الشباب.. ماذا يقرأون !!

استطلاع / هيثم القعود
تعتبر القراءة واحدة من العمليات الفكرية المترابطة والقوية التي تشكل نافذة للتعرف على كثير من الأمور المحيطة بنا التي يجهلها القارئ في بعض الأحيان , إلى جانب أنها وسيلة أساسية تساهم في رقي المجتمع وتطوره ونقل الأفكار بين أبنائه , أضف إلى ذلك أنها من أهم الوسائل التي تداوي الفراغ وسلبياته ووساوسه , فبدلا من تضييع الوقت في أمور لا قيمة لها ولا تفيد بشيء تأتي القراءة كدواء لمعالجة الملل والضياع للناس عامة والشباب خاصة , أضافه إلى أنها نقيض الجهل فهي التي تسعى إلى محاربته بكل الطرائق والوسائل , وتعمل على إعداد جيل متسلح بالعمل والرقي الدائم .
في هذا الاستطلاع تجدون انطباعات الشباب حول القراءة , ومعرفة الكتب المحببة إليهم:
معرفة بلا حدود
لاشك أن القراءة في أوساط الشباب لها أدوار جمة في صنع جيل مدرك لتجارب المجتمعات الأخرى وما يدور حولها , أضف إلى ذلك أنها تعمل على تغيير تفكير الأشخاص والابتعاد عن المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي تكرس طريقاً مظلماً حيث إنها تفتح آفاقاً جديدة للمستقبل .
حيث تقول (أسيل احمد) من وجهة نظرها : إن المثقف كما هو المعتاد هو الشخص الذي يعرف كل شيء عن كل شيء, وشيء عن كل شيء لاسيما أنني أحاول الإلمام بجميع المجالات والعلوم خصوصا كتب التنمية البشرية , وتطوير المشاريع , وريادة الأعمال , إضافة إلى المقالات العلمية , والروايات البوليسية , والعالمية والكتب المترجمة إلى اللغة العربية مثل ” كنت طبيبة في اليمن ” و ” اسطنبول الذكريات والمدينة ” . وتقول (أسيل): إن معدل قراءتي هي شبه يومية عبر الأجهزة الذكية , والكتاب الورقي بحد ذاته , إلا أن قراءة الكتاب الورقي يعطي شعوراً مختلفاً خصوصاً أنها تنقل الشخص إلى عالم آخر وشغف وحب لا يتوقف .
عالم جميل
الشاب والدكتور (عيسى أبو حليقة) يقول عن القراءة : لقد أصبح لها اليوم دور كبير ومؤثر في تغيير الثقافات المجتمعية الخاطئة , حيث أنها تعتبر نافذة للعقل على حقل المعلومات سواء منها الإنسانية أو التكنولوجية , فالأمة التي تقرأ هي أمة نافعة لأبنائها وللعالم كافة , حيث أن قراءتنا تفتح لنا منافذ عدة وترشدنا إلى الطرق التي تنمي الوعي الفكري والثقافي , أما الأمة التي لا تقرأ لا تجد الحلول للعديد من مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .. وجدد بالقول : إننا تعلمنا كشباب أن التاريخ يعيد نفسه على مدار العصور المختلفة , فالبلدان المتخلفة إنما هي البلدان التي لا تهتم بالقراءة أو بتعليم الناشئة فيها وتوعيتهم بأهميتها .
وعن نوعية الكتب التي يحبها أشار إلى أنه يفضل قراءة الكتب الخاصة بالاستثمار وإدارة الأعمال وكتب التنمية البشرية , والتاريخية الخاصة بالشخصيات التي لها تأثير كبير على حياة مجتمعاتهم , ويضيف: أنني أفضل قراءة الكتب الدينية والدراسات الاجتماعية والنفسية والخاصة بعلم الفلسفة , بالإضافة إلى الكتب الخاصة بالشعر العربي والانجليزي بشقيه الحديث والقديم , حيث يتملكني الشعور بعد قراءة تلك الكتب بتطوير مهاراتي وقدراتي وتنمية شخصيتي كإنسان مثقف بشكل أفضل .
وعن شعوره بعد الانتهاء من القراءة قال : شعوري لا يوصف , حيث إنني أشعر بتعلم شيء جديد والحصول على معلومات قيمة تمكنني من توظيفها في مجال عملي وحياتي العلمية والعملية، حيث إنها تمكنني أيضا من نقلها إلى الآخرين من خلال وظيفتي كمحاضر جامعي في قسم إدارة الأعمال .. مشيراً إلى أن الكتاب هو العالم الجميل الذي يحتويه الصديق والرفيق الدائم والمصباح المنير والسلاح القوي الذي ينير الدرب لمواكبة عصرنا الحالي .
أسلوب الكاتب
(بثينة أحمد) تقول: إنها مهتمة جداً بكتب العلوم , والأغذية وذلك لأنها تصب في صالح تخصصها الجامعي .. وعن أهمية القراءة وأهمية الشخص المثقف بالتحديد أردفت بقولها : بالتأكيد إن الشخص المطلع والمحب للقراءة هو المتقبل للتغيرات والآراء والقادر على نشر النقد البناء بعكس الشخصيات المتحجرة التي تفرض رأيها ليس لشيء , إنما لأنه ليس لديهم شيء ليقولونه , فيتشبثون بالعادات المجتمعية الخاطئة ليثبتوا وجودهم . وعن معدل قراءتها للكتاب تقول : معدلي للقراءة شبه يومي والكتاب بالنسبة لي بمثابة الصديق الذي لا يفارقني حيث أنني احمله معي أينما ذهبت كي اشغل واذكر نفسي به .
أما رأي ( رفيدة المؤيد ) فتقول : إن الكتاب بشكل عام والقراءة بشكل خاص هما غذاء الروح والعقل وهما أيضاً بمثابة احتياج الإنسان لوجباته الرئيسية الثلاث , حيث أن لها دوراً كبيراً في تغيير الثقافات المجتمعية الخاطئة , ولذلك يعجبني قراءة كتب التطوير الذاتي , والروايات الواقعية والبوليسية , والرومانسية التي تحكي لنا أحداثاً لأشخاص وكيفية إصلاحهم لحياتهم , وأيضا يهمني – كما تقول- طريقة وأسلوب الكاتب وكتابته للكتاب بشكل عام والاهتمام بالمحتوى الداخلي الذي يمكنني من الارتقاء بالمستوى الشخصي والفكري ويجعلني ملمة بالخروج بفوائد ومعلومات جديدة والخروج من رحلة شيقة .
كتب الروايات
وأضافت من جانبها (تسنيم القبيلي) قائلة: إنها معجبة بقراءة الكتب الفكرية التي تنير العقل بشيء جديد وتصحح الأفكار القديمة والمغلوطة إن وجدت حيث أنني- والكلام لتسنيم- اشعر أنني على قيد الحياة وتجديد في داخلي أما عند انتهائي من قراءة الكتاب فاني اشعر بالصدمة وفقدان شخص عزيز على نفسي , حيث إنني والحمد لله استطيع قراءة كتابين أسبوعيا .
بينما ( نور باقديم ) تقول إنه لاشك أن المجتمعات التي تقرأ هي الأكثر تقدما وثقافة بل والأكثر عقلانية حيث أنني أميل إلى كتب الروايات وكتب التحفيز الذاتي التي تزيدني قوة وأملاً والدخول في عالم رائع لطالما تمنيت التواجد فيه , حيث إنني أقوم بقراءة كتاب واحد خلال خمسة أيام أو أقل وهو ما يجعلني أصبح أكثر قوة وتمسكاً بالعلم والمعرفة .
(سليم السعداني ) يشير إلى أن للقراءة دوراً محورياً في الارتقاء بالوعي الفكري على مستوى الفرد والمجتمع المحيط بأكمله حيث تعتبر بمثابة أداة وسيلة لنشر المعرفة واكتساب الخبرات والتجارب , فالأمة التي لا تقرأ لا يمكن أن ترتقي أو تصل لمستوى التقدم والتنمية , فكيف بنا نحن أمة اقرأ الذين طوينا الكتب فأصبحت مهملة مما جعل واقعنا كله مهملاً وحياتنا بلا قيمة .. ويضيف: إنني أفضل قراءة الروايات , والقصص , بالإضافة إلى قراءة الكتابات , والتحليلات المعمقة في الجوانب السياسية والثقافية , وما يجذبني غالباً هو عناوين الكتب وأسمائها , حيث أن شعوري بالقراءة هو الوصول لمستوى معرفي اكبر , وامتلاك اكبر كم هائل من المعلومات .
بلد جديد
القراءة بالنسبة لي تعتمد على الظروف العملية والعلمية , لكنني استطيع القول: إن معدل قراءتي الأسبوعية للكتاب هو7 ساعات لا أكثر ولا أقل , ولطالما يعد الكتاب من أحب الأشياء إلى قلبي إلا أنني حينما انتهي من قراءة كتاب أو رواية أشعر بأنني زرت بلداً جديداً هكذا هي نظرة (خالد الشوافي) للقراءة .. ويضيف قائلاً : الكتاب لا يفارق حقيبتي , ومن المستحيل أن تظل وسادتي دون أن يجاورها كتاب , فالقراءة ببساطة توسع مدارك القارئ وتجعله على دراية بالعالم الخارجي مما ينتج عن ذلك حجب التفكير السطحي والظهور بمستوى فكري وثقافي راق .. وتوافقه الرأي ( إشراق العداني ) والتي تقول: إن الكتاب بمثابة الدواء الكامل لكل مشاكل وعراقيل الحياة , حيث أنني أجد فيه الراحة والطمأنينة بعد كتاب الله عز وجل , لذلك لدي الهوس الكبير في قراءة كتب الثقافة العامة التي فيها أجد تفاصيل ورؤية الحياة المستقبلية.

قد يعجبك ايضا