التوسع الدلالي في المفردة القرآنية.. الفرق بين أحد وواحد:

محمد الهاملي

أصل الكلمة:
ليس وحد كأحد.. ولا أحد كواحد:
جاء في معاني النمو للدكتور فاضل السامرائي: تدل الأبحاث العلمية على أن لفظة أحد أسبق وجودا من واحد وهذا في اللغة السامية وهي بمعنى الواحد وجاء في التطور النحوي: “فأحد سامية الأصل وواحد مشتقة منها وأحد يراد بها معنى واحد تقول واحد أحد
وأجمع اللغويون على أن همزتها منقلبة من واو وأصلها وحد ثم انتقلت إلى العربية وخصصت لكل منهما معنى واستعمالاً فلم تستعملهما مترادفتين بل قربت بينهما وخصصت لكل واحد منهما بوظيفة كما أنها ليس بمعنى واحد وأيضا هما مختلفان في الدلالة.
فاحد تفيد العموم فأنك إذا قلت لم أر أحداً في الدار دل ذلك على أنك لم تر أي شخص واحداً أو أكثر فإذا قلت: لم أر من أحد أكدت نفي العموم أما إذا قلت لم أر واحداً فإنه يحتمل أنك لم تر أحداً ويحتمل أنك لم تر واحداً فقط بل رأيت أكثر من واحد.
تعريف:
قال عز من قائل “قل هو الله أحد”
وقال: “هو الله الواحد”
الاسمان من أسماء الله الحسنى ولا يقال هذان الوصفان إلا لله سبحانه وتعالى.
الواحد: هو الذي لا شريك له ولا مثيل له.. الواحد هو الذي لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا يُجمع والواحد بتعريف آل لله وحده لا شريك له ولا يناظره أحد فالواحد متفرد بالذات في عدم المثل والنظير.. والواحد يأتي لمفتتح العدد.
تقول جاء في واحد من القوم ولا تقل جاء في أحد ولفظ واحد تستخدم في الإثبات نحو جاء واحد من الناس.
أحد:
الأحد تبين نفي ما يذكر معه العدد تقول: ما جاء ني أحد.
أحد بمعنى الواحد وأما قوله تعالى: “قل هو الله أحد” فهو بدل من الله لأن النكرة تُعد بدلاً من المعرفة هذا في الإعراب.
أحد: أجمع اللغويون على أن همزتها منقلبة عن واو وأصلها وحد.
أحد: يستعمل في النفي والإثبات ويتناول القليل والكثير على طريق الإجماع والافتراق لاستغراق جنس الناطعين.
وأحد تستعمل على ضربين أحدهما أن يراد بها العموم والكثرة ولا يقع إلا في النفي وغير الإيجاب نحو قولك: ما جاء ني من أحد ولا أحد فيها والذي يدل وقوعه على الجمع كقول الله تعالى:” فما منكم من أحد عنه حاجرين” الحاقة:47
الضرب الثنائي:
يراد به معنى واحد في العدد نحو قولك: أحد وعشرون والمراد واحد وعشرون وأما قولهم ما في الدار أحد: فهو اسم لمن يصلح أن يخاطب ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث قال الله تعالى: “لستن كأحد من النساء”. فهذا يدل على جمع الإناث.
الخلاصة:
1- إن الواحد اسم وضع لمفتتح العدد.. تقول: جاء ني منهم واحد ولا يصح أن تقول: جاء ني منهم أحد، أما الواحد فهو يدخل في الأحد والأحد لا يدخل فيه “فإذا قلت: لا يقاومه واحد جاز أن يقال لكنه يقاومه اثنان بخلاف قولك لا يقاومه أحد.
2- إن أحداً إذا أضيفت تكون بمعنى واحد، غير أنها تكون بعضا من المضاف اليه قاله السامراتئي قال تعالى: “فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة” الكهف: 19 أي واحدا منكم”. أما بين فهي تقع على الاثنين فما زاد قال تعالى: “لا نفرق بين أحد من رسله ،،،” البقرة: 285 فهي تدل على الجمع.
3- أما كلمة واحد إذا أضيفت فلا تؤدي هذا المعنى فإذا قلت: هو واحدهم لم يفد أنه أحدهم، بل يكون المعنى أنه المتقدم عليهم.
4- يأتي الواحد بمعنى المماثلة وعدم المخالفة والمغايرة نبرهن على ذلك وتقول: القعود والجلوس واحد وأصدقائي وأصدقاؤك واحد ولا تستعمل كلمة أحد كذلك.
5- تستعمل أحد وصفاً في الاثبات بلا إضافة فتختص بالله وحده لا يشاركه فيهاغيره قال عز من قائل: “قل هو الله أحد” جاء في لسان العرب: قال الأزهري: أما اسم الله فأنه لا يوصف شيء بالأحادية به غيره.
أمثلة: لا يقال رجل واحد لأن أحداً صفة لله عز وجل التي استخلصها لنفسه ولا يشاركه فيها شيء فهو الواحد الأحد الفرد الصمد.
وجاء في تفسير ابن كثير في قوله تعالى “قل هو الله أحد” يعني هو الواحد الذي لا نظير له ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الاثبات إلا الله عز وجل الكامل في جميع صفاته وأعماله.

قد يعجبك ايضا