عن داعش البيضاء

ماجد الخزان
بعد أن تم تمكين داعش في العراق وسيطرتها على أجزاء واسعة كما هو مرسوم ومعلوم ولم يعد خافيا مخططات الصهيوأمريكية وأصبحت مكشوفة حتى لدى العامة في مختلف شعوب العالم والمنطقة على وجه الخصوص لتأمين السرطان الإسرائيلي من جهة ورسم صورة عن الإسلام غير المسالم وتقديمه كما تقوم به ” داعش ” .
لقد كان اليمن أمامهم مخالفا لكل مخططاتهم بل ومفاجئا إن لم تكن صدمة الأول من نوعها, ولنعد بذاكرتنا قليلا إلى الوراء .
لقد كانت هناك معارك متقطعة في محافظة أبين على سبيل المثال متزامنة مع احتلال العراق تلك المعارك تحت مسمى القاعدة وتدخلات عسكرية بدون طيار وخلق مبررات للتدخل في اليمن وليس بالضرورة أن يكون التدخل في ذلك الوقت لكن كما هو حاصل الآن في العراق بعد تمكين داعش تحركت أمريكا للتدخل وكأنها ليست من أدخلها وسلمها الموصل في أول خطوة لها خلال ساعات .
تلك المعارك المتقطعة لسنوات طويلة في الجنوب مع ما يسمى القاعدة انتهت في لحيظات زحف الجيش اليمني واللجان الشعبية المنطلقة من ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م تلاشت واختفت في بداية العام المنصرم 2015م وخاصة عقب فرار هادي من صنعاء وقيام تلك الجماعات التكفيرية وميليشيا الفار بذبح عشرات الجنود .
وكان ذلك التحرك إلى الجنوب لم يكن تهورا بحسب تصوير البعض لقد كان إسقاطا للمؤامرة العالمية بعد تهريب الفار لضرب صنعاء والمحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية بنفس العدة والعتاد التي تقتل اليمنيين الآن وتصويرها بالحرب الأهلية .
وخلالها تم تمكين القاعدة من حضرموت والسيطرة على المكلا حتى اللحظة وشاهدت مدن حضرموت جرائم داعشية لا تختلف عن تلك التي في العراق .
نعم سقط المشروع الصهيوأمريكي من تمكين “داعش السوداء ” فتولت المهمة “داعش البيضاء ” ” آل سعود ” الذين لا يختلفون عن أولئك في الفكر والعقيدة كما لا يختلف اثنان عن أن داعش وآل سعود وجهان لفكر تكفيري واحد .
وخلال العشرة الأشهر من العدوان على اليمن كان ولايزال طيران العدوان مكملا لما عجزت عنه داعش على الأرض من ارتكاب مختلف الجرائم بحق اليمنيين .
وماتدمير المصانع والمؤسسات الخدمية العامة والخاصة في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية من صعدة وحتى حضرموت لخير دليل على واحدية المخطط والتوجه التدميري لليمن وآخرها صواريخ الكاتيوشا التي نفذها مرتزقة العدوان على الصرح الأثري ” عرش بلقيس” بمديرية صرواح محافظة مارب .
وأمام كل هذا وجدوا أن الشعب اليمني هو الأخطر عليهم ومخططاتهم لثباته وصلابته وتمسكه بقضيته ووطنه وكل ما ازداد الأعداء من جرائمهم ازداد الشعب اليمني حماسة وانطلاقا للدفاع عن وطنه في مختلف الجبهات .
شعبٌ يمني كل ما سقط عليه شهيد قدم مزيداً من الشهداء بل حول الشهادة يوم فرح وزغاريد, فالعدو يتابعه في مختلف وسائل التواصل بنفسه وبمرتزقته وهو بالفعل ما جعل الأعداء حيارى أمام هذا الصمود الأسطوري .
شعبٌ إن لم تكن في يومه غارة من قبل العدو تساءل ودعاه إن كانت ثمة رجولة فهناك ميدان كما فعل بجنوده ومرتزقته في عسير ونجران .

قد يعجبك ايضا