الأمطار والسيول تكشف بشاعة تدمير العدوان للطرقات والجسور الرابطة بين المحافظات

4 مليارات دولار تكلفة الصيانة المطلوبة على الأقل
تحقيق /أحمد الطيار
يواجه انسياب السلع الزراعية والغذائية بين المحافظات اليمنية مشكلة عويصة جراء الطرقات والجسور التي دمرها العدوان طيلة الفترة الماضية ،فهذه الطرق لم تعد تجدي للنقل الاقتصادي في ظل غزراة الأمطار وتدفق السيول خصوصا وأنه تمت إعادة بعض الطرقات بشكل إسعافي لكنها لم تستطع الصمود في وجه تدفق السيول التي من الله بها علينا خلال هذا الأسبوع.
ففي خط صنعاء الحديدة عند جسر عصفرة انقطع الطريق نتيجة قصف العدوان خلال العام الماضي وتمت إعادة تشغيله بعد أن تم بناؤه بعبارات إسمنتية.
ويمد هذا الخط العاصمة صنعاء بالمنتجات الزراعية والصناعية والاستهلاكية من تهامة ومحافظة الحديدة وميناء الحديدة ويغذي العاصمة وبقية المحافظات بحوالي 60 % من المنتجات الزراعية و100 % من المنتجات الغذائية المستورة كالقمح والدقيق.
وتشير الصور القادمة من هذا الخط إلى أن الآلاف من المسافرين والمركبات والشاحنات تقطعت بهم السبل هذه الأيام في خط صنعاء الحديدة وخط صنعاء – عمران – حجة وخط عمران – حجة في منطقة شرس حيث ان السيول الجارفة دمرت ما تبقى من طرقات بعد تدميرها أصلا من قبل العدوان ،وكشفت عن عمق التدمير الهائل للجسور والطرقات من قبل العدوان السعودي طيلة 13 شهرا الماضية حيث اكتشف الناس أن حجم التدمير يفوق بكثير جحم ما كان متوقعا فخط صنعاء – الحديدة مقطوع بالكامل عند نقطة بني مطر والسبب تدمير جسر يربط الطرق كاملة ،ولا يمكن إصلاحه بين عشية وضحاها.
انعكاس
انعكست أوضاع الطرق ومشكلة النقل حاليا على السوق مباشرة فظهرت شحة واضحة في المنتجات الزراعية كالبطاطس والطماطم والبصل وغيرها من المنتجات بالعاصمة صنعاء وبالتالي هناك ارتفاعات في السعر بشكل ملحوظ والسبب أن المعروض المتوفر في السوق شحيح جدا لأن الطرقات مقطوعة بين المحافظات بسبب الأمطار أضف إلى ذلك صعوبة الدخول للمزارع لجني المحصول بسبب الأمطار.
ويشير إبراهيم الشعبي صاحب محل خضروات إلى أنهم لم يستطيعوا الحصول على كميات الخضروات المطلوبة من سوق الخضار المركزي امس بسبب عدم وصول الشاحنات المحملة بالخضروات للسوق وتقطع السبل بها في عمران وبني مطر على خط صنعاء الحديدة،كما يوضح أبو الفضل الريمي صاحب خضروات أن السوق يشهد شحة واضحة في الإمدادات من الخضروات من محافظة ذمار بسبب الأمطار الغزيرة التي غطت الأراضي الزراعية كافة.
تقطع السبل
يشير الخبراء الاقتصاديون إلى أن موجة الأمطار التي من الله بها على بلادنا هذا الأسبوع أدت إلى تعثر حركة المسافرين والشحن البري بين عدد من المحافظات، وتسببت في نقص في الإمدادات السلعية المنتجة محليا كالخضروات والفواكه وغيرها فضلا عن تعرض مساحات واسعة من الأراضي الزراعية للتجريف.
ويقول عبدالله الناجي خبير النقل التجاري بهيئة النقل البري: إن حركة النقل الداخلية في اليمن كبيرة جدا لأنها تغذي حياة 25 مليون إنسان يوميا بالغذاء والدواء والسلع ويشير إلى أن الطرق تعرضت لتدمير ممنهج من العدوان بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ وهذا التدمير أدى لانخفاض استيعاب مستوى الطرق لحركة النقل وعندما جاءت الأمطار مثلت تحديا كبيرا لحركة النقل لأن الطرق التي دمرت سابقا بفعل العدوان لم يتم في الأصل إصلاحها أو إعادة بنائها بل تم ترميمها بشكل إسعافي مما جعلها غير قادرة على مواجهة الأمطار.
ويضيف: نشهد اليوم صورة مثلى لمدى العدوان وجبروتها فالطرق شاهد للعالم على همجية وحقد والصور توضح للعالم الآلاف من اليمنيين أطفالا ونساء وشباناً بسياراتهم ومركباتهم وهم يقبعون في الطرق ليلا لا يستطيعون الوصول لأسرهم.
التكلفة
تحتاج وزارة الأشغال العامة والطرق لإصلاح الطرقات التي دمرها العدوان أربعة مليارات دولار ويقول المهندس نبيل إسماعيل المؤيد رئيس لجنة الطوارئ كبير مهندسي صندوق صيانة الطرق بوزارة الأشغال العامة والطرق: إن هناك حاجة في الوزارة إلى أربعة مليارات دولار لإعادة بناء وترميم ما دمره العدوان السعودي منذ بداية العدوان على بلادنا حيث قام العدوان بتدمير حوالي 41 جسرا موزعة على محافظات الجمهورية والتي تحتاج لإعادة بنائها حوالي 43مليارا و964 مليون ريال كتكلفة تقديرية ومبنية على أسعار ومؤشرات قديمة وفي ظروف عادية وقابلة للزيادة والنقصان بعد الدراسات الميدانية لمواقع الجسور والاطلاع على حالتها وإجراء الاختبارات اللازمة لها.
ويضيف :دمر العدوان السعودي حوالي 1000 كم من الطرقات في أمانة العاصمة والطرق الرئيسية المرتبطة بالعاصمة صنعاء والتي بلغ إجمالي التكلفة التقديرية لإعادة بنائها 47 مليارا و453 مليون ريال والتي بنيت على أسعار ومؤشرات قديمة وفي الظروف العادية وقابلة للزيادة والنقصان بعد الدراسات الميدانية وزيارة الطرق والاطلاع على حالتها.
ويشير المؤيد إلى أن استهداف الطرق والجسور له آثار جانبية نتيجة الدمار الذي أحدثه القصف كون ذلك يؤثر على جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وغيرها كما لمسنا هذه الايام حين تدفقت السيول والامطار دمرت ما تبقى من تلك الجسور والعبارات كونها منشآت خدميه وتدميرها يؤثر على حركة النقل والمرور ويضيف أعباء وجهود على مستخدميها من جميع شرائح المجتمع في أي بلد.
عمل دؤوب
قام صندوق صيانة الطرق والجسور بعمل اسعافي من أجل التخفيف من هذه الآثار السلبية من خلال العمل على الصيانة الطارئة ومحاولة إعادة فتح الطرق التي قطعت في مواقع الجسور التي دمرت أو تضررت من خلال شق الطرق البديلة الجديدة أو عمل تحويلات وكذلك صيانة بعض الأضرار البسيطة أو الجزئية للجسور أو الطرق الذي استهدفها العدوان السعودي.
وينوه المهندس المؤيد بأهمية مساعدة الناس لجهود الوزراة في فتح الطرقات فعندما قام العدوان بتدمير أحد الجسور في منطقة الحيمة والذي يربط بين أمانة العاصمة صنعاء. ومحافظة الحديدة قام سكان المنطقة بردم الجسر الذي دمره العدوان بجهود شخصية وفتح الطريق أمام المسافرين إلى أن وصلت معدات فريق الطوارئ لإيجاد الحلول والبدائل والتي مازالت تحتاج لوقت وجهد اكبر.

قد يعجبك ايضا