التوقع والإقناع

إياد السالمي
سنترقب مستبشرين الآتي وليس من خفيٍّ أو مستعصٍ في هذا العصر مع التناقض الأحمق إلا اليأس ؛ نحلم وما زلنا نحلم بالحلم كحقيقة لا تقبل الجدل ؛ مع أن هذا الغموض أكثر ثراء من اللازم ؛مثله التناول السريع له المتشتت والمتخوف منه ؛ كذلك التنبؤ المقيت بالقادم مفضياً إلى اتجاهاتٍ وتقديراتٍ وآراءٍ متفاوتةٍ بين المحدودية والعقم والخواء دون البحث عن المجدي في أي شيء / الممارسة ؛ أو أياً كان / الممارس حيث يكون القصد تكليف وأمانة لا تشريف وخيانة .
علينا أن نأمل خيراً ونترك الأيام القادمة بإظهار ما ينتاب أو ما سيحدث ؛ مع أن كل شيء غير اعتيادي حتى الرياح ؛ أيضاً ليس من وتدٍ لأعمدة المتفاعلين سواءً التفاؤلي أو التشاؤمي ؛ إنما أشعر بالغبطة مع ذلك الإحباط الإرادي في الناس طالما بدأوا يتفاعلون وإن يكن بالتخمين .
اعتبار مؤشر إحساس قد يصبح يوماً بالتراكم وعيا مهما كانت سلبيته ؛ سيتطور كواقع كأن يقول أحدهم ( معاناة فعلية لا تبرح من التكاثر ؛ أن يصاب المرء بالسأم من شدة المحاولة للحياة ؛ إرهاق المتاح هو الآخر للمؤمل مع اتساع الرؤيا ؛ لا أفق حتى للخيال أمام ما يبدو ؛ مدعاة الظروف العصيبة مجتمعاً ومؤولاً وبيئةً وشعوراً إدراكياً ؛ تتساقط اللحظات الوارفة الحلم كرطب جنية فتصطدم بالمقابل لتغدو سهاما? سامةً تصيب المتطلع أو المتفاعل في مقتلٍ حسيٍّ وتضحو بعدها اللحظات الجميلة المشرقة ذكرياتٍ أليمةً مظلمةً ؛ ما يعطي المثابر الحق أن يتوارى خلف أشجان اللا حضور خلف قضبان الكسل ؛ غب حيث شئت ودعني أستلذ الموت مثلك ).
هذا ما يجعل التأكيد ضرورياً على التعامل مع أي واقع كمحاولة تقديمه بطريقةٍ راقيةٍ بعد تشذيبه وتهذيبه والاستفادة منه كأمرٍ لا مناص من عيشه والتجاوب له تقويماً تقدمياً ؛ أو فرضية وجودٍ كظاهرةٍ لا بد من التعاطي معها صحياً ؛ إنما ما يدعو إلى الأسى هو توقع الواقع بدون مبررٍ أو معطىً يذكر كخطوة أملٍ ؛ وترك إقناع الواقع اللازم من المعني كحظوة بقاءٍ ؛ هذا ما نعانيه عند الكل؛ بل سيرورة هذه القدرة الإنسانية الحية بالتماشي والرضوخ إلى توترٍ أو توارٍ .
التوقع إيقاعٌ والإقناع مقنَّعٌ بتشديد النون ؛ لعنتي على هذه الحالة المنتفية ؛ من داخل الذات قبل الآخر ؛ والمنحطة بتواتر التهديم في هيئة بناء ؛ أنفاس لئيمة وكفى ؛ أن يصير التوقع استغفالاً بدلاً من أن يكون استلهاماً والإقناع أهواء لا برهان فاعلم أن جوارك متنفس ؛ وكأن على قلوب أقفالها .

قد يعجبك ايضا