امة لها رسالة تنشد الحق تسعى الى الخير وتحمل ارادة الخير وتسعى لنشر الخير في العالم اجمع وإحقاق الحق وإقامة العدل ، الاسلام الذي هو دين ألفة و إخاء وتعامل وتفاهم ، يقول الله فيه وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، يقول الله فيه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ويقول الله فيه (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) .

هذا الاسلام العظيم الذي أثمر في الواقع تجربة معطاءة عظيمة مشروع واقعي كان، هل تجربته الواقعية وحضروه الفعلي في واقع الناس ولمس تغييره، لم يكن مجرد مشروع مثالي هناك يبقى مجرد نظرية تقال أو تدرس فقط ، لا ، نزل إلى الواقع على يد الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى اله ولمست عظمة هذا الانسان وغير الواقع تماما ومثل فعلا ارقى مرحلة في تاريخ البشرية فيما عرف عن تاريخها ، في كل ما عرف عن تاريخ البشرية أرقى مرحلة وارقى واقع هو ذلك الواقع الذي صنعه الاسلام فعلا في المنطقة العربية وامتدت آثاره إلى كل أقطار المعمورة وأرجاء المعمورة بفعل حركة النبي محمد صلوات الله عليه وعلى اله بتلك القيم بتلك المبادئ بتلك الاخلاق بتلك التعاليم .

وهذا ما يجب ان نعيه جيدا ثم بعد الانحراف عن تلك القيم عن تلك الاخلاق عن تلك التعاليم عن ذلك الهدى والاقتصار على شكليات تطوع وليست حتى في مستواها النقي ، تطوع لخدمة الجائرين والمستكبرين ، اصبحت المساجد تطوع لخدمتهم اصبحت الجبايات المالية تطوع لمصلحتهم وهكذا اصبحت بقية الهامشيات باستثناء الاوساط التي تستمر في اتجاهها الصحيح كأوساط الامة .

ولكن نتائج الانحراف في واقع الامة ملموس وكارثي ومأساوي جدا فالدين الاسلامي الذي جلب للأمة الحرية وأراد للبشرية كلها ان تكون حرة عندما غاب منه هذا المبدأ ما هو واقعنا اليوم نحن المسلمين تأتي قوى العالم المتجبربة المستكبرة وفي طليعتها أمريكا ومعها اسرائيل ويأتي البعض من داخل المسلمين من العملاء والخونة والمجرمين المنقلبين على مبادئ الاسلام العظيمة والطاعنين لامتهم في الظهر يأتوا من جديد لاستعباد الامة، المشكلة التي تعاني منها اليوم أمتنا هي مشكلة الاستعباد الذي يريده الامريكي والإسرائيلي بأمتنا هو الاستعباد لأمتنا التحكم في كل شيء في واقع امتنا وهذا هو الاستعباد أن يفرض عليكم ثقافته وسياسته وأن يتحكم بك في كل شأنك لا تفعل إلا ما يريد ولا تتحرك الا بما يريد وأن يحكم حياتك وأن يحكم واقعك وأن يتحكم بكل شأنك .

هذا هو الاستعباد وديننا هو دين الحرية الذي تعلمنا فيه ونتعلم منه أن لا نقبل أبدا بأن نستعبد لأحد وان لا نكون عبيد إلا لله سبحانه وتعالي ديننا هو الذي علمنا الله فيه وقال في قرآنه ” قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ “.

الاسلام يعلمنا كمسلمين أن لا نتجه لا استعباد احد وان لا نستعبد بعضنا البعض وان لا نقبل من احد من البشرية ان يستعبدنا لأن الله لم يريد لأحد ان يتخذ العباد أربابا وأن يجعل من العباد عبيد له و أن يجعل من نفسه ربا لهم حتى الملائكة ليس لها ذلك وحتى الأنبياء ليس لهم ذلك فما بالك بالمجرمين والمتوحشين والقوى الانتهازية والطامعة والمتجبرة ولا يتخذ بعضنا بعض أربابا من دون الله.

مأساة الأمة أن يأتي اليها أشر خلق الله وأسوأ عباد الله قوى طاغية متجبرة ظلومة متوحشة لا أخلاق لها ولا قيم ولا تعطي أي اعتبار ولا مكانة للبشرية ولا لحقوق البشرية فتستعبدها تستعبدها قهرا وتستعبدها إذلال وهوان وظلما، إن الله سبحانه وتعالى حينما وجه عباده لطاعته وعبادته إنما يفيض عليهم من رحمته ويفض عليهم من كرمه إنما يمنحهم من عزته أما أولئك فهم بطغيانهم وإجرامهم ووحشيتهم ولا انسانيتهم وخلوهم من كل القيم من كل الاخلاق من كل المعاني النبيلة والشريفة هم يستعبدون الناس بالإذلال بالاضطهاد بالظلم بالإفساد بالهوان وهذا ما لا يجوز به القبول به نهائيا .

الامة التي كان قد صنع منها الاسلام بمنظومته المتكاملة أمة واحدة اليوم متفرقة وتستمر عملية التفريق والتجزئة والبعثرة وتلقي ساحة قابلة ومهيأة فينجر الكثير من المسحوبين على الامة ينجر بكل بساطة الى تلك العناوين التي تسوق وتشغل وتفعل لتفرقة وتجزئة الامة وإثارة العداوة والبغضاء بين اوساط الامة العداءات وفقا للعناوين الطائفية والمذهبية تلقي تجاوب بين أوساط الامة ينجر الالاف، الالاف من اوساط الامة فيحملون العداوة والبغضاء وإرادة الشر والحقد والكراهية ويتحركون ليقتلوا أو ليدمروا او ليؤذوا الكثير من ابناء الاسلام تحت عناوين طائفية او مذهبية عناوين تفرقة على المستوى المناطقي تلقي تجاوب فيأتي البعض ممن يحمل اسم اسلام وينتمي الى الاسلام وهو يجهل مبادئ هذا الاسلام وقيم هذا الاسلام وهو مفرغ من اثر تلك المبادئ العظيمة بالإسلام في نفسه وبحقد مناطقي يتخذ موقف من اخيه المسلم لأنه من تلك المنطقة انا من منطقة كذا فاكره الذي من منطقة كذا وأريد ان اقتل الذي من منطقة كذا ولا اريد ان اقبل به أي انحطاط أي تخلف أي ماساه هذه التي وصلت إليها ، هذه الامة الله يقول ” إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” اليوم توظف حالة الانتماءات هذه الانتماءات المناطقية التي هي للتعارف لتحارب لتقاتل لتباغض للكراهية للعداوات والبغضاء .

وهكذا نلحظ ان واقع الامة مأساوي وأن ابرز مشاكل الامة اليوم تتخلص في ثلاث اشكالات كلها نتيجة انخراط عن اساسيات في هذا الدين في هذه الرسالة في نهج النبي محمد صلوات الله عليه وعلى اله، أولها الاختلال الرهيب في الوعي فبعد ان قدم الاسلام بقرانه وتعاليم نبيه وإرشادات نبيه ما يكفل الانسان ان يكون على ارقي مستوى من الوعي والبصيرة والنور لا يحمل في فكره ولا في تصوراته لا سذاجات ولا مفاهيم مغلوطة ولا افكار سطحية ومغلوطة ولا نظرات غير واقعية وان يكون على مستوى عظيم محصن مستوى عظيم محصنا لا يتأثر بخداع الاخرين ولا تضليل الاخرين بأي شكل كان دعاية اعلامية نشاط تثقيفي فكري اصبح المسلم اليوم في كثير من البلدان مجرد من الوعي قابل للتأثير ونجد مظاهر الاختلال الرهيب في الوعى بأشياء كثيرة، اليوم ألا يجد التيار التكفيري من اوساط الأمة الكثير من الناس الذين ينخدعون له يتأثرون به ويستغلهم لدرجة انه يدفع بالكثير ليفجروا انفسهم ويقتلوا انفسهم هذه السذاجة هذا الغباء هذا الفراغ التام من عملية الوعي والتحصن الفكري والثقافي يجعل البعض ضحية الى هذه الدرجة الى ان ينجر ليكون أداة بيد التكفيريين وقد يذهب ويفجر نفسه ويقتل الكثير من الاطفال و النساء ويستهدف تجمعات بشرية متنوعة هذه القابلية للتكفيريين التي جرت معهم وتجر يوميا العدد الكبير من الناس في مجتمعنا الاسلامي هي تدل بكل وضوح على اختلال رهيب في الوعى الانسياق وراء اعداء الامة الانسياق وراء امريكا الانسياق وراء اسرائيل الميل نحو اعداء الامة الانخداع بشعاراتهم وعناوينهم التي يرفعونها حينما ياتي الامريكي بكل طغيانه الواضح بكل شره الذي ملأ الدنيا ليتحدث عن حقوق انسان او ليتحدث عن ديمقراطية او ليتحدث عن حرية ثم ينخدع البعض به ويتأثر بكلامه ويصدقه او يصدق اسرائيل انها تريد السلام وتنشد السلام او غير ذلك هذا من مظاهر الاختلال الرهيب في الوعي في واقع الأمة .

عندما نلحظ ان هناك في واقع الامة جماهير واسعة وأعداد كبيرة في حالة من الجمود امام كل هذا الواقع المأساوي والكل يشهد بان هذا واقع مأساوي وكارثي وضار بالأمة وانه يفترض ان تسعى الامة لتغيير وللخروج منه فترى الكثير الكثير في حالة من الجمود ينتظرون المجهول وينتظرون الواقع ليتغير من تلقاء نفسه هذا الشاهد من شواهد الاختلال الرهيب في الوعي ثم اختلال الاشكالية الثانية اختلال كبير في القيم و الاخلاق وهذا ملحوظ ملحوظ بشكل كبير في و اقع الامة لا تجد اليوم الفرق بين الكثير ممن ينتمي للإسلام وبين غيره من أي أمم اخرى انعدام لكل القيم والأخلاق توحش اجرام بشكل بشع جدا جدا الحالة التي نشاهدها لدي التكفيريين ولدي اخرين ممن يفتكون اليوم بالأمة ويظلمون الامة ويقهرون الامة هل تجد فارق بينما عليه النظام السعودي وبين اسرائيل او بين امريكا او بين أي فئة متوحشة في هذه الارض مع ان هؤلاء ينتمون للإسلام أي هي قيم الاسلام هل تجد لها اثر في افعالهم في اليمن في افعالهم في مؤامراتهم الفظيعة الرهيبة المدمرة في بقية شعوب المنطقة هذا الاختلال الرهيب في القيم والأخلاق هو نتيجة انخراط رسالة الاسلام وقيم الاسلام بكل بساطة يقتلون الناس يظلمون الناس ينهبون ثروة الامة يحتلون الارض ينتهكون العرض يهتكون الكرامات تجاوزوا الحرمات لا حدود ولا قيود ولا التزامات واعتبارات يتصرفون كما لو لم يكن لهم أي ارتباط لهذا الدين ولا أي انتماء إليه وهذه حالة سائدة بشكل عجيب .

عندما تجد الكثير من الناس يبيع نفسه بمال يفعل أي شيء مهما كان اجرامي أو وحشي مقابل ان يحصل على المال من اجل المال يبيع نفسه يبيع وطنه يبيع شعبه يبيع امته يبيع قيمه يبيع انسانيته يبيع اخلاقه لماذا لأنهم سيعطونه بعض من المال وهذا المال هو مما نهبوه عليه وأخذوه عليه هذا اختلال رهيب في القيم والأخلاق .

ولنا ان نتصور كم ينشأ من خلال ذلك من مشاكل ومآسي في واقع الامة ثم الاشكالية الثالثة الكبيرة غياب المشروع الحقيقي للأمة فهي هذه منشأ كل مشاكل الامة لها هذه المشاكل الثلاث لها منشأ يعود إلى ثلاثة أسباب الاختلال الرهيب في الوعي والاختلال الرهيب في القيم والأخلاق وغياب المشروع الحقيقي للأمة وحلول بدائل هي للأعداء هذه الامة يفترض أن لها رسالة لها مشروع لها هدف تبني واقعها لتكون أمة عظيمة قوية تقدم النموذج العالمي كأمة حضارية راقية واقعها قائم على الاخلاق وعلي القيم و على العدل وتنشر الحق والحيرة الى ارجاء العالم وتتميز بوعيها بالدور الاستخلافي للإنسان في الارض كيف يعمر الارض ويعمر الحياة ويبني الحياة على اساس من القيم على اساس من المبادئ العظيمة بهدف مقدس يسير نحو الله سبحانه وتعالي وحينما غاب المشروع الحقيقي للأمة حلت بدائل عنه هي مشاريع الاعداء وهي مؤامراتهم لم تبق الامة هكذا مجرد حالة فراغ اليوم تتحرك مشاريع الاعداء في الامة بشكل كبير تحرك حالة مشاريع الامة التي تستهدفها بالدرجة الاولى مشاريع تتحرك في اوساط الامة لصالح اعداء الامة البعثرة والتفكيك .

اليوم مشروع رئيسي للأعداء يتحرك في داخل الامة على ايدي محسوبين على هذه الامة انظمة النظام السعودي الجائر المستكبر الغبي الجاهل المسيء الى السلام والى رسالة الاسلام والى نبي الاسلام و الجماعات التي انتجها وفرخها وصنعها مع الغرب مع امريكا ومع اسرائيل في واقع هذه الأمة في داخل هذه الامة في اوساط هذه الامة التفكيك لهذه الامة الى اسوأ حال ثم نجد ان السعى كل السعى من كل هؤلاء الذين هم صنيعة العدو في داخل الامة ويد للعدو في داخل الامة كل جهدهم ينصب في فرض تبعية عمياء وغبية لتطويع الامة وتطويع للأمة للعداء وتسخيرها بكل ما تملك لصالح اعداءهم .

اليوم يراد للأمة ان تتفكك حتى لا يبقي لها أي كيان أي كيان بعثرة وتجزئة مناطقية مذهبية العراق اليوم يفكك اليمن يراد له ان يفكك يراد لكل المنطقة أن تبعثر وبعد عملية التفتيت وحينما لا يبقي أي كيان للأمة تكون الارض للعداء تكون الارض للأمريكي وللإسرائيلي ولمن معهم يكون الانسان العربي ما بقي منه مطوع لصالح الاعداء لتقاتل به امريكا أي عدو لها في أي قطر من اقطار العالم سواء ضد الصين او ضد روسيا او ضد أي قوى منافسة لها في العالم ويراد للثروة العربية ان تكون حكرا للعداء وان تفلس الامة هكذا بديل عن ان تكون الامة امة لها مشروع أصيل مستقل ولن يكون لها مشروع اصيل تعيش فيه واقع التبعية لعدائهم يستحيل هذا يستحيل ان يكون لها مشروعها الاصيل وتعيش واقع التبعية لأعدائها كما يفعل النظام السعودي الذي يتمظهر بالإسلام وبطقوس من الاسلام ثم ينجر في سياسياته وتوجهاته ومواقفه 100%في أثر ما يريده الاعداء وفي اثر الاعداء.

الواقع اليوم مأساوي لدرجة ان عدو الامة امريكا و اسرائيل تحارب الشرفاء والأحرار وتسحق الامة بدون أي تكلفة بل بربح بل بربح تسخر من داخل الامة أولئك الاغبياء الذين انقلبوا على امتهم وعلى مبادئ دينهم وأخلاقهم وقيم رسالة الله سبحانه تشغلهم هم لضرب الامة وتتحرك معهم بمقابل امريكا اليوم تحارب في اليمن ولكن مقابل ان تكسب حتى المال حتى قيمته سلاحها الذين يقتل به اليمنيون كما في أي بقعة اخرى تفعل ذلك السعودي اليوم والإماراتي وغيرهم من داخل الامة يتحركون هم جنود مجندة لأمريكا و لإسرائيل خدام طيعين مذعنين يتفانون يبذلون كل الجهد يسخرون كل الطاقات يحشدون كل الامكانات يبذلون كل الجهود لتنفيذ مؤامرات امريكا وإسرائيل في المنطقة.

وفي المقابل ايضا يقدمون لأمريكا فيما تفعله معهم لمصلحتها هي يقدمون لها المال حتى لا تخسر أي شيء ولا تقدم او تخسر دولار واحد تقدم لهم السلاح وتشارك معهم في قتل ابناء الامة في اليمن وفي غير اليمن ولكن تكسب المال كلما قدمته تكسب مقابله مكاسب هنا او هناك مادية وسياسية هذه مأساة هذه مأساة.

إذاً امام كل هذا الواقع بكل مشاكله وبمنشأ مشاكله التي نعاني منها نرى انه لابد ان يتجه كل الاحرار و الشرفاء والبقية الباقية في الامة لأنه لا يزال الخير قائم في اوساط الامة وعلى امتداد تاريخ الامة بقي للحق صوته وبقي للدين اهله وبقي للمبادئ والقيم من يحملها في كل عصر وان كانوا مضطهدين و ان كانوا مظلومين .

واليوم وبحمد الله تتسع هذه الدائرة في اوساط هذه الامة وتزداد اعداد المتطلعين والناشدين للتغير والتغيير هو بالعودة الى تلك المبادئ والقيم التغيير يبدأ من النفوس ثقافي وفكري تغيير كل الاراء تغيير كل المفاهيم المغلوطة التي عممتها تلك الجهات الظالمة والطاغية اليوم لا تحتاج الى ان تبحث لها عن تجربة وعن طريق للخلاص التجربة معروفة ما هناك من سبيل للأمة إلا العودة الى هذه القيم الى الاسلام منظومة متكاملة ليس الاسلام على النموذج السعودي الامريكي الاسرائيلي أبدا، الاسلام بمنظومته المتكاملة الاسلام بقيمه ومبادئه الاسلام بوعيه بنوره بهدية ببصيرته بعدله بقيمه بأخلاقه بإنسانيته ، الاسلام الذي كان في واقع تطبيق محمد وتجربه محمد وحركة محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الاسلام الذي اثبت فعليا نجاحه مرتين يوم طبق تغير الواقع تماما الى واقع عظيم متميز مختلف ويوم خولف وانحرف عن اساسياته فرأينا الواقع سيء اسود مظلم وقاتم الى حد فضيع اثبت نجاحه في كلي الحالتين .

اليوم الحل للأمة والخيار للأمة ان تعود الى الاسلام كمنظومة متكاملة الى هديه العظيم الى القرآن في ثقافته التي تقدم للأمة البصيرة والوعي ولا يفصل بين الامة وبين ذلك الصورة المشوهة للدين التي قدمها التكفيريون لأنه يكفي للتكفيريين والقوى التي تحسب نفسها على الاسلام كالنظام السعودي يكفيهم ويكفي الناس عنهم انهم في جبهة امريكا وظهروا علنا وبالوضوح حلفاء لإسرائيل هم في جبهة اعداء الامة ثم في والواقع هناك وضوح المسألة ليست خفية بشاعة ما يعملون وسوء ما هم عليه وسوء أثرهم في الحياة وما نتج عنهم وعن اعمالهم وعن سياساتهم وعن تصرفاتهم وعن ثقافاتهم ما صدر عن ذلك ونتج عنه من آثار كارثية في واقع الحياة كافي في ان ندرك انهم باطل الباطل وشر الشر وأسوء السوء لا ينبغي الانخداع بهم ولا النظرة من خلالهم الى حقيقة الاسلام والى حقيقة نوره وهداه ولا ينتظر ايضا ان يتجه الجميع او يصلح الجميع او يتحرك الجميع نحو التغيير.

اليوم هناك الكثير من القوى المتطلعة للتغير القوى الساعية الى التحرر القوى التي تدرك خطورة الواقع فيها الخير وفيها البركة عندما تنشط عندما تطور اداءها عندما تتعاون اكثر عندما تفعل هذه المسارات الثلاثة في اطار صنع الوعي ان تتسع دائرة الوعي تعزيز القيم والأخلاق في النفوس العمل على الدفع بالأمة نحو مشروعها الحقيقي لتكون أمة لها مشروع لها هدف لها رسالة لها دور في الحياة تسعى لتحقيقه هنا الله سبحانه وتعالى سيكون الى جانب الامة هذه من اهم الدروس التي يمكن ان نستفيدها في هذه الذكرى ومع انه ينبغي ان يكون هناك دائما في كل المناسبات وعلى الدوام في الدروس في العمل التثقيفي في العمل الفكري في النشاط التوعوي دائما تقديم الدروس من حركة النبي عن حقيقة الاسلام عن حقيقة قيمه عن حقيقة مبادئه عن حقيقة اخلاقه ما تحتاج اليه الامة وهي تواجه كل هذه التحديات لان من عظمة الاسلام انه قهر انذاك كل اعداءه الذين كانوا اعداء لقيمه لمبادئه العظيمة و الانسانية وأخلاقه الفطرية فتغلب على كل التحديات وواجه كل التحديات .

في ختام هذه الكلمة نتحدث بالشأن المحلي عن بعض المواضيع:

أولا : وشعبنا اليمني يواجه العدوان الإجرامي الجاهل السعودي الأمريكي الإسرائيلي الصهيوني اليوم شعبنا اليمني العظيم يواصل معركته بكل عز بكل ثبات بكل صمود مستفيد من رصيده القيمي والأخلاقي والمبدئي الذي يستمد به من الله عزما ويستمد به عزا ويستمد به صبرا اليوم تجلى ما يريده المعتدون في بلادنا من خلال أشياء كثيرة وحشيتهم إجرامهم بشاعة ما عملوه بهذا الشعب بحق هذا الشعب كشفهم وأيضا النموذج اليوم القائم والموجود في عدن وفي أبين وفي لحج يتضح من خلاله ماذا يريد هؤلاء الشرعية التي يأتي بها الأمريكي والإسرائيلي والسعودي عبدهم، عبدهم الطائع والخانع هي داعش والقاعدة التي أتوا بها إلى عدن هي الفوضى العارمة التي نشاهدها اليوم في الجنوب هذا النموذج الموجود اليوم في الجنوب بحضور داعش والقاعدة وانعدام الأمن والاستقرار والفوضى السائدة والغالبة على كل شيء.

هذا هو النموذج الذي يريدونه في بلادنا لمرحلة لأن الدور الذي يراد لداعش والقاعدة أن تؤديه هو دور مرحلي مرحلي يشوه الإسلام ويسيء إلى الإسلام ويمكن للسيطرة الفعلية المباشرة المقبولة من الأمريكيين والإسرائيليين .

إن أهم دور لداعش والقاعدة في منطقتنا العربية هي أن تقوض كل الكيانات القائمة أن تضرب الأمة أن تستنزف الأمة أن تضعف الأمة أن تكره الإسلام لدى الأمة وفي النهاية أن تهيئ أرضية قابلة لأمريكا وإسرائيل لاحتلالهم المباشر وسيطرتهم التامة وغلبتهم المطلقة كمنقذين مقبولين هذا هو دور داعش والقاعدة وهذا ما يراد لها ولذلك رأينا ما يريده أولئك في بلدنا بلاك ووتر الأمريكية هي وجه أمريكا وهي إرادة أمريكا وهي مشروع أمريكا مع داعش والقاعدة في اليمن وفي البلدان العربية بلاك ووتر المافيا مافيا المخدرات والمتوحشون التكفيريون المجرمون هم ما تقوله أمريكا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هذه هي حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية هذه هي الحرية على الطريقة الأمريكية هذه هي الديمقراطية التي تعدنا بها أمريكا ديمقراطية أمريكا وحقوق الإنسان في قاموسها هو هذا هو بلاك ووتر هو الجانجويد المتوحشون المجرمون مرتزقة المخدرات مافيا المخدرات المجرمون الذين يطلقونهم من السجون ويأتون بهم من أقطار العالم ليقتلوا الناس ليرتكبوا أبشع الجرائم بحق الناس ليفقدوا الناس الأمن والاستقرار لينهبوا الثروة ويحتلوا الأرض هذا هو إسلام السعودية وديمقراطية أمريكا هذا هو النموذج للنظام السعودي المستبد المتفرعن الطاغية الإجرامي وهو أيضا الوجه الحقيقي لما تقوله أمريكا لا حرية أبدا ولا ديمقراطية بمفهومها الصحيح والحقيقي وتريدها أمريكا للمنطقة هل يمكن أن تكون أمريكا وأن يكون مشروعها الحقيقي للديمقراطية في المنطقة وأكبر عبدا لها في المنطقة وخادم لها في المنطقة ومقربا منها في المنطقة ووليد غير شرعي لها في المنطقة هو النظام السعودي المستبد أين الديمقراطية وأين الحرية .

نحن نعرف ما يحصل في السعودية من عقوبات الجلد والإعدامات على الفكر على الثقافة على مقال يكتب أو كلمة تقال قد يحكم على الإنسان هناك بالإعدام هؤلاء هم جماعة أمريكا هم أولادها غير الشرعيين هم تلامذتها هم أتباع نهجها هم الذين يتحركون لمصلحتها في الميدان إن من أهم ما نستفيده من حقيقة الأحداث والأحداث تقدم الكثير من الحقائق أنه في باب المندب في ضربة التوشكا في ضربة ذلك الصاروخ امتزج هناك الدم الأمريكي و الإسرائيلي والسعودي وكذلك الإماراتي والداعشي والقاعدي ، بلاك ووتر التي هي أداة أمريكا جند أمريكا مرتزقة أمريكا تعبر عن حضور امريكا الفعلي وعن حضور اسرائيل الفعلي وقتل اسرائيليون في باب المندب ، هناك كانوا جميعا مجتمعين في خندق واحد في مشروع واحد في اتجاه واحد قتل منهم جميعا وامتزج دمهم جميعا ، واختلط ذلك الدم في الخندق الواحد والموقف الواحد ، الدم الامريكي الدم الاسرائيلي الداعش والسعودي لأنهم جميعا شيء واحد وتوجه واحد وكلهم لمشروع واحد .

ثم واقع الخونة في الداخل وهو واقع مؤسف وأرهق البلد كثيرا ، حالة الاستقطاب والنشاط الكبير لشراء الذمم والولاءات انما هو مأساة في المنطقة عموما وكذلك في البلد يقدم خدمة كبيرة للأعداء وهو اهم عامل مساعد للأعداء في كل التطورات التي حدثت في البلد المشكلة ان الخونة طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ولا يفهمون وإلا فصفقتهم خاسرة هم اغبياء بكل ما تعنيه الكلمة لأنهم باعوا انفسهم وباعوا أوطانهم وباعوا انسانيتهم وباعوا شعبهم وباعوا شعبهم وباعوا كرامتهم مقابل ماذا مقابل قليل من المال السعودي حينما يعني بتوجيه من الامريكي و الاسرائيلي لشخص هنا او شخص هناك لجماعة هنا او جماعة هناك قليل من المال فهو لا يعطي تبرع ولا بفعل ارادة خير، انما لأنه يعتبر كاسب بأكثر مما اعطى ، اذا اشتراك وأعطاك المال فهو يعتبر انه كسب الكثير الكثير وأعطاك القليل، انه اشترى ثروتك التي هي اكثر بكثير مما اعطاك اشترى نفسك وقيمك وأخلاقك فصفقة الخونة هي صفقة خاسرة ما قدموه عظيم وما حصلوا عليه قليل ويسير.

اننا في هذا اليوم العظيم وفي هذه الذكرى المقدسة والمجيدة والعزيزة نؤكد على جملة من المواقف اولا نؤكد على موقفنا الثابت المبدئي والديني والإنساني والأخلاقي في التضامن مع شعب فلسطين المظلوم وحقه في الحرية والاستقلال واستعادة كامل ارضه واستعادة مقدسات الامة وعلى رأسها الاقصى الشريف ، واعتبار العدو الاسرائيلي الغاصب لفلسطين عدو لكل الامة وخطر على الامن والاستقرار في العالم اجمع واعتبار كل اشكال التطبيع للعلاقات معه من كافة الانظمة المحسوبة على المسلمين خيانة ونفاق بكل ما تعنيه الكلمة ووفق المصطلح القرآني وشراكة معه في كل جرائمه .

ثانيا : ندعو شعوب امتنا كافة الى اليقظة والتحرك الجاد والمسئول تجاه المؤامرات الامريكية والإسرائيلية التي تستهدف الجميع بلا استثناء من خلال ادوات العملية وأياديها الاجرامية المتمثلة ببعض الحكومات وفي مقدمتها النظام السعودي وبالجماعات التكفيرية التي تتحرك ضمن مشروع هدام وتدميري بهدف تفكيك كل مكونات الامة والوصول بها الى الانهيار التام والخضوع المطلق لأمريكا وإسرائيل وتشويه الاسلام والرسول والقرآن في المنطقة وفي اوروبا وفي سائر العالم .

ثالثا: ادعو كل الاحرار والشرفاء في بلدنا العزيز المظلوم من كل فئات الشعب الى مواصلة الجاد المسئول في التصدي للغزاة والمعتدين والاستنهاض المستمر في اوساط الشعب لدعم الخيارات الاستراتيجية وتحرير كل شبر محتل من البلد بالتوكل على الله تعالى وبالعمل والجهاد والتضحية في سبيله تعالي حتى يتحقق لشعبنا العزيز نيل الحرية الاستقلال وينعم بالأمن والاستقرار ولا نضيع وقتنا في الرهان على أي احد لا رهان على امم متحدة، الامم المتحدة تؤدي دورها ونشاطها وفقا للسياسات الامريكية حتى في المفاوضات الاخيرة في سويسرا السفير الامريكي يتصل الى مبعوث الامم المتحدة ويقول له كفى مفاوضات فيقول كفى مفاوضات والموعد لفترة أخرى لان الامريكي يريد للحرب ان تستمر ويريد للغزو ان يستمر ويريد ان يستمر نزيف الدم اليمني وان تسفك المزيد من الدماء اليمنية ، لأنه يعادي هذا الشعب ويعادي كل الاحرار والشرفاء في العالم .

المسؤولية كبيرة لان المعركة ليس فقط دفاع عن ارض المستهدف صحيح احتلال الارض اليمنية واحتلال اليمن بأجمعها هدف لأمريكا هدف مغري لإسرائيل ومطمع للسعودية وهي لا تؤدي إلا دور للآخرين وإلا ليس لها مشروع في المطلق نهائيا ليس لها أي مشروع على الاطلاق هي تتحرك في مشروع امريكا ومشروع اسرائيل ، لكن المسألة اكبر المسألة مسألة حرية هم يريدون استعباد هذا الشعب ولن يستعبد لهم احد ويقبل بالعبودية له إلا ويكون من الخاسرين ، يخسر انسانيته وكرامته ويخسر دينه يخسر كل شيء لا يمكن ان يقبل بهذا إلا انسان خائب وخاسر وغبي وجاهل .

مخاطر التقصير كبيرة لان الاعداء يتحركون بأقصى جهدهم يبذلون كل ما يستطيعون في سبيل تحقيق اهدافهم المشؤمة هي يستدعي من كل الاحرار والشرفاء في كل الاتجاهات في الجهة الثقافية في الجبهة الاعلامية في الجبهة التعبوية في الجبهة العسكرية في الجبهة الامنية ان يتحركوا بجد وان يضاعفوا من الجهود ولا خيار لنا جميعا ولشعبنا إلا الصمود ، الصمود طالما ان المعركة معركة حرية وكرمة ، لا بديل عن الثبات إلا الاستعباد والضياع ، ان يملئوا اليمن ببلاك ووتر بمرتزقة امريكا وبالتكفيريين بذبح اليمنيين لقتل اليمنيين لإفقادهم الامن والاستقرار حتى يصل الحال بالناس الى الاستسلام المطلق ثم ياتي الاسرائيلي مباشرة والأمريكي مباشرة لاحتلال البلد ولا ينبغي الوهن ابدا.

مهما كان حجم التطورات مهما طالت الاحداث لا ينبغي الوهن لان في قداسة موقفنا ونحن يمنيون مسلمون مؤمنون لنا قيم لنا مبادئ لنا اخلاق لنا انتماء لنا هوية لنا قضية عادلة لا وهن ابدا يمكننا ان نصمد ولو عبر الاجيال وليس فقط على مستوى هذا الجيل .

ونحن نرى حتى في الاجيال الصاعدة من العزم والثبات والوعي والهمة والشجاعة والفتوة والقوة ما يبعث على الامل العظيم وما يسعدنا ويطمئننا، لا ينبغي ابدا الوهن مهما طالت الحرب مهما كان حجم التحديات مهما كان حجم المأساة ولا الاكتراث بالإرجاف ، الارجاف على المستوى الاعلامي او على مستوى الامراض مرضى القلوب الذين تفرغوا من انسانيتهم وقيمهم ولا بأي تطورات مهما كانت لأننا حاضرون ان نحارب مهما كانت التطورات ان نواجه المعتدين الذين يريدون ان يسلبونا حريتنا وكرامتنا وان يهينونا وان يحتلوا ارضنا وان يهتكوا عرضنا وان يضيعونا من صفحة التاريخ .

نستعد ان نواجههم الى يوم القيامة جيل بعد جيل ليس هناك أي اكتراث بأي تطورات على الارض لان التطورات ان حدثت هنا او هناك في الجوف في بعض من الجوف أو في بعض من مأرب او أي منطقة اخرى ساهم في ذلك التقصير من البعض وساهم في ذلك حالة الارتزاق وشراء الذمم والولاءات ولكن أطمأن كل الاحرار والأوفياء والثابتين ان النتيجة الحتمية التي وعد بها الله عباده الصابرين والثابتين والمتقين هي النصر وان العاقبة للمتقين ولذلك نحن بالله الاقوى تحملا والأعظم قدرة على الاستمرار لان الصمود والثبات خيارنا وقدرنا ولأننا اصحاب قضية ولسنا في موقف البغي ولا التعدي ولا الفضول ونحن لا نلعب دور لصالح احد نحن لنا قضية اصيلة نحن نقاتل رضى لله دفاع عن قيم عن اخلاق عن مبادئ عن قيم ومبادئ اساسية عن حريتنا بكل ما تعنيه حريتنا .

فمهما كانت الاحداث التجارب اثبتت والسنن الإلهية والكونية اثبتت وتجارب الشعوب اثبتت ان الشعوب الصابرة والصامدة تنتصر في النهاية وان العاقبة في وعد الله سبحانه وتعالى لعبادة المتقين والثابتين والصابرين ولا عدوان إلا على الظالمين .

نسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لإتباع هدي نبيه والتمسك بمبادئ الاسلام وقيمه العظيمة وان يوفقنا جميعا بشعبنا هذا للثبات والصمود في وجه كل التحديات والمؤامرات ومكائد الاعداء وأن يرحم شهداءنا وان يشفي جرحانا وان يفك اسرانا وان ينصر شعبنا المظلوم انه سميع الدعاء .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

سبأ

قد يعجبك ايضا