أحلام الغزاة والمرتزقة .. تتبدد

بات من الواضح أن حلم دخول صنعاء تبدد في مخيلة المرتزقة منذ اليوم الأول, كما تبدد حلم دخول تعز من قبل أشهر, وإن كان ثمة عناد و”قمر” يجعلهم يغامرون ويقامرون بأرواح مرتزقتهم الرخيصة رخص آلياتهم أيضا .
صنعاء البعيدة جدا عن أحلام الغزاة ومرتزقتهم, صارت اليوم أبعد بكثير من ذي قبل, فالمغامرات التي نفذها الغزو ومرتزقته في فرضة نهم مؤخرا ليست إلا واحدة من مغامرات كثيرة مشابهة في أماكن كثيرة وجبهات كثيرة, حيث يقومون بالتقدم على أماكن ليصنعوا حدثا إعلاميا بينما يكون الواقع الميداني من خلفهم ليس بأيديهم.
دخلوا الفرضة نعم, لكنه بالمنطق العسكري ليس أكثر من عملية تسلل خطيرة سرعان ما وضعتهم في جحيم مستعر, حيث لا يزالون منذ أكثر من أسبوعين محاصرين في مساحة جغرافية خطيرة وصغيرة يتلقون ضربات موجعة من أبطال الجيش واللجان الذين يضيقون عليهم الخناق يوما بعد يوم .
وفي الواقع لولا أن طيران العدوان المجنون يصنع طوقا مستمرا عليهم يحميهم من أي هجوم لكانوا قد انتهوا سريعا, سيما وأن الجبهات من خلفهم لا تزال مشتعلة في كل من جبال قَرْوَد ووادي ملح وجبل صلب, وأيضا في مجزر والجدعان وفي صرواح والجوف, وتشهد تقدما كبيرا ومتسارعا لقوات الجيش واللجان الشعبية في تلك المناطق .
يحتفلون بسراب  ويحلمون بلمس النجوم وهم لا يمتلكون حتى مجرد أجنحة تطير بهم إلى حيث يمكن أن يراهم الغبي بين النجوم, ويراهنون على انهيار جيش وطني وشعب عظيم لا يستسلم ولا يقبل الهوان, بل يطرقون أبواب أناس ليست من كيمياء تكوينهم القبول ببيع الأرض والعرض والوطن والشرف والكرامة .
قبائل نهم وقبائل مارب والجوف, ليست مرحبة بالغزو ولا تقاتل في صفه, وإنما يقاتل الغزو بمرتزقة سواء من عباد المال في الداخل او من تجار الحروب من مرتزقة العالم أو من جحافل الخليج التي لا تفهم في الحرب شيئا وتدفعها رغبتها في أن تكون شيئا وهي لا شيء .
من المخجل الحديث عن ما يسمونه سقوط صنعاء, سيما وأن ثمة متغيرات وازنة في معادلة المعركة أهمها وقوفنا شعبا وجيشا مع الله الذي لا يرضى أن ينتصر الطغاة والمعتدون, وأيضا قضيتنا التي نحملها مشعلا مضيئا ونتخذ منها دافعا روحيا نحو التضحية, في حين لا يمتلك المعتدي لا قضية ولا مبدأ يقاتل عليه سوى المطمع المؤقت, وأيضا في الوقت الذي تقول الوقائع في صحراء ميدي الشمالية وفي صحراء ذباب أن الغزو ومرتزقته أعجز من أن ينتصر ويتقدم في بضعة كيلومترات من الصحراء المفتوحة على قصف الطيران والبارجات أمام صمود أبطال الجيش واللجان الشعبية فيها لشهور .
بالأمس تحررت ذباب وتطهرت وانسحبت بلاك ووتر حاملة تجربة لم تجربها قط, وأيضا تطهرت معظم المناطق الحدودية بين ميدي والموسم, بل ولا تزال قوات الجيش واللجان تستعرض قوتها وعضلاتها بكل أريحية وتفتح جبهات صحراوية جديدة على الحدود الشرقية مع الربع الخالي ونجران, في وقت بات العدوان بتحالفاته الكبيرة وبذخه وترفه مرهقا ومنهكا ويستعجل الوصول إلى أي إنجاز يمكنه من خلاله أن يعلن التوقف والهروب من ميدان المعركة, سيما وهو يرى تقدم اسود اليمن داخل أراضيه كل يوم يزداد ويدفعه نحو الجنون وتدمير القرى والمدن والممتلكات في تلك المناطق التي باتت تحت قبضة أبطال اليمن .
المجد لليمن ولشهداء الجيش واللجان الكرماء .
لطف القحوم :
جبهة ستبقى مشتعلة, وسلاح سيبقى فاعلا, في معركة الكرامة.

قد يعجبك ايضا